قال ناشط سوري اليوم الخميس إن مقاتلي المعارضة الذين يحتجزون 21 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قرب هضبة الجولان في جنوب سوريا يقولون إن قوات الحكومة السورية يجب ان تنسحب من المنطقة قبل الإفراج عن الأفراد المحتجزين. ونقل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عن متحدث باسم لواء (شهداء اليرموك) قوله إن أفراد قافلة قوات حفظ السلام محتجزون كضيوف في قرية الجملة على بعد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر من خط وقف إطلاق النار مع هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل. وقال عبد الرحمن بعد أن تكلم مع متحدث باسم مقاتلي المعارضة صباح اليوم "قال إنهم لن يتعرضوا للأذى. لكن مقاتلي المعارضة يريدون انسحاب الجيش السوري ودباباته من المنطقة." وكان احتجاز أفراد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قرب الهضبة التي تحتلها اسرائيل مؤشرا على ان الصراع في سوريا القائم منذ نحو عامين من الممكن ان يمتد إلى دول مجاورة. وتقول اسرائيل إنها لن تقف "مكتوفة الأيدي" في حالة امتداد العنف إلى الجولان التي احتلتها في حرب عام 1967. وقتل مقاتلون إسلاميون سنة فيما يبدو 48 جنديا سوريا داخل العراق يوم الاثنين وأسفرت نيران مدفعية عبر حدود سوريا عن سقوط قتلى في لبنان وتركيا في الأشهر القليلة الماضية. وداخل سوريا ذاتها تقول الأممالمتحدة إن نحو 70 الف شخص لقوا حتفهم في الانتفاضة التي اندلعت في مارس اذار عام 2011 والتي كانت في باديء الامر احتجاجات سلمية بشكل أساسي ضد الرئيس بشار الأسد ثم تحولت إلى صراع مسلح. وأدانت الحكومة الفلبينية احتجاز أفراد من قوات حفظ السلام وهم ثلاثة ضباط و18 مجندا ووصفته بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي". وقال الرئيس الفلبيني بنينو أكينو للصحفيين إن افراد قوات حفظ السلام يلقون معاملة جيدة وإن الأممالمتحدة على اتصال بمقاتلي المعارضة لضمان سلامتهم. وأضاف "بحلول غد.. يتوقعون الإفراج عن الواحد والعشرين فردا جميعا" مضيفا ان الإفراج عنهم ربما يتم اليوم. وأوضح اكينو ان كلا من الجانبين في الصراع السوري يرى وجود الأممالمتحدة "محمودا" في سوريا وهو رأي لا يتفق معه الكثير من مقاتلي المعارضة السوريين الذين يحملون المنظمة -جزئيا على الأقل- مسؤولية عدم تدخل المجتمع الدولي حتى الآن. وفي تسجيل فيديو صدر للإعلان عن احتجاز أفراد الأممالمتحدة امس الأربعاء اتهم عضو في لواء شهداء اليرموك قوات حفظ السلام بالتواطؤ مع قوات الأسد لمحاولة إخراجهم من قرية الجملة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة بعد معركة عنيفة. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنها تتحرى أمر لواء شهداء اليرموك لاحتمال تورطه في عمليات إعدام بما في ذلك عملية قتل جنود سوريين صورت بالفيديو ونشر التسجيل على الانترنت يوم الثلاثاء. وأظهر تسجيل للفيديو مقاتلي المعارضة وعددا من الرجال يرتدون الزي المموه قالوا إنهم احتجزوا من قاعدة تابعة للجيش السوري قرب الجملة. وأظهر تسجيل فيديو آخر عشرة رجال قتلى منهم بعض المحتجزين الذين تم تصويرهم وهم أحياء في الفيديو السابق. وتراقب قوة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة خط وقف إطلاق النار بين سوريا وهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ نحو 40 عاما. وأدان الامين العام للأمم المتحدة بان جي مون ومجلس الأمن احتجاز المراقبين وطالب بالإفراج عنهم فورا. وقالت الأممالمتحدة في إشارة إلى القرية التي شهدت اشتباكات عنيفة يوم الأحد "كان مراقبو الأممالمتحدة يقومون بمهمة إمداد معتادة وتم إيقافهم قرب نقطة المراقبة رقم 58 التي لحقت بها تلفيات وتم إخلاؤها في مطلع الأسبوع بعد قتال عنيف بالقرب منها في الجملة." وأضافت أن نحو 30 مقاتلا خطفوا أفراد حفظ السلام. وفي تسجيل فيديو اصدره مقاتلو المعارضة قال شاب إنه من لواء شهداء اليرموك وكان يحيط به عدد من المقاتلين الذين كانوا يحملون البنادق ويقفون امام مدرعتين وشاحنة مكتوب عليها اسم الأممالمتحدة. وقال إن قيادة شهداء اليرموك تحتجز قوة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة إلى حين انسحاب قوات نظام الأسد من مشارف قرية الجملة. وظهر خمسة أشخاص على الأقل داخل العربات وكانوا يرتدون الخوذات الزرقاء والسترات الواقية من الرصاص الخاصة بجنود الأممالمتحدة. وحذر الشاب من أنه في حالة عدم انسحاب القوات السورية خلال 24 ساعة فسوف يعاملونهم كأسرى.