"التنمية الصناعية" تطرح وحدات كاملة التجهيزات بمدينة الجلود بالروبيكي    «الرعاية الصحية»: الملتقى الأفريقي أصبح منصة مصرية دولية    بايدن يقوم بتحديث التعليمات الخاصة بشروط استخدام الأسلحة النووية    باريس تسلم كييف طائرات ميراج المقاتلة.. زيلينسكى أمام البرلمان الفرنسى: أوروبا لا تنعم بالسلام.. وروسيا تتهم ماكرون بتأجيج التوترات    الأمم المتحدة تكشف عن موقف جوتيريش من المشاركة فى قمة السلام الأوكرانية بسويسرا    فوز حرس الحدود والترسانة بالجولة الثالثة للصعود للدوري الممتاز    عائلة مجرمة جدا.. ضبط 1010 طرب حشيش مع أب وزوجته ونجلهما في البحيرة    حصاد وزارة التضامن الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي    مصرع شاب صعقا بالكهرباء بمركز صدفا في أسيوط    تعرف على إيرادات أمس لفيلم "شقو"    «السياحة» تعلن الانتهاء من رقمنة 78 متحفاً وموقعاً أثرياً    حظك اليوم| برج السرطان السبت 8 يونيو .. أبواب الربح والنجاح تُفتح أمامك    فحص 1099 مواطنا في قافلة طبية ضمن مبادرة حياة كريمة بدمياط    "هتتطبق يعني هتتطبق".. برلماني يعلق علي زيادة أسعار الأدوية    القاهرة الإخبارية: آليات الاحتلال تحاصر القرية السويدية واشتباكات برفح الفلسطينية    الإفتاء تكشف فضل يوم النحر ولماذا سمي بيوم الحج الأكبر    مصرع شخصين أثناء التنقيب عن آثار في البحيرة    هانيا الحمامي تتأهل لنصف نهائي بطولة بريطانيا المفتوحة للإسكواش    محافظ كفرالشيخ يتابع جهود الزراعة للمحاصيل الصيفية وندوات توعوية للمزارعين    قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تنظم عددًا من الأنشطة والفعاليات    مسؤول حماية مدنية فى السويس يقدم نصائح لتجنب حرائق الطقس شديد الحرارة    أحكام الأضحية.. ما هي مستحبات الذبح؟    د.أيمن عاشور: سنقوم لأول مرة بمتابعة الخريجين لمعرفة مدى حاجة سوق العمل لكل تخصص    تعديلات قانون الإيجار القديم 2024 للشقق السكنية والمحلات    جامعة طنطا تطلق قافلة تنموية شاملة بمحافظة البحيرة بالتعاون مع 4 جامعات    وزير الصناعة يستعرض مع وزير الزراعة الروسى إنشاء مركز لوجيستى للحبوب فى مصر    المتحدث باسم وزارة الزراعة: تخفيضات تصل ل30% استعدادًا لعيد الأضحى    نتيجة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية 2024 بالاسم "هنا الرابط HERE URL"    استطلاع: غالبية الألمان تحولوا إلى رفض العدوان الإسرائيلي على غزة    "الهجرة": نحرص على المتابعة الدقيقة لتفاصيل النسخة الخامسة من مؤتمر المصريين بالخارج    استبعاد كوبارسي مدافع برشلونة من قائمة إسبانيا في يورو 2024    الأمم المتحدة: شن هجمات على أهداف مدنية يجب أن يكون متناسبا    أوقفوا الانتساب الموجه    تعرف على موعد عزاء المخرج محمد لبيب    كيف تحمي نفسك من مخاطر الفتة إذا كنت من مرضى الكوليسترول؟    الناقد السينمائي خالد محمود يدير ندوة وداعا جوليا بمهرجان جمعية الفيلم غدا    "البحوث الفنية" بالقوات المسلحة توقع بروتوكول مع أكاديمية تكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة    أول تعليق من وسام أبو علي بعد ظهوره الأول مع منتخب فلسطين    مفتى السعودية يحذر من الحج دون تصريح    الأوقاف: افتتاح أول إدارة للدعوة بالعاصمة الإدارية الجديدة قبل نهاية الشهر الجاري    «التعليم العالي»: تحالف جامعات إقليم الدلتا يُطلق قافلة تنموية شاملة لمحافظة البحيرة    وزير الزراعة يعلن فتح اسواق فنزويلا أمام البرتقال المصري    الانتخابات الأوروبية.. هولندا تشهد صراع على السلطة بين اليمين المتطرف ويسار الوسط    ميسي يعترف: ذهبت إلى طبيب نفسي.. ولا أحب رؤيتي    الموسيقات العسكرية تشارك في المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية    "الإفتاء": صيام هذه الأيام في شهر ذي الحجة حرام شرعا    ضبط المتهمين بالشروع في قتل سائق وسرقة مركبته في كفر الشيخ    الأنبا باخوم يترأس قداس اليوم الثالث من تساعية القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر    عضو مجلس الزمالك: يجب إلغاء الدوري في الموسم الحالي.. ومصلحة المنتخب أهم    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في موسم ليفربول    في ذكرى ميلاد محمود مرسي.. تعرف على أهم أعماله الفنية    التعليم العالى: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف QS العالمى لعام 2025    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    محافظ أسوان: طرح كميات من الخراف والعجول البلدية بأسعار مناسبة بمقر الإرشاد الزراعي    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الأردنى بالقاهرة فى حواره مع «الأهرام العربي»: لا نعرف شيئا عن «صفقة القرن»

