حوار – وليد سلام تزامنا مع حركة انفصال التى ظهرت مطالبة بفصل الصعيد عن الجسد المصرى، فى دعوة تبدو غاية فى الشذوذ، فالصعيد كان حامل راية الحضارة المصرية منذ ما قبل التاريخ وحامل شعلة الحضارة الفرعونية، يستعد الكاتب الصحفى الشاب أشرف التعلبى، رئيس القسم السياسى بجريدة الأحرار، لنشر كتابه «جمهورية الصعيد» الذى قد يوحى للوهلة الأولى أنه يأتى فى سياق دعوة الانفصال لكن التعلبى فى حواره ل «الأهرام العربى» يؤكد أن الصعيد لا يمكن أن ينفصل أو يطالب بالانفصال. كيف ترى حملة «انفصال» وجمعها لتوقيعات لانفصال الصعيد؟ فى البداية الدعوة لانفصال الصعيد سفاهة غير مقبولة ولا يمكن أن ينفصل أو ينقسم الصعيد فى يوم من الأيام، فنحن جزء أصيل من مصر؛ فلقد بنيت الحضارات على أكتاف الصعايدة وهم فخورين بمصريتهم أمام العالم كله؛ وهذه الحملة معروف للجميع أن هدفها تشويش الرأى العام فى ظل الأوضاع الحالية التى تعيشها مصر. ولماذا جمهورية الصعيد الآن، ألا ترى أن هذا الكتاب يدعم فكرة الانفصال؟ كتابى «جمهورية الصعيد» يحذر من الانفصال ومكتوب على الغلاف « نحذر من الانفصال والتجاهل» كما أنى قررت تأجيل طباعة كتابى بعدما ظهرت الحركة نظرا لأن كتابى بعنوان «جمهورية الصعيد» ورغم أنه يحذر من الانفصال، وهذا مكتوب على الغلاف فإننى اتصلت بمدير دار النشر وطلبت منه تأجيل النشر .. الوضع خطير للغاية، مصر فى خطر حتى لا يقال إننى أدعم الانفصال . ولماذا اخترت هذا التوقيت الصعب فى ظل الأوضاع الحالية التى تمر بها البلاد ؟ فى الحقيقة لم أختر هذا التوقيت بل جاء التوقيت مصادفة تماما، فأنا أعمل فى هذا الكتاب منذ عام 2011 عندما تم تقسيم السودان إلى شمال وجنوب، والمصادفة هى أننى انتهيت من الكتاب منذ شهر، وهو الآن بدار النشر تزامن ذلك مع قيام حملة انفصال التى تدعو لقيام دولة الصعيد، وسبب اختيارى لعنوان جمهورية الصعيد لأننى أحذر من قيام هذه الدولة، وها نحن أمام البعض الذى يطالب بذلك، على الدولة أن تكون حذرة وتدق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان . ما أهم الأفكار التى تطرحها من خلال الكتاب؟ الكتاب يضم 9 فصول يتحدث الفصل الأول عن تاريخ وجغرافبا محافظات الصعيد لتعريف القارئ بالهوية الصعيدية، والفصل الثانى يحمل اسم جذور الاضطهاد، ويتناول أصل التجاهل وجذوره من أمية وبطالة وفقر وتهميش فى مختلف مجالات الحياة، أما الثالث فيتحدث عن الصعايدة والدراما، والذى يتناول فيه الفرق الكبير بين الصعيدى فى الحقيقة والصعيدى فى الدراما المصرية، والرابع عن النكت التى تناولها البعض فى نكت بالية وكلمات ممجوجة رسمت صورة واهية خادعة كاذبة للرجل الصعيدى، أما الفصل الخامس تطرقت فيه عن الصعيد فى عيون المستشرقين والغرب، وكيف نظر المؤرخون الأجانب للصعايدة والفصل السادس يتحدث عن محاولات انفصال الصعيد مثلما الحال عندما انفصل فى عهد شيخ العرب همام والشيخ الطيب الهوارى عام 1867م فى عهد الخديو إسماعيل باشا، وفى السابع تناول " مخططات تقسيم الوطن، والفصل الثامن - قبل الأخير - وهو السيناريو السودانى فى مصر، وهو سيناريو تقسيم السودان إلى دويلات. وما الحلول من وجهة نظرك لحل مشكلات الصعيد ؟ الحلول بسيطة للغاية هى أن تهتم الحكومة بمحافظات الصعيد من حيث التنمية فى مختلف المجالات السياسية والعمل على الارتقاء بالمستوى السياسى، ومن حيث الاقتصاد بالعمل على إقامة مشروعات تنموية للحد من البطالة وهجرة أبناء الصعيد، وهناك العديد من مصادر الثروة فى الصعيد منها السياحة والشواطئ الساحلية والآثار وغيرها من مياه نهر النيل وأراض صالحة للزراعة ومناجم ومحاجر، وعلى الحكومة إقامة مدن صناعية وتعمير الظهير الصحراوى. وكيف ترى موقف الحكومات من الصعيد ؟ ظلمته كل الحكومات والمسئولين على مر العصور.