ظل يتصدر الجزء الأخير من سلسلة جيمس بوم"السقوط من السماء:skyfall"قائمة الأفلام فى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة أسبوعين وحقق فى الأسبوع الثالث ما يزيد عن 161 مليون دولار. ومنذ سقوط الإتحاد السوفيتى..وهوليوود فى عملية بحث دائم عن عدو جديد..وأحيانا تغرق فى دفاترها القديمة علها تجد ما تعيد صياغته مع إضافة التوابل الخاصة لتجديد الصورة..وبما أن تركيا تحولت لموضة فى عالم الإقتصاد والسياسة والسياحة، فالبداية من اسطنبول..و كل الذين زاروا هذه المدينة سيتعرفون بسهولة على الأماكن التى يفتتح بها جيمس بوند مغامراته على الإيقاعات الشرقية ومطاردة بالغة السرعة نلهث ورائها منذ اللحظة الاولى! البطل الخارق لا يقف أمامه شيئا وقادر على التعامل مع كل ما يعرقله.. من داخل سيارة دفع رباعى ثم على دراجة بخارية وفوق شاحنة وسقوط من أعلى سطح القطار السريع لكن لحسن الحظ فى قاع النهر.. ليضعنا الفيلم وسط الجو الشعبى فى منطقة أمينونو حيث السوق المصرى ومسجد السليمانية، ثم مسجد السلطان أحمد ومتحف آيا صوفيا وحتى السوق الكبير بجانب مسجد بايزيد الثانى، ورغم بعد المسافة التى تفصل بين هذه المناطق عدة محطات بالتروماى فقد بدت كما لو كانت فى منطقة واحدة كنوع من التكثيف لإستعراض روعة اسطنبول التى تجمع بين الشرق والغرب. ويتزامن فيلم سكايفول وهو إنتاج بريطانى أمريكى مع مرور 50 عاما على إنتاج أول أفلام هذه السلسلة الشهيرة عن العميل السرى 007والتى بدأت ب"دكتور نو"فى عام 1962 بطولة النجم الاسكتلندى الكبير شون كونرى والمأخوذة عن قصص الكاتب الراحل إيان فليمنج التى بدأها فى عام 1953. هذا الفيلم رقم 23 وربما يختلف عن المجموعة السابقة لأنه يسعى أكثر للجماليات وليس فقط للمطاردات، فنستمتع أكثر باللقطات الفنية والمناظر الطبيعية والمشاعر الإنسانية، ربما يرجع ذلك لأنه من إخراج الإنجليزى سام مينديز صاحب أسلوب دقيق ظهر قبل ذلك فى أعماله مثل"الجمال الأمريكى" و"طريق الهلاك". وكما لو كنا نعود للجذور، لأن الفيلم يطرح تساؤلا عن فكرة صراع الأجيال، من خلال"إم" رئيسة جيمس بوند فى المخابرات البريطانية التى على وشك التقاعد، والتى تقوم بدورها الممثلة الإنجليزية المخضرمة جودى دينش.ويقارن بين ما وصلت إلية الدول المتقدمة فى التكنولوجيا والوسائل التقليدية أو التى تبدو بدائية وتصلح فى أحيان لإنقاذ الوقف.حتى سيارة بوند القديمة من طراز أستون مارتن "دى بى فايف" تم الإستعانة بها!ويشارك فى هذا الفيلم النجوم الإنجليز رالف فاينز الذى إشتهر بدوره فى "المريض الإنجليزى" وبن ويشو الذى قام بدوره فى "العطر"المأخوذ عن الراوية الشهيرة، وأيضا ألبرت فينى، والسمراء ناعومى هاريس التى ظهرت فى سلسلة"قراصنة الكاريبى"، ولا يكتمل فيلم لبوند دون وجود الجميلات وهذه المرة نتعرف على الممثلة بيرينيس مارلويه التى ولدت لأب فرنسى وأم كمبودية لذا تحمل ملامح شرقية ساحرة. ويستخدم الفيلم عناصر عديدة تبدو أحيانا مشوشة، فيتناول فكرة الثأر مثل ظهور شخصية سليفا ويقوم بدوره الممثل الاسبانى المميز خافيير بارديم وهو عميل سابق للمخابرات البريطانية الذى تمرد على رئيسته وقرر العودة للإنتقام منها بعدما إعتقد انها خذلته، على غرار "الكونت دى مونت كريستو"لكن فى نسخة شريرة.وعودة جيمس بوند لمنزله الأصلى "سكايفول"الكئيب والوحيد وسط الضباب وتعرفنا على ماضيه فقد ولد لأب اسكتلندى وأم سويسرية وعانى من اليتم على غرار الأجواء القوطية المقبضة للقصص المصورة التى تحولت إلى سلسلة أفلام "الرجل الوطواط".بالإضافة إلى تسلق المبانى الشاهقة التى تصيب بالدوار ومحاولة فك الشفرات شديدة التعقيد على غرار سلسلة أفلام"مهمة مستحيلة". وينقلنا الفيلم من تركيا حيث اسطنبول وأضنة وشاطىء كاليس فى مدينة فتحية، إلى شنغهاى ثم إلى جزيرة هاشيما فى اليابان، ويعود بنا إلى لندن ثم إلى اسكتلندا، حيث المرتفعات الشهيرة "هايلاند" التى تغوص فى السحاب وتتمتع بألوان عجيبة وتدخلنا فى عالم من الخيال. .