تعقد الجمعية العلمية للشئون الأفريقية، مؤتمرها السنوي الدولي الثاني، تحت عنوان "الصورة الذهنية المتبادلة بين العرب والأفارقة"، برعاية ورئاسة الدكتور إبراهيم نصر الدين، رئيس الجمعية، ومقرري المؤتمر الدكتورة نادية عبد الفتاح، والأستاذ فريد بندراوي، وذلك في مقر الجمعية بمحافظة الجيزة، 23 نوفمبر القادم. يتطلع المؤتمر إلى تحقيق عدة أهداف من خلال المشاركة البحثية لنخبة متخصصة من الباحثين، تتمثل في تطوير رؤية استراتيجية علمية للإسهام في تفعيل العلاقات العربية الأفريقية، وتوفير منتدى أفريقي عربي لمناقشة قضايا المدركات الذهنية، ورصد الصور الذهنية والمدركات للعرب والأفارقة في المقررات التعليمية العربية والأفريقية، والتحقق من المناهج الدراسية العربية والأفريقية والعمل على تغييرها لصالح تطوير العلاقات، واقتراح رؤى وآليات أفريقية عربية لإعادة تشكيل المدركات والصور الذهنية المتبادلة بشكل واقعي وإيجابي في المجال التعليمي، ودراسة آفاق وتحديات التنسيق العربي الأفريقي في مجال التربية والتعليم والبحث العلمي، وسعى الجمعية للتواصل مع الخبرات الأفريقية المحلية والإقليمية والعالمية الأكاديمية والبحثية المتميزة في هذا المجال.
ويناقش المؤتمر العديد من المحاور المهمة، حيث يتناول المحور الأول سمات الصورة الذهنية للعرب والأفارقة في الكتب الدراسية، ويضم مراحل: ما قبل التعليم الجامعي، وكتب التعليم الجامعي، ومناهج الأزهر والمدارس الدينية، وكتب مدارس الإرساليات، ويناقش المحور الثاني سمات الصورة الذهنية المصورة والمجسدة بين العرب الأفارقة في مجالي الفنون والأدب، ويشمل: السينما، والمسرح، وأدب الرواية، والقصة القصيرة، بينما يدور المحور الثالث حول مضامين العلاقات الثقافية العربية الأفريقية - والأفريقية الأفريقية، ويضم الأقاليم: الشرقي، والجنوبي، والغربي للقارة، ودور دول الشمال الأفريقي ذات الهوية المشتركة، والتعليم والثقافة في المحيط العربي الأفريقي، ويأتي المحور الأخير نحو رؤية مستقبلية للتعامل مع المدركات السالبة حالة وجودها.
وأعلنت الجمعية العلمية للشئون الأفريقية أنها تأتي في مقدمة مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية بمصر التي تعني بقضية المدركات الذهنية بين العرب والأفارقة، وبرز اهتمامها بهذا الجانب الفكري من خلال مجموعة الندوات التي يترأسها الدكتور إبراهيم نصر الدين بدورها الأكاديمي، وأكدت اتفاقها مع الملاحظات والتوصيات التي أعدها مدير جهاز التعاون الدولي لتنمية الثقافة العربية الإسلامية بالجامعة العربية، حين يشير إلى أن العلاقات العربية الأفريقية تتحكم فيها قضايا آنية، سوف تنتهي بحلها، وأن التعاون العربي الأفريقي الراهن يرتبط بقيم فكرية وإنسانية، ولذلك يفقد هذا التعاون قيمته ومداه، كما أن الدول العربية والأفريقية لم تتمكن من تحقيق نقلة حقيقية إلى التعاون بين الشعوب على الجانبين رغم وجود أسس قوية لهذه القيم الإنسانية، وأن كل ما يفعله العرب الآن في مجال التعاون العربي الأفريقي هو عمل سياسي واقتصادي، وهي وسائل عمل وليست غايات، و لاتقوم على قاعدة لتفاهم ثقافي وفكرى عميق ، ولذلك يكثر الحديث دائما عن العلاقات العربية والإفريقية ورغم ذلك لا تسير هذه العلاقات في خط مستقيم.
وأشارت الجمعية، إلى أن مسألة الصورة الذهنية المتبادلة بين العرب والأفارقة مثار جدل وتحتاج إلى مزيد من البحث، حيث هناك صورة سلبية من كل طرف عربي أفريقي تجاه الآخر، ولا تزال راسخة في ذهن كلاهما، رغم وجود تراث مشترك، وسابق خضوع للاستعمار الأوروبي، ونضال مشترك ضده، إضافة إلى استمرار الخضوع للتبعية الاقتصادية للغرب، وتعمق مضامينها، إلى جانب العولمة التي تسارعت خطاها عقب انتهاء الحرب الباردة وفرضت ضغوطا على الطرفين بعد أن تعاقدت شبكة خيوطها الاقتصادية والسياسية والثقافية والإعلامية.
كانت اللجنة البحثية للمؤتمر قد حددت موعدا لاستقبال المقترحات البحثية، وكان أقصاه 31 ديسمبر الماضي، ووضعت عدة قواعد للمشاركة، منها أن يكون البحث وثيق الصلة بموضوعات المؤتمر، وقضاياه وأسئلته البحثية، وعن شكل البحث؛ يتضمن ستة أجزاء وهي: موضوعه وإشكاليته، أو أسئلته البحثية، وأهدافه، وأهميته، واتباع الطريقة المختصرة في عرض الأدبيات ذات الصلة، والمنهج والمداخل النظرية المقترحة، وينحصر عدد كلمات البحث بين 700 إلى ألف كلمة، شريطة أن يكون البحث أصيلا، لم ينشر من قبل بأي جهة أخرى، ولا يمنح أي مكافأة عن أي بحث يقدم في المؤتمر، كما تعد البحوث ملكية فكرية للمؤتمر، وتنشر في كتابه، بينما تستقبل اللجنة العلمية للبحوث الكاملة، البحوث من 5 آلاف إلى 8 آلاف كلمة، في موعد أقصاه 31 يناير الجاري، على أن تتقيد هذه البحوث بالمواصفات الشكلية والموضوعية التي تعتمدها الجمعية العلمية للشئون الأفريقية في إصداراتها البحثية.
يذكر أنه عقدت الجمعية العلمية للشؤون الأفريقية مؤتمرها السنوى الأول "العلاقات العربية الأفريقية الفرص والتحديات"، في ديسمبر عام 2017 تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، بالمجلس الأعلى للثقافة، وبمناسبة مرور 40 عاما على انعقاد موتمر القمة العربية الأفريقية الأول بالقاهرة مارس 1977، وشارك فيه عدد من الأساتذة والباحثين المتخصصين بالشؤون الأفريقية بالإضافة إلى عدد من السفراء والدبلوماسيين، وذلك من خلال عشر جلسات تم عقدها على مدار يومين.