تترقب دول العالم مراسم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يوم الإثنين المقبل، فى ظل الرفض العربى والإسلامى وتحديا للقرار الدولى الذى تم التصويت عليه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى ديسمبر الماضى بأغلبية ساحقة برفض إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والتعدى الأمريكى على حقوق الشعب الفلسطيني، وتزييف الوقائع والحقائق التاريخية، كما أن الاحتفال سيقام تزامنا مع الذكرى السبعين ل"النكبة الفلسطينية" وكشفت العديد من التقارير الدولية، أن مراسم الحفل سيحضرها عدد من كبار المسئولين الأمريكيين والدوليين، حيث كشف البيت الأبيض عن قوام الوفد الأمريكى الرسمى الذى سيحضر مراسم نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وتخلو القائمة من اسم الرئيس دونالد ترامب، رغم أنه صرح فى وقت سابق بأنه قد يتوجه إلى القدس لحضور مراسم افتتاح السفارة. وحول رد الفعل الفلسطينى، يشير السفير حازم أبو شنب القيادى فى حركة فتح، أن الشعب الفلسطينى بالتأكيد لن يصمت على هذه الخطوة الاستفزازية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كاشفا فى تصريحات خاصة ل«الأهرام العربي» أن خط المواجهات فى قطاع غزة، سيكون واحدا من أهم خطوط المواجهة مع إسرائيل فى ظل تصاعد مسيرات العودة التى ستتواصل على خطوط المواجهة مع غزة، خصوصا مع البلدات الإسرائيلية الموجودة بالقرب من هذه الخطوط، وهى ما تعرف بالبلدات المقامة فى غلاف قطاع غزة.
وكشف أبو شنب عن أن هناك استعدادات من الآن للتصعيد على هذه المنطقة الحدودية وإزاحة السياج الأمني، وهو ما يجب الانتباه إليه يوم ذكرى النكبة، مشيرا إلى أن هناك اقتناعا فلسطينيا واضحا لدى الشباب الفلسطيني، وتحديدا فى القطاع بأن إسرائيل انتهكت خطوط الهدنة التى تم التوقيع عليها فى السابق، ويفسر هذا توافد آلاف من الشباب الفلسطينى على هذه الخطوط، ومحاولة تحريك السياج الأمنى عبر هذه الحدود الفاصلة.
وأشار أبو شنب إلى أن خطوة نقل السفارة الأمريكية، أفقدت الجانب الأمريكى المصداقية لدى الشارع الفلسطيني، مشيرا إلى أن هذه الخطوة فرضت حقيقة أن الولاياتالمتحدة يجب ألا تكون وحدها الطرف المسئول عن مسيرة السلام والتسوية، موضحا خطورة أن تكون وحدها المسئول عن هذا الملف، مضيفا أنه من الأفضل الآن، وفى ظل هذه التطورات أن تكون الولاياتالمتحدة جزءا من عملية التسوية أو طرفا من المنظومة الخاصة بها وليس الطرف المسئول أو الراعى لها، خصوصا أنها بهذه الخطوة أثبتت أنها ليست وسيطا محايدا بالمرة.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن، يوم 6 ديسمبر الماضي، اعتراف الولاياتالمتحدة رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأوعز بنقل السفارة الأمريكية فيها من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، فى خطوة مخالفة لجميع قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالصفة القانونية للقدس، حيث تمثل قضية القدس إحدى أهم القضايا المتنازع عليها فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وعلى الرغم من أن جميع القرارات الدولية حول هذه المسألة تؤكد على ضرورة أن تكون القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطينية، ويمثل الجانب الغربى من المدينة عاصمة لدولة إسرائيلية، إلا أن إسرائيل تصر على أن القدس بشقيها هى "عاصمتها الأبدية والموحدة".