المشاركون فى الحوار جمال الكشكى محمد زكى محمد هلال ريم عزمى- د.الطيب الصادق - شاهيناز العقباوى - أيمن سمير

حافظوا على «مصر»

نؤيد خطوات الرئيس السيسى من الإنقاذ إلى الإنجاز

إقبال المصريين على الانتخابات الرئاسية رسالة اطمئنان للعالم العلاقات المصرية - الأردنية تتجاوز المصالح المتبادلة

أنا من عشاق القاهرة الخديوية

هدفنا إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية

لا نعرف شيئا عن «صفقة القرن»

استقبلنا المتظاهرين بالعصير بدل الرصاص فلم تسفك نقطة دماء واحدة

الإشراف الهاشمى على المقدسات الفلسطينية ولاية تاريخية

نرفض قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.. وسنقاومه بكل الوسائل الدبلوماسية المتاحة

العلاقة التاريخية بين القيادة والشعب وراء نجاح الأردن فى الطفو فوق الأزمات

الحرب على الإرهاب هى حربنا.. ونؤيد الجيش المصرى فى معركة سيناء 2018


أحد عشر كيلو مترا فقط، هى المسافة التى تفصل بين طابا والعقبة، لتكون بمثابة جسر الجغرافيا الذى يربط بين التاريخ والدم فى الحرب والسلم، مصر والأردن، أو كما وصفها الوزير على العايد، سفير الأردن بالقاهرة بعلاقة «الجسد والقلب»، هذا الوصف الذى لا يكشف فقط عن خصوصية وتاريخية العلاقة بين البلدين الشقيقين، لكنه أيضا يؤكد أن ما بينهما أكبر مما هو إستراتيجى، وأعمق بكثير من بعد المصالح المتبادلة على أهميتها.

ويقف السفير على العايد على فسيفساء تشع بألوان متعددة من الفكر والعطاء، حيث يجمع بين حسم القانونى الفذ، ومرونة الدبلوماسى المرموق، والرؤية الشاملة للإعلامى المتفرد، مما جعله واحدا من أبرز السياسيين فى الأردن والعالم العربى كله القادرين على مواكبة اللحظة الراهنة، بتحدياتها الخطيرة والمتشابكة، والتعاطى معها من منطلق المصلحة العليا لوطنه الأردن، داخل بيته الأكبر «الوطن العربى»، وبالمنطق نفسه لينحاز بشدة إلى الإنسان العربى، ويرى أن الاستثمار فى قدراته هو الطريق الأوحد والأسرع للوثوب بالأمة العربية نحو شاطئ أمانها، وتقدمها، لم تمنع صرامته كرجل قانون، من أن يوظف واقعيته لصالح قضايا وطنه، ولم تجعله واقعيته تحت أى ظرف يقايض على عروبته، وهو ما يعكسه موقفه تجاه القدس، التى تظل بالنسبة له «مفتاح» الأزمة والحل،والذى أوقف كل جهده حتى يراها عاصمة لدولة فلسطين العربية.

