بدأت حكومة مالي والمتمردون الانفصاليون الطوارق اليوم السبت محادثات قال الطرفان إنهما يأملان أن تقود إلى هدنة قبل الانتخابات العامة المقررة الشهر القادم وتمهد الطريق إلى اتفاق سلام دائم. وتأتي المحادثات - التي تجرى في عاصمة بوركينا فاسو المجاورة وتنتهي يوم الاثنين - في أعقاب أول اشتباكات تقع منذ شهور بين جيش مالي ومتمردي جبهة تحرير أزواد هذا الأسبوع حيث تقدمت القوات الحكومية نحو بلدة كيدال آخر معاقل الطوارق في المنطقة الشمالية الشرقية النائية في مالي. وشنت فرنسا حملة عسكرية كبيرة في يناير/ كانون الثاني أنهت سيطرة المقاتلين الإسلاميين الذين تربطهم علاقات بتنظيم القاعدة على ثلثي مساحة مالي في الشمال وسمحت للطوارق باستعادة السيطرة على معقلهم التقليدي في كيدال. وتسعى باريس إلى إجراء انتخابات في 28 من يوليو/تموز لإتمام عملية التحول الديمقراطي بعد الانقلاب العسكري الذي جرى في البلاد العام الماضي بدفع من انتفاضة الطوارق. ومن المقرر أن تسلم فرنسا المسؤولية لقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في مالي الشهر القادم. ويتمثل الهدف الأولي للمحادثات في الاتفاق على هدنة وتهيئة الظروف لعودة حكومة مالي وقواتها المسلحة إلى كيدال قبل الانتخابات الرئاسية. واقترح بليز كومباوري رئيس بوركينا فاسو - الذين يتولى دور الوساطة في إجراء المحادثات - أن يتفق الجانبان على طريقة لمراقبة تنفيذ أي اتفاق يتوصلان إليه وعلى إجراء مفاوضات بعد الانتخابات لتحقيق السلام الدائم في شمال مالي. ويطالب الطوارق منذ عقود باستقلال سياسي أكبر عن العاصمة باماكو في الجنوب وزيادة الإنفاق على تنمية المنطقة الفقيرة التي يطلقون عليها اسم أزواد. وقال محمد جيري مايجا كبير مفاوضي الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد الجماعة الرئيسية للطوارق "هذا الاجتماع يعطي أملا كبيرا لسكان أزواد." وأضاف "نأمل أن يكون هذا الاجتماع بداية حل نهائي للمشكلة القائمة منذ نصف قرن." وقالت الحكومة إنه إذا لم يستطع الجانبان التوصل لاتفاق بحلول يوم الاثنين فإنها قد تنتزع السيطرة على كيدال بالقوة.