سعيد بالنهضة الثقافية التى تشهدها المملكة وأتوقع لها المزيد من النجاح الجمهور السعودى ليس غريبا عنى وأحمل له كل الود
حالة فريدة من البهجة تلك التى يشيعها الموسيقار المصرى الكبير عمر خيرت بين حضور حفلاته، لا يملون من سماع موسيقاه التى تكاد تحس فى كل مرة تسمعها بإحساس متجدد، والتى كان لها هذه المرة طابع خاص، هى المرة الأولى التى يقدم فيها خيرت موسيقاه فى محافظة العلا فى شمال المملكة العربية السعودية، ضمن فاعليات الدورة الأولى لمهرجان شتاء طنطورة، الذى لا تزال فاعلياته تتواصل حتى الشهر الحالى.
فى طريقنا لحضور الحفل، أخبرنا أحد المنظمين أن تذاكر حفل عمر خيرت كانت الأولى التى نفذت بين حفلات المهرجان جميعا، برغم أنها كانت الأعلى سعرا، وفى قاعة المرايا التى شيدت خصيصا لتواكب فاعليات المهرجان حضر جمهور كبير من عدة جنسيات، ضم وفدا فنيا وإعلاميا مصريا فى انتظار بدء الحفل، كان معظمهم من السعوديين بطبيعة الحال، وما إن اتخذ العازفون مواقعهم وبدأ العزف حتى لمسنا تفاعلا كبيرا من الجمهور مع خيرت الذى عزف على فترتين مجموعة منتقاة من أبرز أعماله ضمت مقطوعات: "100 سنة سينما"، و"رابسودية عربية"، و"والله ما طلعت شمس ولا غربت"، و"فيها حاجة حلوة"، و"البخيل وأنا"، و"وخلى بالك من عقلك"، و"قضية عم أحمد"، و"إعدام ميت" وغيرها.
حول توقعاته لهذه المنطقة وشعوره بعدما زارها بالفعل قال لنا عمر خيرت: عقب تلقى الدعوة الكريمة، وقبل أن أزور المنطقة قرأت عنها بعض المعلومات، لكن عندما أتيت للمرة الأولى كان الانطباع مختلفا، فبيئة المنطقة وطبيعتها المميزة، خصوصا تشكيلاتها الصخرية مختلفة عن أى منطقة سبق لى زيارتها، إضافة إلى تاريخ المنطقة، ويكفى أنها تتبع المدينةالمنورة، ومر بها الرسول صلى الله عليه وسلم فى طريقه لتبوك.
وعن مشاركته فى مهرجان "شتاء طنطورة" قال: المهرجان صحوة ثقافية احترافية، وقد اصطحبت معى أوركسترا ضخما مكونا من 90 عازفا، وهو العدد الأكبر الذى شاركنى فى أى من حفلاتي، والاستعدادات التى تمت لاستقبال هذا العدد الكبير من العازفين وآلاتهم الموسيقية وتجهيزات المسرح والصوت والإضاءة وغيرها من التجهيزات الفنية تشير إلى مستوى عال من الاحتراف، ولا يفوتنى الإشادة بحسن الاستقبال فقد لمست حبا من القلب.
وعن شعوره بتفاعل الجمهور معه قال: الجمهور الخليجى عموما والسعودى تحديدا ليس غريبا علي، فهم يأتون خصيصا لحضور حفلاتى فى القاهرة، ويسافرون فى اليوم التالى مباشرة، أما عن انطباعى بمشاركة الجمهور فى أول مرة فى العلا، فهو أمر يسعد الفنان جدا، خصوصا إذا كان الجمهور بهذا المستوى من التذوق، وحضروا من مناطق المملكة المختلفة ومن خارج المملكة أيضا ليعطوك مثل هذا الحب. هذه هى حفلتى الثالثة فى المملكة، سبقتها حفلتان فى مدينة الملك عبد الله فى جدة، وفى العاصمة الرياض، إلا أن العلا تتميز بأنها منطقة تاريخية بكر، يعمل القائمون عليها على تطويرها بحب وهو أمر سيؤتى ثماره بلا شك.
وحين سألته الأهرام العربى: هل نتوقع مشاهدة عمر خيرت فى دورات المهرجان المقبلة؟ أجاب: بكل تأكيد، سأكون حريصا على الوجود والمشاركة طالما وجدت هذه المشاعر الدافئة من جمهور متذوق للفن.
وأضاف: شكراجزيلا على كل ما قدمتموه وخالص تمنياتى بالرخاء والتقدم لأشقائنا فى المملكة، ومتفائل جدا بمستقبل الثقافة فيها. فى اليوم التالى غادر الموسيقار المصرى الكبير والأوركسترا الضخم الذى رافقه العلا، تاركين انطباعا مميزا لدى جمهور يتوق لتذوق الفن الراقى الذى يقدمونه، مع وعد متجدد باللقاء.