فى حوارنا معه، شدد السفير الأردنى بالقاهرة على العايد على الرسالة الأهم للشعب المصرى، والأمة العربية كلها قائلا: «حافظوا على مصر»، مؤكدا أن إقبال المصريين بشدة على صناديق الانتخابات الرئاسية يمثل رسالة طمأنينة للعالم العربى كله، على استمرار شرعية الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى الذى يرى أنه فعل كل ما عليه وانتقل بمصر من مرحلة الإنقاذ إلى الإنجاز، معربا عن دعمه لجيش المصرى فى معركته الشريفة ضد الإرهاب فى العملية سيناء 2018، وكذلك دعمه للجهود المصرية من أجل المصالحة الفلسطينية.

ويأمل السفير على العايد فى مستويات أكثر تطورا للتعاون الاقتصادى مع مصر، بما يواكب العلاقة التاريخية التى تربط الشعبين الشقيقين، وإلى تفاصيل الحوار..

فى ظل الظروف والمتغيرات التى تشهدها المنطقة العربية الآن، تكتسب العلاقات المصرية - الأردنية أهمية خاصة، التى أطلقتم عليها وصف «الجسد والقلب».. كيف ترى هذاالتطور فى العلاقات حاليا؟

حينما أصف مصر بالقلب، فأنا لا أعنى فقط المعنى العاطفى، والحاضر دائما باعتبار مصر قلب الجسد العربى، وفى قلب كل عربى، لكننى أعنى المعنى الإستراتيجى أيضا، من منطلق أن مصر كتاريخ وحضارة ودور وتأثير هى عمق العالم العربى الذى هو بدونها لا يشكل شيئا، تماما كما أن مصر بدون عالمها العربى تفقد محيطها الحيوى، ونحن فى الأردن ندرك أبعاد اللحظة التاريخية التى تحياها آمتنا بعد فترة ما يسمى بالربيع العربى، وكيف كانت قلوبنا مع مصر لحظة بلحظة، التى يعنى استقرارها، استقرارا للأردن التى تعتبرها طوال الوقت الشقيق الأكبر، وأيضا استقرار للعالم العربى كله، هذا الاطمئنان الذى بدأ مع تأييد الأردن لشرعية الإنقاذ بقيادة الرئيس السيسى فى 30 يونيو، وصولا إلى شرعية الإنجاز، الذى تجلى فى إقبال المصريين على صناديق الاقتراع سواء فى بلدهم الثانى الأردن، وغيرها من دول العالم، أم داخل بلدهم مصر، هذا الإقبال الذى يمثل طمأنينة أكبر للعالم العربى على مصر، واستقرارها بالكامل، وهنا أناشد جموع الشعب المصرى الشقيق، حافظوا على مصر، وعلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى تجاوز بمصر مرحلة مخاطر الربيع العربى، ويقودها باقتدار نحو الريادة، وصولا إلى مكانها الطبيعى فى قيادة العالم العربى، وفى هذا استقرار وحفاظ على الوطن العربى كله.

ما انعكاس هذا الانسجام بين البلدين على المشهد العربى؟

العلاقات المصرية الأردنية - نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية البينية، وهو ما ينعكس بوضوح فى الانسجام التام وتوحيد الرؤى المصرية - الأردنية على صعيد القضايا الدولية والإقليمية، وفى شتى المحافل، وهو ما تعكسه بوضوح اللقاءات الثنائية بين جلالة الملك عبدالله عاهل الأردن، وفخامة الرئيس السيسى، رئيس مصر، وكذلك على مستوى المسئولين فى البلدين، هذه العلاقة التى وثقها امتزاج دماء الشعبين الشقيقين معا فى سجلات النضال والبطولات العربية على أرض فلسطين، من هنا نحن نشعر أن مصر والأردن فريق واحد، إلى حد أنه عقب اللقاءات المشتركة بين البلدين، تأتى التعليمات لكلا الجانبين بصيغة واحدة، لذا فهذه العلاقة أبعد من مجرد أجوبة إستراتيجية، وأكبر من أى وصف عاطفى، لكن أستطيع أن أقول إن هذا الانسجام فى الرؤى إلى حد التطابق، وهذا الطرح العربى بلغة واحدة هدفه الأسمى والأهم، هو كيفية الحفاظ على المصالح العليا العربية، من هنا فهذه العلاقة النموذج من المؤكد أنها تصب فى مصلحة الأمن العربى كله، وتنعكس بالإيجاب على العالم العربى كله، فضلا عن تميز وخصوصية هذه العلاقات التى لم تقم أبدا على المصالح المتبادلة، بل على وحدة الهدف والمصير، لذلك كانت دائما وستظل محل اعتزاز البلدين قيادة وشعبا.

