علاء عزت من رحم المعاناة، بل من رحم الموت، عاد نجم الكرة الفرنسية فرانك ريبيرى صانع ألعاب بايرن ميونيخ الألمانى للحياة، ليسطر ملحمة كروية ذهبية، جعلت منه أفضل لاعب فى أوروبا، وهو الذى قاد العملاق البافارى لإنجاز تاريخى بفوزه ببطولة دورى الأبطال الأوروبى من بعده السوبر الأوروبى، وقبلهما ثنائى الدورى والكأس فى ألمانيا. اللافت للنظر فى الأمر أن الإعلام الغربى على غير العادة لم يحتف بالملك الجديد للكرة الأوروبية، كما كانت تحتفى من قبل بمن سبقوا ريبيرى فى الجلوس على العرش. وهمس الكثيرون أن السبب يكمن فى مجاهرة النجم الفرنسى باعتناقه للدين الإسلامى، وأن الإعلام الغربى لم يسعده على الإطلاق أن يكون الملك الجديد لأوروبا، لاعبا مسلما. كان بلال، وهو الاسم الجديد والمحبب لنجم الكرة العالمية ريبيرى، قد توج أخيرا بجائزة أفضل لاعب فى أوروبا لعام 2013، متفوقا على الأرجنتينى ليونيل ميسى والبرتغالى كريستيانو رونالدو، نجمى برشلونة وريال مدريد الإسبانيين. وأصبح ريبيرى خامس فرنسى ينال جائزة أفضل لاعب فى أوروبا بنسختيها القديمة والجديدة بعد ريمون كوبا وبلاتينى وجان بيار بابان وزين الدين زيدان، كما أصبح أول لاعب من بايرن يحصل على هذا الشرف منذ أن ناله الرئيس الحالى للنادى البافارى كارل هاينتس رومينيجيه عامى 1980 و1981. حتى وسائل الإعلام العربية، ووسائل إعلام الدول الإسلامية لم تحسن الاحتفاء بالنجم المسلم، الذى لم يولد فى كنف عائلة مسلمة، ولكنه اعتنق الدين الحنيف بعد أن بلغ رشده ، وتزوج من فتاة عربية مسلمة، وهى الجزائرية وهيبة، وحج بيت الله الحرام، واختار لنفسه اسما وهو بلال اقتداء ببلال بن رباح مؤذن الرسول. وفى احتفالية خاصة من جانبنا، بتتويج المسلم بلال ملكا على الكرة الأوروبية، تنشر "الأهرام العربى" تقريرا خاصا عن حياته. السيرة الذاتية فرانك ريبيرى أو بلال ريبيرى من مواليد 7 إبريل من العام 1983، متزوج من الجزائرية المسلمة وهيبة فى العام 2004، يلعب فى خط الوسط المتقدم أو الجناح الأيسر أو الأيمن. أخيرا قد لفت أنظار الإعلام كثيراً واعتُبِر وريث الساحر الفرنسى زين الدين زيدان، وفقاً لأدائه الرائع. قبل أن يشتهر، كانت وسائل الإعلام العالمية تلقبه بالنجم القبيح، حيث توجد ندبات كبيرة بوجهه سببها حادث سيارة.. تعرض لها وهو صغير وكان برفقة والده ووالدته، ونجا من موت محقق فى هذا الحادث الأليم والخطير، ورفض مرارا وتكرارا إجراء عمليات تجميل.. مؤكدا أنه لم يفكر يوماً فى إجراء جراحة تجميل لإزالة الندبات الموجودة فى وجهه، والتى اعتَبر أنها سبب تألقه فى عالم كرة القدم.. وأوضح ريبيرى أنه ومع مرور الوقت أصبحت هذه العلامات المميزة هى القوة التى تدفعه للتألق وتحقيق آماله للتغلب على سخرية الآخرين من التشوهات. وما من مناسبة، إلا ويؤكد فيها ريبيرى انتماءه للإسلام واعتزازه بدينه، وسعادته باسمه الجديد "بلال" مشدداً على الدور الكبير الذى يلعبه الدين الإسلامى فى حياته.. حيث قال ريبيرى إنه يحرص على أداء الصلاة فى المنزل أو فى الفندق قبل المباريات، لكنه اعترف بصعوبة الصيام فى الأيام التى يخوض فيها مبارياته. اعتناقه للإسلام اعتنق ريبيرى (30 عاما) الإسلام منذ عدة سنوات وأصبح اسمه الجديد بلال يوسف محمد، عوضا عن فرانك ريبيرى، ومع ذلك مازال معروفا باسمه الأول. ولم يكن غريبا، استخدام العديد من المغردين والمعلقين لصفة اللاعب المسلم مع ذكر اسم ريبيرى، بالإضافة إلى استخدام المغردين العرب اسم بلال عوضا عن فرانك على عكس المغردين الأجانب".. الذين يحاولون من آن لآخر تشويه صورته ..