موقف غريب تعرض له المخرج أمير رمسيس الأسبوع الماضى عندما كان يستعد لعرض فيلمه الجديد «عن يهود مصر» فى صالات العرض التجارى، حيث فوجئ برفض الرقابة عرض الفيلم لأسباب مجهولة، مما ترتب عليه خسارة كبيرة للشركة المنتجة صاحبها تهديد من المخرج نفسه بعرض الفيلم على حائط الأمن الوطنى فى تحد واضح للقرار حتى الآن، خصوصا أن الفيلم عرض بالفعل فى عدة مهرجانات داخل وخارج مصر، «الأهرام العربى» التقت المخرج أمير رمسيس عقب عودته من الخارج لتوضيح ما حدث معه. ما أسباب منع عرض فيلم «عن يهود مصر»؟ حتى الآن أنا لا أعرف السبب، لكن عندما أتوجه بسؤال للرقابة يأتى الجواب أن الأمن الوطنى طلب عدم عرض الفيلم، وهى سابقة لم تحدث حتى فى زمن مبارك، والرقابة لم تحرك ساكناً. هل هناك اعتراض من الرقابة على موضوع الفيلم، خصوصا أنه يمس فترة حساسة فى تاريخ مصر؟ من الغريب أن أسمع هذا الكلام الآن، خصوصا أننا تقدمنا بطلب تصريح بتصوير الفيلم للإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية، وأرفقنا مع الطلب سيناريو الفيلم كإجراء قانوني متبع، وحصلنا على الموافقة، وعلى هذا الأساس بدأنا في إنتاج الفيلم الذي استغرقت مراحل إنتاجه من تصوير ومونتاج وباقي العمليات الفنية ما يقرب من ثلاث سنوات حتى انتهينا من إنتاجه كاملاً في إبريل من العام الماضى، شارك الفيلم فى أسبوع بانوراما السينما الأوروبية فى شهر سبتمبر الماضى، وحتى يتم عرض الفيلم داخل البانوراما تقدمنا بطلب للرقابة التى شاهدت الفيلم بالكامل وكتبت تقريرها، وأجازت عرضه ومن ثم حصلنا على الترخيص رقم (381802012) بتاريخ 3 سبتمبر 2012، بالعرض داخل البانوراما، وتم عرض الفيلم مرتين، ثم تقدمنا للإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية بطلب تصدير الفيلم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بغرض عرض الفيلم في شمال أمريكا ضمن فاعليات مهرجان “بالم سبرينجز" الذى أقيم في ولاية كاليفورنيا، وحصلنا على ترخيص التصدير بتاريخ 25 ديسمبر 2012 بعد مشاهدة الفيلم من جانب الرقابة للمرة الثانية وكتابة تقرير يفيد بالموافقة على تصديره. حصلت على تصريح بالعرض والتصدير .. فما المشكلة إذن؟ المشكلة أننا تقدمنا بطلب تجديد تصريح العرض العام من قِبل الرقابة على المصنفات الفنية حتى نعرض الفيلم فى السينما للجمهور، وقد أرفقت فى طلب التصريح جميع الأوراق المطلوبة من خطابات الرسم النسبي من نقابات المهن السينمائية والتمثيلية والموسيقية، وشهادة مزاولة الإنتاج من قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة، لكن فوجئت بأن مكتب وزير الثقافة يطلب نسخة من الفيلم لمشاهدتها برغم أنهم شاهدوها من قبل، وأرسلت الرقابة نسخة لمكتب الوزير ثم فوجئت فى اليوم التالى باعتذار من رئيس الرقابة الدكتور عبدالستار فتحى، الذى أخبرني أن جهة أمنية طلبت مشاهدة الفيلم قبل تجديد الترخيص له بالعرض السينمائي، ومن ثم فهو لا يستطيع إعطاء ترخيص بالعرض رغم الموافقات السابقة. هذه النوعية من الأفلام قد توظف لصالح بعض الجماعات اليهودية المتطرفه التى تنادى بحقوق اليهود فى مصر وغيرها؟ منذ بدأت التحضير للفيلم قبل ثلاث سنوات وأنا أرفض أى تمويل من جهة خارجية لما أعرفه من تدخلات قد يكون لها مردود سياسي يخدم غرضا ما، لذلك فإنتاج الفيلم مصرى 100 %، وأتحدى من يثبت غير ذلك، والفكرة كلها قائمة على تساؤل معين هل نحن ضد اليهودية أم ضد الصهيونية وما الفرق بينهما؟ وهل جميع اليهود الذين خرجوا من مصر هم جواسيس أم أن بهم أناساً عاديين؟ وكيف يكون هؤلاء ممنوعين من دخول مصر حتى الآن وسحبت منهم الجنسية المصرية برغم التصريح لليهود الإسرائيليين بالدخول؟ فإذا كان ذلك خطأ فكيف نفسر دعوة د. عصام العريان المسئول فى جماعة الإخوان وعضو مجلس الشورى الذى دعا اليهود المصريين الموجودين فى إسرائيل للعودة لمصر، رغم أن نسبتهم لا تزيد على 10% ممن خرجوا من مصر، وبرغم أن دعوته رسمية ولم نسمع بأنه منع من أى شىء. لكن اليهود الذين خرجوا من مصر عملوا على تشويه صورتها فى كل مكان، فكيف تنادى بدخولهم مصر مرة أخرى؟ أولاً أتحفظ على كلمة إنى أنادى بعودتهم، أنا أتحدث عن وصف الحالة التى هم عليها وحقهم فى زيارة مصر، أما موضوع التشويه فكل فئة فيها الجيد وفيها السئ ويكفى أن تعرف أن الوزير ثروت عكاشة كتب فى مذكراته أن هنرى كوريل اليهودى عضو منظمة «حدتو» الذى خرج من مصر عنوة، قام بتسليم خطة هجوم فرنسا على مصر في عدوان 56 إلي عكاشة، والذي قام بتسليمها إلي جمال عبد الناصر، وكذلك دوره في مجموعة “جينسون" التي ساندت جبهة التحرير الوطني خلال حرب استقلال الجزائر، وبرغم كل ما قدمه رفض عبد الناصر إعادة الجنسية المصرية له، لذلك فالفيلم يدعون للتاسمح والمساواة بين الجميع والعيش بشكل آمن دون الحديث عن الأغلبية أو الأقلية. ماذا ستفعل لو صممت الرقابة على منع التصريح بعرض الفيلم؟ سأقوم برفع دعوة قضائية على الرقابة وعلى وزير الثقافة المنوط بهما التصريح بعرض الفيلم لأن الرقابة لم تقدم لنا أى ورقة بها رفض الأمن الوطنى، وسأدعو إلى عرض الفيلم على حائط مبنى جهاز الأمن الوطنى بحضور جميع المهتمين بالحركة الإبداعية المصرية.