يسعدنى تشبيهى بالعمالقة لكننى لا أرى نفسى خليفة لأحد فكل ممثل له شخصيته أعشق العمل مع محمد رمضان لأنه نجم كبير وممثل مجتهد وموهوب
برغم أنه يقدم شخصية الصعيدى لأول مرة بعد تعدد أدواره فى السينما والدراما التليفزيونية، فإنه استطاع أن يخطف الأبصار بأدائه كغول تمثيل، مما جعل المشاهدين وجمهور السوشيال ميديا يعلنون عن انبهارهم بشخصية "هتلر" التى يجسدها فى مسلسل "نسر الصعيد" وأمام الإعجاب بقدرته على تجسيد هذه الشخصية الشريرة أطلق عليه البعض لقب "خليفة عادل أدهم " . عن شخصية هتلر، وكيف يرى تشبيه الناس له بالفنان عادل أدهم، وعن تجربته مع الإعلانات وأشياء أخرى كثيرة كان ل "الأهرام العربي" هذا اللقاء مع الفنان سيد رجب .
كيف ترى ردود الأفعال حول شخصية هتلر ؟ ما وصلنى منها يجعلنى أحمد الله على أنها نالت إعجاب الجمهور، وعلى ما حققته من ردود أفعال إيجابية على مواقع و صفحات السوشيال ميديا وإن كنت نادرا ما أدخل على هذه المواقع ، ولكن المحيطين بى أبلغونى بتفاعل الناس مع " هتلر " بشكل كبير شعرت معه بالسعادة .
العديد من البوستات أطلقت عليك لقب خليفة "عادل أدهم" فما رأيك؟ برغم إعجابى الشديد بالفنان الكبير عادل أدهم ويشرفنى أن يضعنى الجمهور فى مصاف النجوم العمالقة، لكنى لا أرى نفسى خليفة له، لأن لكل ممثل طريقته وشكله وبصماته وشخصيته التى يتميز بها.
ما سبب اختيار اسم" هتلر " والذى يعد غريبا على المجتمع الصعيدي؟ عندما عرضت على الشخصية ووجدت اسمها " هتلر " بدأت أبحث فيما وراء هذا الاسم، وهل يوجد فى الصعيد مثله، أم جاء اختياره كرمز للشر خصوصا أن الشخصية شريرة؟ فاكتشفت أن هذا الاسم بالفعل يحمله البعض فى الصعيد، علاوة على أنه مميز ويتوافق مع الشخصية التى أجسدها، وكما يقولون «اسم على مسمى».
هل حاولت أن تأخذ من شخصية هتلر الحقيقية ما يفيدك فى أداء هذا الدور؟ لا، لأن هناك اختلافا كبيرا بينهما وإن اتفقا معا فى الاسم ، لكن الدور الذى أقدمه يتناول فكرة الفاشستية الموجودة فى الشخصية المكتوبة، وبالتالى الموضوع مختلف وليس من الضرورى أن أبحث فى صفات هتلر ألمانيا، لكى أقلده ، فقط الاسم كان ضروريا حتى يذكر الناس بالفاشيستى النازي.
كيف تعاملت مع شخصية الصعيدى والتى تقدمها لأول مرة فى الدراما برغم تجسيدك لها فى المسرح؟ بالفعل قدمت هذه الشخصية فى العديد من التجارب المسرحية، لكن أهم تجربتين حظيت فيهما بالبطولة كرجل صعيدى ، كانتا "غزير الليل" التى حصلت من خلالها على جائزة أحسن ممثل فى مهرجان القاهرة التجريبى 1993 ، ومسرحية" غزل الأعمار" عن السيرة الهلالية ، أما فى الدراما فلأنى لم أقدم فيها هذه الشخصية من قبل، فقد تمسكت بتقديمها، لكى تقدمنى بشكل مختلف عن أعمالى السابقة، وبعيدا عما إذا كان الدور شريرا أو طيبا، فما كان يهمنى فى المقام الأول عندما وافقت عليها أنها شخصية جديدة على فى الدراما ، وأتمنى أن أكون قد وفقت فيها.
