يدهشنى أولئك الأطباء والمهندسون, حين أطالعهم يجادلون أساتذة القانون الدستورى عبر الشاشات والصحف.. بعضهم يتحدث كما لو كان أستاذا فى علوم الدستور.. آخرون يقدمون أنفسهم على أنهم أساتذة فى علم الشريعة.. المهم أنهم يفرضون عليك نسيان مهنتهم وعلمهم الأساسيين.. وبالتالى أشعر بأن هدفهم تشتيت الذهن – وتحديدا المتحدثين من جماعة الحرية والعدالة - بما يجعل القارئ أو المشاهد يشك فى كل شىء حوله. تعلمت أننى إذا جلست أمام طبيب, ممارسة فن الاستماع.. ولو أننى تحدثت مع مهندس, أحدثه عن رغبتى فى البناء دون تدخل فى تفاصيل عمله.. لكنهم تعلموا إهدار قيمة العلم فى الطب والهندسة, لاعتقادى بأنهم مغمورون فيما يحملون من درجات علمية.. فأطباء تلك المرحلة نجوم عندما يتحدثون فى السياسة والاقتصاد وعلم الدستور.. والسادة المهندسون تحولوا إلى مشروعات محافظين ورؤساء مجالس إدارات.. وكلهم لا علاقة لهم بالطب أو الهندسة.. وأستطيع القطع بأن السياسة عندهم لا تتجاوز مفهوم لاعب «الثلاث ورقات» فى الموالد الشعبية. شعرت بأن إعلاميا فقد مشاهديه, حين استضاف طبيباً مغموراً وأستاذ قانون دستورى محترماً.. لمجرد أن الطبيب يزاحمه التحدث عن علم وفقه كتابة الدساتير.. وكم كان مدهشا أن أستاذ الدستور لم ينفجر فى وجهه ليقول له: «اللغة التى تتحدث بها لا علاقة لها بالطب كعلم»!!.. المهم أننى أنفقت الوقت لأقول إن «نصابي الزفة» يفرضون أنفسهم علينا عبر وسائل الإعلام حتى تحولوا إلى نجوم.. وأولئك لا يكفون عن الصراخ ضد الإعلام بأنه لا يقدم الحقيقة.. فالإعلام حين يقدمهم يظهر عجزهم وقصر قامتهم.. وهنا تكمن كراهيتهم للإعلام.. اعذروهم فهم أطباء ومهندسون متخصصون فى علوم الدستور!!