أكد مسؤول حكومي مغربي رفيع المستوى رفض بلاده الرد على الموقف الجزائري الأخير من قضية إقليم الصحراء. وقال إن "المغرب يرفض الرد على التصريحات الأخيرة للناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني والتي جاءت تعليقًا على تصريح لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، عن الصحراء وأزمة مالي". وذلك حسبما ذكرت وكالة الأناضول وعاد التوتر السياسي بين الجزائر والمغرب بشأن قضية إقليم الصحراء إلى واجهة علاقات البلدين مجددًا، حيث خرج في صورة تصريحات متضاربة بين مسؤوليهما بشأن الطرف المسؤول عن الجمود بذلك الملف. ونقلت وسائل إعلام جزائرية، أمس الأربعاء، عن بلاني، قوله إن "قضية الصحراء تبقى من مسؤولية منظمة الأممالمتحدة وحدها، وكلّ العالم يعرف ذلك". وجاء حديث بلاني ردًا على تصريحات، تناقلتها بشكل واسع وسائل إعلام فرنسية، لرئيس الوزراء المغربي قال فيها إنه "لو تمكنا من إيجاد حل بيننا وبين أشقائنا الجزائريين في ما يتعلق بمسألة الصحراء، كنا لنتعاون بشكل أفضل واستطعنا كلانا حل هذه المشاكل"، في إشارة إلى الأزمة في مالي. واعتبر مصطفى ناعيمي، عضو المجلس الملكي الاستشاري المغربي للشؤون الصحراوية ( وهو مجلس حكومي ذو صلاحيات استشارية) صمت المغرب عن الرد على التصريحات الجزائرية "ذكاء وقد تكون في صالح المغرب". غير أن تاج الدين الحسيني، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، شدد على وجوب قيام الدبلوماسية المغربية " بمراجعة نفسها بشأن الصحراء وتتبنى سياسية هجومية وتتخلى عن موقف الكرسي الفارغ الذي لا يخدم مصلحتها". ومن جهته، وصف عبد المجيد بلغزال، الكاتب الصحفي المتخصص في قضية الصحراء، في تصريحات للأناضول هذه التطورات ب"العادية الروتينية التي تجدد كل سنة في هذه الفترة تحديدا". ويفسر هذا التصعيد، وفق بلغزال، بحلول ذكرى جلاء آخر جندي إسباني عن الصحراء في 28 فبراير/ شباط 1976. وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترًا منذ سبعينيات القرن الماضي بسبب ملف إقليم الصحراء، وهي مستعمرة إسبانية سابقة، ضمها المغرب بعد انسحاب إسبانيا، ومتنازع عليها حاليا بين المغرب الذي يديرها بصفتها الأقاليم الجنوبية، وجبهة البوليساريو المطالبة باستقلالها. وتصر الرباط على أحقيتها في الإقليم وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، في حين تطالب جبهة البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصيرها وفق لوائح للأمم المتحدة وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد سيطرة المغرب عليه. وطالبت الجزائر المغرب، أكثر من مرة، بفصل النزاع الصحراوي، عن العلاقات بين البلدين، لتطويرها، لكن تصريحات المسؤولين المغاربة بشأن تورط الجزائر في دعم جبهة البوليساريو في خيار الاستقلال تعيد التوتر إلى هذه العلاقات.