هل استغرقت وقتا طويلا فى التحضير لهذه الشخصية؟ كل شخصية بغض النظر عن هتلر ، تحتاج لتحضير وقراءة لمعرفة كل ما يتعلق بها وكيف تفكر ، كيف تمشي، كيف تغضب وهكذا ، وبالتالى تحتاج إلى العمل عليها وبذل مجهود كبير من أجل تقديمها بشكل يقنع الناس بها ويصدقونها.
هل تقديمك لشخصية الصعيدى فى المسرح جعلك تستغنى عن متخصص فى هذه اللهجة؟ لا شك أن المسرح مدرب كبير، أفادنى كثيرا وتعلمت منه كيف أتعامل مع هذه الشخصية، خصوصا أنه أتاح لى الحكى بلهجتها كثيرا عندما كنت أقدم السيرة الهلالية، بجانب تجسيدى من خلاله لشخصيات صعيدية عديدة، لكن كل ذلك لا يغنى عن الاستعانة بمصحح ،لأن الصعيدى له لهجات كثيرة ويكفى أن تعلم أن المنيا وحدها بها عشرات اللهجات، وكذلك لكل مكان لهجاته، فكان لابد من الاستعانة بمصحح له، علاوة على مراقبة من يتحدثون بهذه اللغات عن قرب لاكتساب المزيد عنها.
توقع البعض بعد تقديمك لدور الرجل الطيب فى مسلسل " أبو العروسة" و"رمضان كريم" أنك لن تعود لأدوار الشر مرة أخرى؟ هى لم تكن عودة لأدوار الشر بقدر ما هى رغبة فى التنوع وتقديم المختلف، ففى مسلسل " أبو العروسة " قدمت دور رب الأسرة الطيب صاحب القيم والمبادئ ، وقريب من ذلك دورى فى "رمضان كريم " ، لكن عندما جاءنى دور"هتلر" شعرت معه بالسعادة لأنه دور مختلف، خصوصا أننى لا أتجه لأدوار الشر أو الخير بشكل مطلق ، فأنا ممثل عندما يأتى لى دور مكتوب بشكل جيد سواء كان شريرا أم غير ذلك سأقدمه ، لأن كل دور أقدمه يثرى تجربتى وبالتالى لا أكون سعيدا بحصر نفسى فى نوعية محددة من الأدوار .
لكن هناك من حصروا أنفسهم فى أدوار معينة واشتهروا بها؟ لذلك أرى نفسى مختلفا، برغم إيمانى بأن كل ممثل له طريقته فى التفكير وأسلوبه ودرجة قبوله لدى الناس، فمثلا عندما يقولون لى بأنى مورجان فريمان مصر لا أوافقهم، لأنى لا أشبه أحداً ومختلف عن الجميع بغض النظر عما إذا كنت الأفضل أو الأسوأ، فهذه ليست القضية لأن الأهم أن لكل ممثل سمته الخاصة.
كم عمل رشحت له هذا العام؟ أعمال كثيرة لم أقم بعدها ، وكنت خارجا وقتها من مسلسل "أبو العروسة" وبداخلى قرار ألا أختار سوى عمل واحد فقط أشارك به فى الدراما الرمضانية، فاخترت "نسر الصعيد" .
تألقك كبطل أول فى " فوق مستوى الشبهات " و"أبو العروسة" ، ثم موافقتك على دور ثان فى نسر الصعيد، ألا يعد ذلك تقليلا من النجومية التى وصلت إليها؟ لا ، لأن العبرة بالدور الذى أقدمه ،فهو الذى يحكمنى فى اختياراتى ، فإذا كانت الناس تحدثت عنى بشكل جيد فى " فوق مستوى الشبهات" و"أبو العروسة" ، فهذا نجاح لى ، لا أراه أقل من دورى فى " نسر الصعيد " الذى تحدث الناس أيضا عنى فيه بشكل جيد ، بغض النظر عن حجم الدور ، فمارلون براندو بكل نجوميته قدم مشهدا واحدا فى أحد الأفلام ، لذلك لا أضع حجم الدور فى حساباتى بقدر قدرتى على تقديمه بشكل جديد ويحقق لى المتعة وللجمهور، فهذا هو النجاح بالنسبة لى .
