د. هالة منصور : مصدر للتنفيس وملء الفراغ لدى ربات البيوت فريال سعد: تجارة سهلة بلا ضرائب أو إيجار محلات
بيزنس اليوم المفتوح أو «الأوبن داى»، ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة بمحافظات مصر المختلفة، حيث أصبحت وسيلة سهلة أمام الفتيات والسيدات لدخول عالم التجارة والبيزنس. تلك الفكرة التي بدأت في مصر عن طريق بعض سيدات المجتمع اللاتي كن يسافرن للخارج مع أزواجهن رجال الأعمال، وبعد شراء كل ما وقعت عليه أعينهن وجدن أن هناك ملابس زائدة على حاجتهن، ومن الصعب توزيعها كهدايا على الأهل والأصدقاء. فبدأن في إقامة معارض لبيعها داخل بيوتهن ثم في الفنادق الكبرى . لكن الانتشار الأكبر للفكرة تم على يد مجموعة من الفتيات أو ربات البيوت اللواتي ينتمين للطبقة الوسطى، اللاتي وجدنها مصدرا للرزق، في ظل أجواء البطالة التي تتضاعف معدلاتها يوما بعد يوم، وشيئا فشيئا صار الرجال ينافسون السيدات في هذا النشاط . تقول فريال سعيد منظمة معارض: «إن الأوبن داي وهو عبارة عن معرض مصغر لمدة يوم واحد أو أكثر، يتم عمله في مكان عام مثل النوادي أو الشركات أو الجمعيات الخيرية يتم من خلاله عرض منتجات متنوعة عليها إقبال كثير خصوصا من النساء، فمنها المصنوعات اليدوية (الهاند ميد) والإكسسوارات والمشغولات السيناوية، ومنها الملابس والحقائب والأدوات المنزلية، التي يتم عرضها بأسعار أرخص من المحلات التجارية، لنحقق بذلك فائدة للطرفين البائع والمشتري».
وتضيف فريال: هذه المعارض أصبحت تحتاج إلي التنظيم والدقة والتعامل مع إدارات المكان وهكذا من أشياء تنظيمية لا تستطيع عملها سيدة المنزل التي تشارك في معارض «الأوبن داي» في أوقات فراغها، ليكون مصدرا للرزق بشكل متحضر وغير مهين، لذلك أصبحت فكرة وجود شركات لتنظيم معارض الأوبن داي أمرا ضروريا، فالمنظم هو من يستطيع أن يحدد ما يحتاجه كل مكان يقام فيه المعرض بناء على نوعية الناس الذين سيزورونه للشراء، لذلك فإن تنظيم معرض في شركة حكومية كشركة بترول أو مؤسسة صحفية تختلف عن احتياجات جمهور المعرض في ناد رياضي. ويتمثل دور الشركة المنظمة في الوصول للسيدات والفتيات الموهوبات في الصناعات اليدوية وتشجيعهن علي المشاركة في تلك المعارض. مع العلم أن الرجال أصبحوا يشاركون فى تلك المعارض ببيع الإكسوارات والأدوات المنزلية والملابس وغيرها، لأنها أصبحت تجارة سهلة دون ضرائب أو إيجار محالات وغيرها من مصاريف.
وتؤكد فريال: نحاول إرضاء جميع الأذواق جميع الأذواق، فنهتم بعرض المنتجات اليدوية، والمأكولات البيتي والفلاحي التى لا توجد في المحلات العادية ويتم تقديمها بأسعار متميزة. مع تضمين تلك المعارض – فى بعض الأحيان - أنشطة ترفيهية مثل رسم الحناء، وتلوين وجوه الأطفال.
مكسب أفضل فاتن الزيني، صاحبة محل لبيع أغطية الرأس”الإيشاربات”، تؤكد أن مشاركاتها في المعارض المتنقلة تعود عليها بالمكسب أضعاف أضعاف المحل، لأنها تذهب للزبائن في أماكن عملهم أو تنزههم، وتبيع أرخص من المحل فيتهافت عليها النساء لشراء احتياجاتهم من الإيشاربات والإسكارفات، مشيرة أنها تشارك نحو 3 معارض أوبن داي في الشهر، وأصبحت معروفة في أماكن كثيرة، نظرا لجودة منتجها وطريقتها الودود مع النساء حتى صديقة لهم.
أما نهاد صالح، إحدي المشاركات في الأوبن داي ببيع المأكولات تقول: إنه مع تزايد أعباء الحياة بدأت البحث عن مصدر دخل لأساعد به زوجي، فكرت كثيرا ووجدت أن أكثر شىء أتقنه هو الطبخ، وكانت المشكلة كيف أسوق نفسي، حتي اقترحت علي قريبتي أن أشترك بمأكولاتي في (أوبن داي) في النادي، وبالفعل نفذت نصيحتها، وشيئا فشيئا أصبحت أشارك فى معارض مختلفة وأضحت لى زبائنى مما دعانى لعمل جروب على الفيس بوك. عادل مدحت، صاحب محل إكسسوارا في خان الخليلي يقول: بدأت الاشتراك في معارض «الأوبن داي» في النوادي والجمعيات والشركات منذ عدة سنوات، خصوصا أن أحوال البيع والشراء في الحسين ليست كما كانت في السابق، ووجدت أنا والعمال لدي في المحل أن تلك المعارض فرصة لعرض إكسسوارتنا التي نصنعها بنفسنا من الأحجار الكريمة والنحاس والفضة وفرصة للمكسب دون ضرائب أو تكاليف سوي إيجار الطاولة التي يتم عرض المنتجات عليها، مشيرا أن كثيرا من السيدات والفتيات ينتظرن وجودنا لشراء منتجاتنا ولطلب أشكال معينة نقوم بعملها لهن خصيصا.
“مسموح” الفصال وتقول مني حجازى، بائعة ملابس مستوردة: البيع من خلال معارض الأوبن داي سهل والمرأة التى تهتم بتلك المعارض تكون عادة لطيفة ودوداً تحب «الشوبينج» وفي الأصل أبيع الملابس المستوردة أرخص من المحلات لأنها بلا ضرائب أو جمارك، فتكون هذه ميزة أمام الزبائن وأيضا «الفصال والقسط» من أهم المميزات التى تجذب الزبون إلى معارض اليوم الواحد، حيث إن الفصال من أكثر الأشياء التى تجعل الزبون يشعر بأنه اشترى المنتج لقطة، مشيرة إلى أن اقتراح التقسيط وتأجيل الدفع أحيانا مع الزبائن الدائمين، يزيد الإقبال على أوبن داى.
تسويق ممتاز يعلق الدكتور سعيد عبد العزيز عميد كلية التجارة بجامعة الإسكندرية قائلا: إن ظاهرة معارض اليوم الواحد أو «أوبن داى» تعد فكرة جيدة وممتازة، ومن أفضل وسائل التسويق الفاعلة لمنتجات المشروعات المتوسطة والصغيرة. وتشاركه الرأي الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، مبينة أن معارض الأوبن داي ليست فكرة مصرية بل أوروبية، حيث يجتمع الجيران أو الأصدقاء للتخلص من الأشياء غير المرغوب بها بالبيع للغير، وهنا في مصر هناك سيدات في أمس الحاجة لهذا النوع من التجارة السهلة نسبيا ولا تحتاج إلي مصاريف كبيرة، فتستطيع أن توفر أموالا خاصة بها تساعد بها زوجها أو تدخرها للزمن، وأيضا تنفس من خلال حركة البيع والشراء والفصال وهكذا عن نفسها، وتجد لها أهمية وقيمة خاصة للسيدات غير العاملات.