أرمينيا واحدة من الدول التى تدفع فاتورة موقعها الجغرافى. وفاتورة أخرى تخص علاقاتها بالدول المجاورة لها. والتاريخ خير شاهد على ذلك. فقد كانت دائما مسرحا لأحداث خاصة، ميزتها عن غيرها من الدول الأخرى. وإذا كانت الأحداث السياسية الحالية التى تمر بها أرمينيا، قد ركزت نحوها أنظار العالم، إلا أنها أيضا كانت سببا رئيسيا فى الالتفات إلى قوة وصلابة هذا الشعب الذى عرف العديد من المحن وحولها إلى منح. فصفحات تاريخ هذا الشعب تزخر بأحداث تبرهن على أن وجود أرمينيا يستحق التقدير، خصوصا لو عدنا بذاكرتنا نحو قرن من الزمان نحو الإبادة الجماعية التى شهدها الأرمن فى أيام الدولة العثمانية. أما العصر الحديث، فهو حافل بأحداث أخرى من العيار الثقيل تتنوع ما بين صراعات سياسية، مثل ناجورنوكاراباخ، وحتى بيئية تتمثل فى زلزال عام 1988. ومازالت أرمينيا تكتب بيد شعبها صفحات جديدة فى تاريخها السياسى متمثلا فى الأحداث الأخيرة التى تحاول من خلالها تثبيت أقدامها فى دروب بناء الدولة وسط عواصف ربيع مخملى شبيه بربيع براغ.