فى وقت أشار البعض أن نادى بايرن ميونيخ قد قرر بناء مسجد بناء على اقتراح قدمه ريبيرى، تمت الموافقة عليه ويتحمل النادى %85 من تكلفه البناء". قصة ريبيرى مع الإسلام شغلت العالم قبل 7 سنوات، عندما ظهرت صور له ويداه المرفوعتان وهو يقرأ "الفاتحة" قبيل أدائه ركلة البداية فى مونديال كأس العالم 2006. ووقتها قال إن دينه الجديد هو أمر شخصى، ولا يحبذ التحدث عنه علنًا مع كثير من الفرنسيين.. ونادرًا ما يتحدث عن كيفية عثوره على الدين الإسلامى، لكنه حديثًا صرح لمجلة "بارى ماتش" أنه يشعر بالاطمئنان مع الإسلام.. كما قال: "لقد عشت حياة صعبة، وعقدت العزم على أن أعثر على السكينة، وفى نهاية المطاف وجدت الإسلام". وكانت مجلة " الإكسبرس " الفرنسية هى أول من سربت خبر تحول ريبيرى إلى الإسلام فى بداية العام 2006، برغم أن تلك المجلة لم تذكره بالاسم فإنها قالت: إن لاعبًا من المنتخب الوطنى الفرنسى قد اعتاد على التردد إلى مسجد فى مدينة مارسيليا جنوبفرنسا. لقد اعتنق ريبيرى دين زوجته "وهيبة" ذات الأصول المغربيَّة ''جزائرية ''، وحينما تعرَّض للإلحاح والضغط صرح لمجلة "بارى ماتش" قائلاً: "الإسلام منبع قوتى فى ساحة الملعب وفى خارجها". فلم يفت " بلال " فرصة إصداره لكتاب مخصص لسيرته الشخصية، قام بكتابته كلود مورو تحت عنوان:"ريبيرى طفل الشمال الذى أصبح كبيرا"، وأصدرته دار نشر "فافر" بسويسرا، لاسترجاع ذكريات السفر الذى قام به إلى بلد زوجته الجزائر برفقة عائلته فى صيف 2006، أيام قليلة بعد مشاركته الموفقة فى المونديال الألمانى وبلوغه المباراة النهائية أمام إيطاليا. وخلال لقاءاته العديدة مع مؤلف الكتاب الصحفى كلود مورو، روى ريبيرى تفاصيل عن الأيام السبعة الجميلة التى قضاها فى الجزائر، بلد زوجته، كما ذكر أسرار قصة "لقائه مع الإسلام"، وقراره باعتناق الدين الذى سمح له بتغيير مسار حياته كليا. وكشف النجم النقاب فى كتابه عن قصة لقائه بزوجته الجزائرية، حيث أكد أنه تزوج وهيبة فى شتاء 2004، ويقول بلال فى هذا الصدد:"رغبت الزواج مع وهيبة وتمسكت بذلك، وعملنا كل ما فى وسعنا من أجل هذا الارتباط، اعتنقت الإسلام وذهبت إلى المسجد برفقة والد وهيبة". وذكر النجم الفرنسى المسلم أن حليمة جدة وهيبة قدمت قبل سنوات من الجزائر لقضاء أيام وسط عائلتها فى مدينة بولون الساحلية.. خلال لقاءاتها العديدة بها، كان يصعب عليها نطق اسم فرانك نطقا سليما، وقال:"كانت تخاطبنى باستعمال اسم بلال، وهو الاسم الذى اخترته لدى اعتناقى الإسلام". ويضيف أن التحاقه بصفوف نادى بايرن فى صيف 2007 لم يغير شيئا فى علاقاته بالإسلام ومعاملاته الدينية، ويقول عن تلك الجزئية: "هنا فى ميونيخ، الكل يعلم أننى مسلم متزوج من فرنسية مسلمة وأن بناتى حيزية، وشاهيناز تحملان أسماء عربية (...) أذهب إلى المسجد إذا أمكن ذلك خصوصا لأداء صلاة الجمعة". ويشير ريبيرى أن علاقاته بالإسلام ومعاملاته تحظى ب"قبول" إدارة نادى البايرن وجمهوره وسكان مدينة ميونيخ، والدليل على ذلك حرص مسئولى النادى على التجاوب مع معاملاته الدينية وتقديم وجبات له من لحوم "حلال".