صدر مؤخرًا للكاتب الصحفى محمد هلال، كتاب بعنوان «ماتيسر من سيرة العشق»، عن دار النخبة للطباعة والنشر، حيث يحاول الروائي أن يجد الوجد الصوفي الذي فلسفة الدين الذي وصل مع الله، وانقطاع عن الدنيا إلى التدبر والذوبان والعشق الإلهي والوجد الصوفي لكن الشيخ ينصح بطل القصة قائلا:"أنت مازلت صغيرا"، فيعود لممارسة حياته حتى يأذن له ويعطيه الأمر بالولوج إلى عالم الروح والوصل بالله والانقطاع عن البشر. فكل حديث عن العشق ينتهي إلى عشق الخالق كل بطريقته التي هي مدد من الله ،حيث إن الإبداع والموهبة منحة من الله يحتاج إلى صفاء روحي وارتقاء مثل السبيل الصوفي ،فشفافية الروح تجعلها تنفذ إلى كنه الأشياء ،فتخرج لنا مكنونات وخفايا ها. حتى أننا نرى بعين الرائي والقاص والموسيقي والشاعر ،لأنه أدخلنا عالمه ،وكانت أداته صادقة فيصل إلينا مايريده دون عناء بسهولة ويسر واستمتاع. وبقليل من التمعن والتدبر والعمق ترانا نرى بعينه ونسمع بأذنه ونحس بحواسه فيخرج إلينا العمل ليدخل فينا ويتلبسنا حتى نصل إلى التوحد حيث تحل الروح بالروح. ومضاته ولمحاته وإضاءته ورؤاه تحمل من الحكمة والفلسفة والتصوير والحبكة والرسالة ماتجعلنا نتعجب لسهولتها ودقتها حتى يظن المتلقى أنه يستطيع أن يكتبها.لكن هذا من السهل الممتنع لأنه يعبرعنا نعيشه ونلمسه. لكن هيهات أن نأتي بمثله، ونأتي إلى القصة الومضة فهي باختصار شديد تحكي بلغة تليغرافية قصة أو حكاية أو موقف ويستخدم تقنية الدهشة التي تعقد ألسنتنا و التناقض والتضاد الذي يخلق الدهشة والاستغراب المؤثر الجاذب الذي يميز قصيدة النثر فترى في معظم ماكتب هلال في القصة الومضة أبيات شعرية أو أشطر من قصيدة النثر تحمل حكمة أوقصة أورؤية جديدة. ويتميز أسلوب هلال بالتكثيف والربط الرائع بين المواقف والخيال الرائق الرائع واستخدام تقنيات التضمين والربط بين القديم والحديث وكسوة القديم ثوب الجديد هذه المفارقات والتنوع والتعدد والرؤية الشاملة العميقة التي تجذب القارئ لقراءة إبداعه وتؤثر فيه فتصل الرسالة بسهولة ويسر ومتعة .