تعتبر سياسة الاغتيالات جزءا أساسيا من الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية وسياسة صهيونية ظهرت واضحة منذ حرب 1948، وتاريخ إسرائيل حافل بعمليات التصفية التى لا تزال تستهدف القيادات الفلسطينية ومعارضى المشروع الصهيونى فى الداخل والخارج أو العلماء العرب، وكان أحدثها اغتيال العالم الفلسطينى الدكتور فادى البطش، الذى اغتيل أخيرا على يد عناصر وصفتها الشرطة الماليزية بالأجنبية. وتتضمن أبرز العمليات التى تنتهجها السياسة الإسرائيلية: اغتيال الدكتور مصطفى مشرفة فى 15 يناير 1950 م، بواسطة السم، واغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى فى ظروف غامضة فى حادثة مدبرة فى عام 1952، واغتيال العالم سمير نجيب، بعد اتخاذه قرار العودة لبلاده بعد يونيو 1967، وعالم الذرة المصرى يحيى المشد الذى اشترك فى البرنامج النووى العراقى واغتيل فى غرفته بفندق ميريديان فى باريس فى يونيو1980، بعد أن ضرب بآلة حادة على رأسه، كما تم أيضا اغتيال عدد من العلماء الألمان الذين كانوا يشاركون فى المشروع الصاروخى المصرى فى الخمسينيات والستينيات، فضلا عن اغتيال عدد من السياسيين أبرزهم، اغتيال محمود المبحوح، أحد قياديى كتائب عز الدين القسام، التابعة لحركة حماس فى دبى، واعتبرته مصادر إسرائيلية مسئولاً عن تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة، واغتيال محمد البزم فى السويد، فقد بقيت عملية قتل معقدة، ولم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن إضافة إلى عملية اغتيال القيادى بحزب الله عماد مغنية بسوريا، وذلك فى 12 فبراير عام 2008، الذى تم اغتياله عقب تفجير سيارته.
حسبما ذكرت تقارير للصحف الإسرائيلية الأسبوع الماضى، أشار معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى، إلى خطورة قضية اغتيال العالم الفلسطينى الدكتور فادى البطش، خصوصا مع وقوع هذه العملية فى ماليزيا، الأمر الذى اهتمت به الكثير من الدوائر الإسرائيلية التى زعمت أن تنفيذ هذه العملية فى تلك الدولة البعيدة عن مواقع الصراع الجغرافى أو التقليدى بين إسرائيل والدول العربية، هو دليل واضح على التطور الإستراتيجى أو العسكرى الحاصل فيما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين.