كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير لها نشرته اليوم عبر موقعها الإلكتروني عبر الإنترنت أن الفلسطينيين استطاعوا الانتصار على إسرائيل في أكثر من موقع مع توالي موجهات الغضب عبر السياج الحدودي. وقالت الصحيفة أن استمرار هذه المسيرات والأهم من هذا وجود تعاطف دولي مع المسيرات الفلسطينية والاستمرار إلى الآن في وجود دعم دولي للفلسطينيين يؤكد هذا الانتصار. واعترف قائد عسكري بجيش الاحتلال وصفته الصحيفة ب"الكبير" بهذا الأمر رغم الأزمات التي يشير البعض أنها لحقت بالفلسطينيين مع تواصل المظاهرات والدعوات لمواصلة واستئناف "مسيرات العودة" الفلسطينية إلى الوطن. غير أن ما قاله هذا القائد الإسرائيلي، الذي لم تذكر الصحفية بالتحديد منصبه أو اسمه، يفتح قضية مهمة وهي رؤية إسرائيل لتطورات الأوضاع في غزة وفلسطين عموما، خاصة وأن هناك اهتماما واضحا بهذه النقطة، وبعيدا عن التحليلات أو التقارير الصحفية اليومية، اهتمت عدد من المراكز البحثية بهذه الخطوة ، مشيرة إلى دقتها في هذا التوقيت بالتحديد. ومن أهم من تطرق إلى هذه الخطوة وتداعياتها "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"،حيث حذر في أكثر من تقرير صدر خلال الفترة الأخيرة من تداعيات الموقف الفلسطيني، وأشار إلى أن المشهد السياسي الآن على الساحة الفلسطينية يسير بتعقيد واضح. وعن هذا الموقف قال الدكتور أوفير وينتر الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب والخبير في الشئون الشرق أوسطية بأن خطوة "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تمثل خطوة وصفها بالرمزية، وهي الخطوة التي لن تؤثر على الواقع على الأرض، ولكنها ستعكس الواقع السياسي والديمجرافي والتاريخي الحالي في المدينة". وأكد وينتر أن الرسالة التي تسعى الدوائر الإسرائيلية بمختلف توجهاتها إلى نقلها والتأكيد علىها هى أن نقل السفارة لا ينتهك الوضع الديني القائم في القدسالشرقية منذ أكثر من 50 عاماً، أى منذ احتلال إسرائيل للمدينة المقدسة عام 1967، وهو ما أبرزته أيضا بعض من القوى الإسرائيلية سواء بالحكومة أو خارحها عند تحليلها للأوضاع ورصدها لتطورات الموقف. اللوبي اليهودي وهناك سؤال آخر حاولت التقارير الإستراتيجية سواء للمعهد أو غيره من المراكز البحثية الإجابه عنه، وهو خاص برغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجاملة اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة. وأضاف وينتر أن "الرئيس ترامب أراد أن يظهر لجماهيره الانتخابية أنه على خلاف الرؤساء الأمريكيين السابقين، حيث ينفذ بدقة الوعود التي قطعها على ناخبيه في الحملة الانتخابية، وخاصة تلك المرتبطة بإسرائيل". عموما فإن ما يجري الآن من تطورات على أرض الواقع يؤكد صعوبة ودقة الموقف السياسي الحالي ، صعوبة باتت تتصاعد وتتزايد مع حساسية قضية القدس وأهميتها سواء على الصعيد العربي أو الإقليمي على حد سواء.