هناك عدة ملفات يتعاون فيها البلدان الشقيقان على رأسها ملف القضية الفلسطينية، وأزمة القدس.. ما أبرز تطورات هذا الملف؟

العالم العربى يشهد أزمات كثيرة فى القلب وعلى الأطراف، لكن تبقى القضية الفلسطينية هى الأزمة الأم، والأهم، لهذا تسعى مصر والأردن دائما إلى أن تكون القضية الفلسطينية على رأس أولويات الساحة الدولية، خصوصا فيما يتعلق بمشكلة القدس، على خلفية قرار الرئيس الأمريكى ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، تمهيدا للاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وهناك جهد كبير مصرى - أردنى مشترك فى هذا الملف على صعيد التحرك السياسى والدبلوماسى فى مختلف دوائر صنع القرار المؤثرة إقليميا ودوليا، بهف الاستفادة من المساندة الواسعة من دول العالم كله تقريبا لقضية القدس، وهى السابقة الأولى التى تحظى بها قضية عربية بهذا الإجماع العالمى.

ومن ناحيتنا فنحن فى الأردن ومن داخل البيت العربى، لا نعترف بقرار نقل السفارة الأمريكية القدس، ولا بأية تبعات له، لأن هذا قفز على قرارات الشرعية الدولية، التى جعلت وضع القدس متروكا للمفاوضات النهائية.

ماذا لو تم نقل السفارة الأمريكية للقدس بالفعل خلال الأشهر القليلة المقبلة كما أعلن ترامب؟

سنقوم بالتنسيق مع مصر والأشقاء العرب بالضغط بكل الوسائل الدبلوماسية المتاحة على الولايات المتحدة لإلغاء هذا القرار، وهو ما يجرى بالفعل الآن من خلال اللجنة السداسية التى تقوم باتصالات دولية يوميا من أجل هذا الهدف، استثمارا للمعارضة الدولية حتى من الأوروبيين أنفسهم لهذا القرار.

هل حل الدولتين ما زال قابلا للتنفيذ فى ظل هذا الموقف الأمريكى؟

أعتقد أن حل الدولتين هو الأكثر واقعية فى الوقت الراهن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويمثل هدفا إستراتيجيا لنا فى الأردن بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود ما قبل 67 طبقا للمرجعيات المعروفة وأبرزها مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولن يتحقق ذلك إلا بإطلاق عملية سياسية حقيقية فى إطار زمنى محدد لإنجاز هذا الحل.

كيف ترى مايسمى ب «صفقة القرن» وترتيباتها التى قد تؤثر على الولاية الهاشمية على المقدسات الفلسطينية؟

صفقة القرن بالنسبة لنا فى الأردن مجرد تسمية إعلامية، ولم نطلع عليها، أو يتم إبلاغنا رسميا بأى شىء فى هذا الخصوص، وكما قلت هدفنا فى الأردن، هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية، وهو هدف إستراتيجى لا علاقة له بالولاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى فلسطين، وهى فى العموم ولاية تاريخية.

كيف ترون جهود المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية برعاية مصرية، خصوصا فى ظل محاولات بعض الأطراف الخارجية لإفشال هذه المصالحة؟

ندعم وبكل قوة رسميا وشعبيا الجهود المصرية الراعية للمصالحة الفلسطينية، وبالطبع الجهود المصرية جاءت بعد إبداء الطرفين فتح - وحماس - رغبتهما فى المصالحة، وفيما يخص التدخلات علينا أن نميز بين الجهد المخلص والكبير الذى تم، ويتم الآن من جانب مصر فى رعاية وتوفير كل سبل نجاح المصالحة، وبين النتائج نفسها التى لا يحددها سوى طرفى المصالحة، ومدى إصرارهما على إنجاح هذه الجهود مهما كانت تدخلات طرف هنا أو هناك لإفشالها، وأعتقد أن المستقبل سوف يشهد نجاحا لهذه المصالحة، وهو ما تكشف عنه التصريحات الفلسطينية، وهو ما نأمله جميعا.

