أطلقت منظمة الصحة العالمية أخيراً بروتوكلات لتدبير الاضطرابات النفسية الشائعة،التى تشمل الاكتئاب، وتأتى هذه البروتوكولات ضمن برنامج العمل لرأب الفجوة فى الصحة النفسية، حيث يعد الاكتئاب مرضاً شائعاً فى مختلف أنحاء العالم، وبحسب التقديرات هناك 350 مليون شخص يعانون آثاره وهو يختلف عن التقلبات المزاجية المعتادة، وقد يتسبب فى معاناة الشخص المصاب به معاناة كبيرة. إلى جانب سوء آدائه فى العمل والمدرسة وقد يؤدى فى أسوأ مراحله إلى إقدام الشخص المصاب على الانتحار، وتصل حالات الانتحار سنوياً إلى مايقدر بمليون حالة سنوياً، وهذا ما دفع جمعية الصحة العالمية إلى استجابة شاملة ومنسقة للاضطرابات النفسية على مستوى بلدان العالم. وعلى الرغم من وجود علاجات معروفه وفاعلة للاكتئاب، فلا يتلقى هذه العلاجات سوى مايقل عن نصف عدد المصابين بالاكتئاب فى العالم، بينما لايتلقاها فى بعض بلدان الإقليم سوى 10 20% من إجمالى المصابين بالاكتئاب. وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية الإكتئاب كغيره من الإضطرابات النفسية الأخرى يؤثر فى اضطرابات جسدية أخرى مثل السرطان والأمراض القلبية الوعائية والسكرى والربو،وقد يكون الإكتئاب علامة على الإصابة بمرض من امراض الجسد وربما يكون نتيجة لهذه الأمراض،وهناك بيانات تشير إلى أن المصابين بالإكتئاب عرضه للإصابة بالذبحة القلبية،والعكس بالعكس إذ تزيد الإصابة بالذبحة القلبية ،فمثلاً يرتفع خطر تعرض المصابين باللاكتئاب الكبير "الكآبة الحادة"للوفاة بنسبة 40%عن عموم السكان ، ويرجع السبب فى ذلك فى أغلب الأحيان إلى المشكلات الصحية الجسدية التى يعانى منها المصابون بالاكتئاب مثل السرطان،وعدوى فيروس العوز المناعى. وتثبت التجارب أن برامج الوقاية تحد من الإصابة بالاكتئاب، وهناك نهج مجتمعى فاعل للوقاية من الاكتئاب تتضمن هذه النهج برامج ترتكز على المدرسة للحيلولة دون تعرض الأطفال للأذى أو برامج تهدف إلى تعزيز المهارات الإجتماعية والمعرفية من مشكلات سلوكية قد تقلل أعراض الإكتئاب،باستخدام منهج حيوى نفسى واجتماعى يساعد على تحسين جودة حياة الأفراد وذويهم، بل ويقلل العبء الاجتماعى والاقتصادى الواقع على كاهل المجتمعات والأنظمة. ويهدف الاحتفاء باليوم العالمى للصحة النفسية للتركيز على مرض الاكتئاب هذا العام، والتركيز على جذب الموارد اللازمة لخدمات الوقاية من الاكتئاب وعلاجه.