ما سر الكيمياء التى تجمع بينك وبين محمد رمضان الذى تتعاون معه لأول مرة فى الدراما التليفزيونية بعد العديد من التجارب السينمائية؟ كثيرون يقولون إن هناك بالفعل كيمياء تجمع بيننا، وأعتقد أن ذلك يرجع لتوافق الملامح بيننا إلى حد كبير، فنحن نقارب بعضاً فى الطول وفى اللون، وإن كنت لا اعترف بمصطلح الكيمياء هذا بقدر إيمانى بأن هناك ممثلا تعمل معه فيعطيك طاقة تجعلك تمده بطاقة متبادلة ، فتصبح هناك دائرة من الطاقة تؤدى إلى خروج مشاهد جيدة ،تجعل الناس تقول إن هناك كيمياء تجمع بيننا.
كيف ترى رمضان؟ نجم كبير وممثل مجتهد وموهوب، وأسعد بالعمل معه ، لأنه ممن يركزون جيدا فى عملهم ، وأنا أحب هذه النوعية من الممثلين .
وماذا عن محاولته تغيير جلده بعيدا عن أدوار البلطجة ؟ هذا سؤال لا يجيب عليه أحد سواه، وإن كنت أرى أن الممثل عليه أن ينوع فى أدواره، ولكن فى نفس الوقت ليس ذنبه أن يقدم نفس النمط طالما لا يجد الأدوار التى تساعده على التنوع ويقدم المختلف، وفى حال توافر الأدوار المختلفة أمامه ويصر على اختيار نوعية معينة دون غيرها مثل البلطجة، هنا يتحول الأمر إلى علامة استفهام عليه أن يجيب عنها.
منذ فيلم "شوق" لم نرك كمؤلف، فهل التمثيل طغى على الكاتب بداخلك؟ لا شك أن التمثيل أخذنى من الكتابة، ولكن لدى فكرة أعمل على كتاباتها حاليا وأتمنى أن تخرج للنور قريبا.
لماذا تعد كتابة أى عمل يعرض عليك هى الأساس فى اختياراتك؟ لأنى عاشق للكتابة وتعجبنى الكاركترات المكتوبة بشكل جيد، فإذا أعجبنى السيناريو اسأل بعد ذلك عن الإنتاج والمخرج وفريق العمل .
شاركت أخيرا فى أحد الإعلانات، فهل تجربة الإعلانات أصبحت حاليا من متطلبات النجومية؟ هذه هى المرة الأولى التى أقدم فيها إعلانا، لكن لا أجد علاقة بين تقديم الإعلانات والنجومية، ولم أخض هذه التجربة إلا عندما أعجبتنى الفكرة التى تجعلنى أقود سيارة وابنتى معى وأرتدى ملابسى العادية التى أسير بها.
هل لديك تجارب مسرحية جديدة ستخوضها؟ هناك مسرحية جديدة بدأ المخرج بروفاتها مع زملائى نظرا لانشغالى بمسلسل "نسر الصعيد" ، كما أننى سوف أسافر إلى واشنطن فى فبراير المقبل لعرض مسرحية" العشاء الأخير".
ألا تفكر فى التمثيل ضمن عروض مسرح الدولة؟ لا، لأن المسرح الذى أقدمه مختلف عما يقدم على خشبة مسارح الدولة، وسوف أستمر على نفس الاتجاه.
ماذا عن الجديد فى الدراما التليفزيونية والسينما؟ حتى الآن ليس هناك جديد يمكن أن أتحدث عنه، ولكن ستتضح الأمور أكثر بعد شهر رمضان، خصوصا أننى سبق أن تحدثت عن مشاريع فنية لكنها لم تكتمل، لذلك كان قرارى بعد الحديث عن أى مشروع فنى إلا بعد التوقيع عليه والبدء فى تنفيذه.