بشأن الوضع فى سوريا.. ماذا يعرقل التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة السورية ينهى معاناة الأشقاء فى سوريا ويحفظ وحدة وسلامة أراضيهم؟

موقفنا تجاه الأزمة السورية ينطلق من محددات الأمن القومى الأردنى، فنحن لدينا حدود برية كبيرة مع سوريا، ومن ثم فالخطر بالنسبة لنا على الأبواب، لهذا فمصلحتنا القومية مع استقرار سوريا، لأن هذا يعنى استقرار الأردن، فالجيش الأردنى يقف فى حالة استنفار دائم على مدار الساعة على طول الحدود السورية لمنع مرور الإرهابيين إلى الأردن وحماية حدودنا من أية هجمات، ومنع أى خطر مستقبلى، ومن هذا المنطلق جاءت مشاركة الأردن بصفة مراقب فى محادثات جنيف وآستانا، وموقفنا تجاه الأزمة السورية واضح، وهو الحل السياسى الذى يضمن وحدة وسلامة الأراضى السورية، وندعو دائما إلى أن يكون وقف إطلاق النار فى كل الأراضى السورية وليس فى منطقة على حساب أخرى.

وماذا عن أزمة اللاجئين؟

الأردن كان دائما وما زال ملجأ للأحرار منذ قيام المملكة، حيث استضفنا المناضلين العرب من فلسطين والعراق وسوريا وغيرها، ونحن الآن أكبر دولة فى العالم لديها لاجئين، مقارنة بعدد السكان، وميزانية المملكة تتحمل تكلفة باهظة لاستضافة اللاجئين من سوريا والعراق واليمن، حيث شاركنا الأشقاء الخبز والطعام، ويشكل عدد الاجئين نحو نصف عدد سكان الأردن اليوم البالغ 10 ملايين منهم 5.5 مليون أردنى، وفى المقابل لا تتحمل الجهات المانحة والمنظمات الدولية سوى 30 % فقط من تكلفة اللاجئين، بينما يتحمل الاقتصاد الأردنى 70 %، لهذا نأمل فى سرعة استقرار الأوضاع لإنهاء هذه المشكلة.

فى هذا السياق كيف ترون التدخل الإيرانى فى المنطقة خصوصا أن الملك عبدالله العاهل الأردنى هو أول من أطلق مصطلح «الهلال الشيعى»؟

نقر ابتداء، وبكل أسف، أننا نحن العرب شغلنا أنفسنا بالشأن المحلى، خصوصا عقب ما يسمى «الربيع العربى»، وأنتج هذا فراغا كبيرا، ملأه الآخرون مثل إيران وتركيا وإسرائيل، وهو وضع أدى إلى مخاطر كثيرة، وتدخلات أكثر فى الشأن العربى، ونحن اليوم مطالبون بسرعة تحديد رؤيتنا، وموقفنا، وأولوياتنا تجاه قضايانا العربية، وألا نترك الآخرين يخوضون معاركنا نيابة عنا، وفى كل الأحوال التدخلات الإيرانية والخارجية عموما فى الشأن العربى مرفوضة.

باعتباركم المندوب الدائم للأردن فى جامعة الدول العربية.. ما تقييمكم لدور الجامعة فى هذه الفترة بالغة الخطورة من عمر الأمة.. وكيف ترون هذا الدور مستقبلا؟

جامعة الدول العربية هى الكيان العربى الوحيد الآن القادر على جمع كل الدول العربية، ولا بديل عنه حتى الآن، وواجبنا أن نسعى كعرب لتقوية هذه المؤسسة العربية، وزيادة تأثيرها باعتبارها تمثلنا جميعا بعيدا عن أية استقطابات أو تكتلات، ولن يحدث هذا إلا بجهد حقيقى يسفر عن مواقف مشتركة توحد الرؤى والأهداف، وأنا شخصيا من أنصار التركيز على المسار الاقتصادى من خلال مشاريع اقتصادية كبرى تجمع الدول العربية، ويشعر بها المواطن العربى، لتكون البداية الصحيحة للتكامل العربى.

