يجب أن نعترف بتطور صناعة الكلام المصرية.. فقد كنا نتكلم دون أن يسمعنا أحد.. انتقلنا إلى مرحلة الكلام الإيجابى خلال أيام الثورة.. وأخيرا وصلنا إلى «الصمت الصاخب».. ويتجلى ذلك فى الاعتصامات والإضرابات بالميادين والشوارع.. بينما الفضائيات تعرض علينا أجهزة «الكلام الديجيتال».. لتدافع عن النظام، فيما لا يختلف عن زمن المخلوع!! كنا نعانى الضجر من تخوين كل معارض.. وعدنا إلى المربع رقم صفر خلال الأيام الماضية.. لأنه مطلوب من الإعلام الإشادة بالسلبى قبل الإيجابى.. نفى الحقيقة والأكاذيب.. ربما لأن كل من يمتطى كراسى السلطة، يعتقد فى أن الإعلام الموضوعى، يتطابق مع وظيفة الراقصة فى الأفراح الشعبية!! هذه الحالة ترجع إلى اعتقاد بعضنا، فى أن خلق الأزمة يمكن أن يحدث بالكلام.. والقضاء على الأزمة يتحقق بالكلام.. وما بينهما تجسده حالة الغليان بمظاهرها الواضحة.. فهذه الإضرابات والاعتصامات تؤكد أن «الكلام العاجز» لا يخترق العقول ولا يلمس أوتار القلوب.. فالشعوب تحترم الكلام الطبيعى.. تستمع إلى الكلام الصادق.. تفهم الفرق بين الكذب الناطق، والصدق الصامت.. لذلك أعتقد فى أن متكلمى هذه الأيام من ماركة «ديجيتال».. يصعدون إلى الهاوية بسرعة الصاروخ!! ملحوظة: إذا اتهمتنى بأن ما أكتبه نثرا، منقولا عما سبقنى إليه عمنا «عبد الرحمن الأبنودى».. أستطيع أن أبصم بالعشرة على أننى متهم أستحق العقاب!!