سكان القدس يعيشون فى كهوف، وخيام وأكشاك خشبية، مجرد إخطار من سلطات الاحتلال الصهيونى يصل إلى سكان القدسالفلسطينيين يعنى إزالة البيت بمن فيه، فيجدون أنفسهم فى العراء، لكنهم يقومون بالبقاء فى أرض أجدادهم، يحاولون المحافظة على كرامتهم الموروث منذ آلاف السنين لكن الصهاينة لا يتوقفون عن مخطط تهويد القدس من أجل تحقيق نبوءة توراتية لبناء مدينة داود المزعومة على حساب تاريخ فلسطين، وهناك أكثر من 21 ألف فلسطينى يعيشون فى ظروف قاسية تحت سيف التهويد، والضغط عليهم لترحيلهم خارج فلسطين. ما يجري في القدس من تهويد واضطهاد وتزوير في المعالم الحضارية والإسلامية للأمة العربية، وما يجري من اضطهاد سياسي للعرب في إطار زائف للشرعية الإسرائيلية لا يمكن أن ينفصل عما يدور في الأرض العربية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وما يحدث على الأرض الفلسطينيةالمحتلة، إنما هو من مظاهر المواجهة حول القضية الفلسطينية وفصل القدس عن الضفة الغربية، وهو في هذه الحالة، إنما يعبر عن التخطيط الصهيوني المبيت من أجل التهام الأرض الفلسطينية من أصحابها الشرعيين، وذلك بعد تغيير المعالم السكانية وخلق أغلبية عددية من السكان اليهود. وانتهجت سلطات الاحتلال سياسة هدم وإغلاق المنازل، الفلسطينية في القدس، ما أدى إلى إبقاء 21.000 نسمة في ظروف معيشية صعبة في القدس تعيش إما في كهوف أو أكواخ خشبية أو خيام، وإذا استطاع هؤلاء الأفراد بناء منازلهم مرة أخرى فسيعرضهم ذلك إلى هدمها لأن الأراضي التي بنيت عليها أراض فلسطينية أخضعتها إسرائيل لمناطق تخطيط وبناء للأحياء الاستيطانية أو تعلن عنها مناطق خضراء ، فقد أعلنت سلطات الاحتلال عن 86% من أراضى (القدسالشرقية العربية) إما مناطق استيطان أو أراض خضراء، أبقت على 14% فقط من المساحة الكلية للتوسع الفلسطيني المقدسي، كما فرضت بلدية الاحتلال في القدس إجراءات معقدة لمنح رخص البناء للمواطنين العرب، وكذلك رفض الترخيص في أغلب الأحوال، وفرض رسوم باهظة على رخص البناء، بهدف عرقلة النمو العمراني أو إيقافه. تهجير المقدسيين وكشف تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في منظمة التحرير أن إسرائيل تواصل تنفيذ سياستها الهادفة إلى تهويد مدينة القدسالمحتلة وتحويلها لمدينة يطغى عليها الطابع اليهودي، مشيراً إلى أن السلطات الإسرائيلية وحكومتها ماضية في تنفيذ المخططات الاستيطانية في مدينة القدس بشكل عام، وبلدة سلوان والمسجد الأقصى بشكل خاص بهدف توطين المزيد من المستوطنين المتطرفين في المدينة، وتهجير المقدسيين وطردهم من بيوتهم وأراضيهم. ووزعت بلدية الاحتلال في القدسالمحتلة، إخطارات على سكان بلدة سلوان تعلن فيها البدء بأعمال بناء جسر لربط مركز الزوار الاستيطاني، ما يسمى ب «مدينة داود» ، بحائط البراق في الجهة الغربية للمسجد الأقصى، وبعد ساعات قليلة من نشر سلطات الاحتلال الإسرائيلي إشعارات لإقامة جسر يربط حي وادي حلوة بحائط البراق، اصطدم أهالي حي سلوان جنوب مدينة القدسالمحتلة بآليات الاحتلال وجرافاته تشرع بحفر الشارع الذي يفصل البلدة عن حارة المغاربة وساحة البراق. وصمم الجسر على مسارين ويربط بين مركز الزوار الاستيطاني «مدينة داود» المقام على مدخل بلدة سلوان وصولًا إلى نفق ساحة البراق مرورا بساحة وادي حلوة «موقف جفعاتي» بهدف تأمين وصول المستوطنين من البؤر الاستيطانية المحيطة بالقدس منعًا لاحتكاكهم بالمواطنين المقدسيين وتأمينًا لحياتهم ، وفق زعمهم. كما شارف الاحتلال على الانتهاء من بناء “حمامات عامة" على جزء من أنقاض حي المغاربة، الواقع غربي المسجد الأقصى، بهدف إنشاء كنس يهودية تحت الأرض تخصص للمصليات اليهوديات أسفل ساحة البراق. وتواصلت المسيرات الاستفزازية للمستوطنين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك