أ. ف. ب أطلق الجيش التونسي الجمعة عملية عسكرية "واسعة النطاق" في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر بهدف "تطهيره" من "إرهابيين" قتلوا الاثنين الماضي ثمانية عسكريين وسرقوا اسلحتهم ولباسهم النظامي بعدما ذبحوا خمسة منهم. وقال العميد توفيق الرحموني الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس "بدات فجر الجمعة عملية عسكرية واسعة النطاق بمشاركة قوات الامن الداخلي (الدرك) ووحدات عسكرية برية وجوية بهدف تطهير الجبل من الارهابيين". وأضاف ان العملية "ستتواصل وستأخذ الوقت الكافي حتى القضاء على الارهابيين في هذه المنطقة". وتابع انه غير قادر على تحديد عدد افراد المجموعة المسلحة لانهم "يتخفون" في الجبل الذي تبلغ مساحته نحو 100 كلم مربع وتغطيه غابات كثيفة وتكثر فيه الكهوف. وافاد انه لم يتم حتى الان قتل او ايقاف "ارهابيين" في العملية العسكرية. وقال انه "تم فرض طوق امني خارج منطقة العمليات والقيام بعمليات تفتيش في القرى المجاورة" للجبل. وأوضح في تصريح لوكالة الانباء الرسمية "تم خلال العملية العسكرية استخدام وحدات عسكرية من المشاة مدعومة بتشكيلات من الهندسة العسكرية والقوات الخاصة ومشاة البحرية مع دعم ناري واستعلاماتي جوي بالطائرات المقاتلة والمروحيات وتنفيذ رمايات (قصف) بالمدفعية الثقيلة". وأورد مراسل لفرانس في القصرين نقلا عن مصدر امني ان الشرطة اعتقلت فجر الجمعة داخل مسجد بمدينة القصرين، سلفيين متشددين يشتبه ان لهم علاقة بمسلحي الشعانبي. والاثنين الماضي، قتلت مجموعة مسلحة في كمين بجبل الشعانبي ثمانية عسكريين تونسيين واستولت على اسلحتهم ولباسهم العسكري ومؤونتهم الغذائية بعدما ذبحت خمسة منهم. وكانت تلك اثقل حصيلة قتلى يتكبدها الجيش منذ ان شرع في كانون الاول/ديسمبر 2012 في تعقب مسلحين في جبل الشعانبي بعدما قتلوا في العاشر من الشهر نفسه عنصرا بجهاز الحرس الوطني (الدرك) في قرية درناية بمعتمدية فريانة الجبلية من ولاية القصرين. ويوم 6 حزيران/يونيو الماضي قتل جنديان في انفجار لغم محلي الصنع زرعه المسلحون في جبل الشعانبي. كما قتل في الثالث من الشهر نفسه جندي ثالث أطلق عليه زملاؤه النار على وجه الخطأ. وأصيب ثمانية جنود (اثنان بترت ارجلهما) و10 من عناصر الحرس الوطني (ثلاثة بترت ارجلهم وآخر أصيب بالعمى) وراعي أغنام عندما انفجرت في الفترة ما بين 29 نيسان/أبريل و11 يونيو/حزيران الماضيين 6 ألغام زرعها المسلحون في جبل الشعانبي. واعلنت الجزائر الجمعة نشر تعزيزات عسكرية على الحدود مع تونس تحسبا من تسلل ارهابيين الى اراضيها. وتمتد الحدود البرية بين البلدين على طول نحو 1000 كلم. وتقول وزارة الداخلية التونسية ان مجموعة الشعانبي التي أطلقت على نفسها اسم "كتيبة عقبة بن نافع" مرتبطة يتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي . وفي الثامن من أيار/مايو الماضي اعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) ان مجموعة الشعانبي "تفرعت عنها" مجموعة ثانية متحصنة بجبال ولاية الكاف (شمال غرب) وان المجموعتين تضمان تونسيين وجزائريين بعضهم قاتل في مالي. واعتقلت تونس منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي اكثر من 50 شخصا مرتبطين بمجموعة الشعانبي، حسب ما اعلن وزير الداخلية في مؤتمر صحافي يوم 26 تموز/يوليو الماضي. ونشرت وزارة الداخلية يوم 31 أيار/مايو الماضي صور 19 تونسيا قالت انهم من "العناصر الارهابية المفتش عنهم والمتواجدين بجبال الكاف والشعانبي" كما نشرت أسماء ستة "ارهابيين جزائريين" مرتبطين بمجموعة الشعانبي مشيرة الى "التنسيق مع السلطات الجزائرية" للقبض عليهم. ونشرت الوزارة في اليوم نفسه صور حوالي 20 تونسيا آخرين قالت انهم من "بقية العناصر الارهابية المفتش عنها" ومن بينهم ابو عياض (48 عاما) زعيم جماعة "أنصار الشريعة بتونس" السلفية الجهادية الموالية لتنظيم القاعدة، وكمال القضقاضي (34 عاما) المتهم الرئيسي باغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في السادس من شباط/فبراير 2012. وفي 21 كانون الاول/ديسمبر 2012 كشف رئيس الحكومة الحالي علي العريض وكان حينها وزيرا للداخلية، ان مجموعة الشعانبي سعت الى اقامة معسكر في جبال القصرين وتكوين خلية في تونس تابعة للقاعدة بهدف تنفيذ "اعمال تخريبية" واستهداف "المؤسسات الأمنية". وكانت الكتيبة تنوي "القيام باعمال تخريبية (في تونس) تحت عنوان الجهاد او احياء الجهاد وفرض الشريعة الاسلامية (..) واستقطاب عناصر شبابية متبنية للفكر (الديني) المتشدد لتدريبها عقائديا وعسكريا (..) وارسالها للتدرب في معسكرات تابعة للقاعدة في ليبيا والجزائر" بحسب علي العريض.