أتذكر تلك الأيام التى كنت أجوب فيها، شوارع القاهرة ليلا مع الفنان «على فرزات» المقاتل إبداعا.. كان يطلق أسبوعيا على صفحات «الأهرام العربى» رصاصة كارتون.. أضحك القراء وأبكاهم.. لكنك حين تلمسه تكتشف حاجتك إلى تعلم فن الغوص فى أعماق محيط أى مبدع وكل مبدع. «على فرزات» الشهيد الحى.. اجتهد «بشار الأسد» أملا فى اغتياله.. فشلت محاولته وعاش الفنان ليكون شاهدا على نهاية واحد من «رؤساء الأنابيب»!!.. ونحمد الله أن أنقذنا من تكرار المحاولة السورية. عرفت أن «على فرزات» أحد الذين قامت عليهم تلك المطبوعة – وهى بين يديك الآن – فى القاهرة هذه الأيام.. لذلك رأيت أن أقترح كشف الستار عن إبداعه الأسبوعى على صفحاتها.. وظنى أن الزميل «أشرف بدر» يستطيع تقديمها فى معرض ببهو «الأهرام» يحضر افتتاحه «على فرزات» شخصيا.. تلك ستكون لفتة تؤكد أن «الأهرام» حين ذهبت لارتداء الثوب العربى.. كانت تعنى جديتها فى إصدار هذا المطبوع.. وتعنى أيضا استعادة ذاكرة التاريخ.. فهذه المؤسسة العريقة أسسها الأخوان «سليم وبشارة تقلا» وكلاهما أجداد المقاتل إبداعا «على فرزات». أقدم اقتراحى للمجلة والقراء علانية.. ولن أعفى رئيس التحرير من اتهام سأوجهه له، ما لم يتحرك بسرعة شديدة لترجمة هذا الاقتراح إلى احتفالية تحمل كل معانى التقدير للشعب السورى.. ولن يكون هناك من يمكن أن نختصر كفاحه فى غير «فرزات».. ومن حسن الطالع أن القاهرة تستضيف فى الوقت نفسه “سميح شقير" ولا يجوز لى وصفه بأنه مطرب.. فهو عبارة عن فرقة غنائية مع فرقة موسيقية تعزف ألما وحزنا يحملان كل معانى الأمل والتبشير بالأفراح!! انتظروا لقاء مصر الثورة مع «على فرزات» و«سميح شقير» فى الأهرام.. وما لم يحدث لن أغنى «يا حيف»!!