وما رافقها من إغلاق للطرق وتعطيل لحركة المواطنين المقدسيين وزيادة معاناتهم والتي تندرج ضمن سياسة تتبعها سلطات الاحتلال للتضيق على المواطن المقدسي في أرضه وتحويل حياته اليومية إلى حجيم بسبب ما تفرضه من قيود وما تنصبه من حواجز ومتاريس ما يؤدي الى هجرة المقدسيين عن مدينتهم. هذا وأصدر الجيش الإسرائيلي، أمرا بمصادرة 14 دونما من أراضي حي الخلايلة في قرية الجيب شمال غربي القدس، تعود لعائلات حي الخلايلة من بينها عائلتي شاكر ودار الشيخ ل «هدف عسكري»، علما بأن الأراضي التي صدر قرار بمصادرتها تقع بمحاذاة مستعمرة «جفعون شناه» القديمة ، ومعظمها مزروعة بالأشجار المثمرة. إستراتيجية التهويد إستراتيجية التهويد حسبما نشرتها مؤسسة الأقصى للوقف والتراث هي عملية اقتلاع الشعب الفلسطيني ليس من أرضه وحسب، وإنما فصله كليا عن تاريخه ومحو ذاكرته الثقافية التي نسجها عبر قرون طويلة من الزمن. وإذا كانت الجغرافيا (الأرض) قد شكلت المسرح الحياتي للجماعة العربية الفلسطينية، وإذا كان التاريخ أيضًا قد شكل ذاكرة هذه الجماعة وهويتها الحضارية، فإن التهويد الصهيوني جاء ليكون قطعًا فاصلاً بين الجغرافيا والتاريخ أي بين الأرض وإنسانها، وبالتالي تصدير هذا الإنسان إلى الفراغ ورميه في المجهول على قاعدة هذه الغائية الصهيونية المرسومة في إستراتيجية التهويد، تحددت طبيعة الصراع العربي الصهيوني على القدسوفلسطين، بحيث لم يكن في حقيقته صراعا دينيا أو اجتماعيا أو حضاريا أو تنازعا حدوديا أو اقتصاديا، وإنما كان وما زال، صراعا بين الإلغاء والبقاء، بين مستوطن صهيوني اغتصابي من جهة، ومواطن عربي فلسطيني متشبث بأرضه ومدافع عن هويته ووجوده من جهة أخرى. ارتكزت إستراتيجية التهويد الصهيوني على مسارين متلازمين من حيث الأهداف والنتائج الأول، ظرفي سياسي ويتمثَّل بالأسرلة أي إضفاء الطابع الإسرائيلي على فلسطينالمحتلة إداريا وديموجرافيا وسياسيا، والثاني، إستراتيجي أيديولوجي ويتمثل بالتهويد أي إقامة المجتمع والدولة اليهودية كترجمة توراتية لتحقيق نبوءات دينية مزعومة تدور حول مقولتي “الأرض الموعودة" و"شعب الله المختار". إذا كانت الإستراتيجية الصهيونية قد جعلت من فلسطين كلها هدفا ثابتا في إضفاء الطابع الإسرائيلي اليهودي المهيمن على مختلف مناحي الحياة والأرض، والثقافة، والمؤسسات الدينية وسواها، فإن منزلة القدس “قلب العقيدة" في الأيديولوجية الصهيونية ظلت تمثل خصوصية متقدمة على غيرها من الخصوصيات الأخرى في المشروع الصهيوني باعتبار المدينة المقدّسة مركز الانطلاق نحو أي مشروع إستراتيجي يتجاوز مساحة فلسطين إلى مساحة المشروع التلمودي التوراتي الهادف إلى تحقيق “إسرائيل الكبرى" من الفرات إلى النيل. تآكل الملكيات العربية كانت الملكيات العربية بعد حرب 1948 مباشرة تشكل حوالى 34% من إجمالي الأراضي المملوكة من الشطر الغربي من القدس مقابل 30% فقط لصالح الملاّك اليهود ، لم تلبث سلطات الاحتلال أن نجحت في إنجاز التهويد الكامل للأراضي محولة المواطنين العرب إلى لاجئي شتات خارج ديارهم وأراضيهم محقِّقة بذلك التهويد الجغرافي للشطر الغربي من المدينة والذي بلغت مساحته 16 ألفا و 261 دونما العام 1948 أي ما يشكل نحو 84% من إجمالي مساحة القدس الكلية آنذاك فإن هذه المساحة لم تلبث أن سجلت ارتفاعا مستمرا حتى وصلت إلى 52 ألفا و600 دونم أي بزيادة تضاعفت 3.2 ، أما التهويد السكاني أي الوصول إلى مجتمع مقدسي يكون يهوديا خالصا وتحقيقا لهذه الغاية، اعتمدت السلطات الإسرائيلية سياسة تقوم على اتجاهين متعاكسين، تعزيز العنصر اليهودي كوجود اجتماعي اقتصادي وسياسي في هذا الجزء من المدينة مقابل الطرد الإكراهي للعنصر العربي الفلسطيني إلى الخارج إلى أن وصلت نسبة الزيادة إلى 240% خلال نصف قرن.