دينا ريان يا أهل الكلمة وأهل الفتوى دقيقة سكوت لله.. وبدون أسباب أو تطبيل أو إطناب ندخل فى الموضوع. زمان يا جدعان كان الصحفى منا لا يجرؤ فى تحقيقه الصحفى أو حتى فى مقالات الأساتذة أن يقول: صرح مصدر مسئول أو علمت أن أو علمت جريدتنا الموقرة، وإديلله إدى فى معلومات وتصريحات توديك البحر وترجعك عطشان.. وتمادينا فى الحكاية فأصبحنا نقول صرح مصدر عسكرى، وقد كان الكلام باسم الجيش فى الجرنال لابد وأن يصل لنا موقعاً وناقص يكون عليه توقيع وأثنين شهود من خلال محررنا العسكرى المعتمد والموثوق فيه لدى الجيش أولا ولدى الجريدة ثانيا. ووسعت الحكاية واتهببت بظهور القنوات الفضائية التى تذكرنى بتاريخ ظهور الإذاعة، وكل معلم كفتة أو ممبار يفتح له محطة وكانت تسمى بالمحطات الأهلية.. وكل محطة هات يا ردح وهات يا فتى للمحطة الثانية حتى انتهت تلك الظاهرة القذرة، وتحولت الإذاعة بمحطاتها إلى إذاعة وطنية قومية.. وعقبال ولا أظن أننى سأعيش هذا اليوم الذى توضع مواثيق ودساتير تجرم على كل صاحب قرشين مجهولون المصدر يفتح له قناة فضائية أو يصدر له جريدة أسبوعية ميدانية مستكلة أو حتى حزبية خاصة بعد ما كثرت الأحزاب ورطرطت الحكاية وبعد ما زادت الطين بلة أصبح كل «مَوّْتور» له صفحة إلكترونية من حقه كتابة مقالة سياسية أو اقتصادية أو نقدية، والله وحده الأعلم بخلفيته الثقافية أو السياسية أو الوطنية أو القومية أو الباذنجانية وإديلله ضرب فى المقدسات الوطنية والقومية... وإلخ إلخ إلخ. وبعد كل هذا «الهردبكش» يحذروننا بأن أمريكا ومعها ولاد خالتها فى أوروبا وابنتها فى الحرام إسرائيل وكف العفريت فى الخليج وضعوا أيديهم القذرة مع أياد أخرى، مع الأسف تحمل الجنسية المصرية لتقسيم مصر على مزاج الست الوالدة. وعندما نسأل ومن حقنا نعرف مصدر هذا الكلام سواء من خلال الأدلة والتحريات النيابية والقضائية وبطول الانتظار نجدهم يردون ويقولون «بيقولك» بيقولوا «علمنا» علمت جريدتنا بأن... ويزداد لغو الكلام ويروح فى الرجلين ولادنا وأحفادنا ومعتقداتنا وثوابتنا وإيماننا برموز رحلوا ورموز فى طريقهم للرحيل ورموز لن تولد قط وسط هذا الزخم واللوبى ممن يحملون مقولة «بيقولوا» ويقولك، وعلمنا من مصدر مسئول؟ والآن على كل لسان وكل يد تريد أن تدلى بتصريحات أو معلومات لابد من أن تظهر اللهو الخفى اللى بيقولك ويقوللى وقالوا لوا، وافتوالو، وضرورة الكشف عن المصدر المسئول ويحدد لى مسئول عن إيه بالضبط.. عن نفسه؟ ولا عن والدته؟ ولا عن الست بتاعته. اللهم اكفنا شر الفتن وأصحابها والفتنة المرئية والمسموعة والمكتوبة والمنطوقة فى بعض فضائياتنا وبعض جرائدنا الممولة من هنا وهناك ومن ماما فتحية وخالتى سنية وتانت چاكى وأونكل زكى.