أعلنتم عن استعداد الأردن لاستضافة حوار عربى بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة العربية.. ما أهداف هذا الحوار؟

هدفنا من استضافة هذا الحوار الذى ما زال فى مرحلة الطرح الأولى، هو الوصول إلى تعريف وتوصيف عربى موحد، لما يواجه وطننا العربى من تحديات فى هذه المرحلة، وصولا إلى وضع آليات مواجهتها بفاعلية وواقعية، ونأمل أن تسفر القمة العربية المقبلة فى الرياض عن معطيات ومخرجات تحقق الرؤية العربية الموحدة، ومن ثم اللغة الموحدة، لمواجهة التحديات الخطيرة وعلى رأسها ملف الإرهاب.

فيما يتعلق بملف الإرهاب.. كيف ترون العملية الشاملة سيناء 2018؟

الإرهاب هو الآفة التى تفتك بمجتمعاتنا العربية، وتجب مواجهتها بكل حزم عسكريا وأمنيا وسياسيا وفكريا وإعلاميا، بتنسيق تام بين الدول العربية، ونحن تعرضنا لهجمات إرهابية مثل ما حدث فى قلعة الكرك، وأعتقد أن معظم الأقطار العربية عانت بشكل أو بآخر من خطر الإرهاب الظلامى.. ولهذا وكما قال جلالة الملك عبد الله «الحرب على الإرهاب حربنا»، ومن هذا المنطلق نثمن غالبا ما يقوم به جنود جيش مصر البواسل من عمليات تطهير لسيناء من الجماعات الإرهابية، تلك الحرب الشرسة التى تخوضها مصر بكل بسالة، وهناك تنسيق تام بين الأردن ومصر على الصعيد الأمنى فى هذا الملف الخطير.

تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين نشاطا كبيرا مع انعقاد اللجنة العليا المشتركة التى تعد الأقدم والأكثر دورية بين اللجان العربية .. ما أحدث المعطيات فى هذا الشأن؟

منذ تشرفت بالعمل سفيرا بالقاهرة، ولدى مهمة أساسية هى تفعيل التعاون الاقتصادى فى مختلف المجالات بين البلدين، فأنا أعترف بأننى سياسيا من أكثر السفراء راحة وهدوءا، نظرا للتوافق التام بين الرؤى السياسية للبلدين، لذا أضع الشأن الاقتصادى على رأس أولوياتى، وهدفنا فى هذه المرحلة هو تقوية العلاقات مع القطاع الخاص فى كلا البلدين، ومن المتوقع عقد مؤتمر اقتصادى مشترك، لتحفيز القطاع الخاص، بحيث يتم تجميع القدرات الاستثمارية طبقا لنظام القطاعات لإحداث التنسيق والتكامل، وأيضا نسعى إلى تأسيس مجلس أعمال مصرى أردنى مشترك، وجمعية صداقة أردنية مصرية، وبصراحة تامة أؤكد أن المواطن سواء فى مصر أم الأردن لن يشعر بمحصلة الجهود الرسمية، ما لم تكن هناك مشروعات اقتصادية يشعر بنتائجها، وعلينا أن نعترف بأن مستوى التبادل التجارى بين مصر والأردن أقل بكثير من طموحات البلدين، فهو يدور حول 600 مليون دولار سنويا، وهو وضع نأمل بتعديله فى المستقبل القريب، وفيما يتعلق بالجديد فهناك طرح بين رئيسى وزراء البلدين لإنشاء مركز لوجستى مشترك للمشاركة فى إعمار العراق وسوريا، وهى خطوة مهمة على صعيد تطوير التعاون الاقتصادى.

هناك مجالات كثيرة للتعاون المشترك بين مصر والأردن فى مقدمتها مجال الطاقة والكهرباء والغاز، ما أبرز تطورات هذا التعاون؟

بالفعل هناك تعاون وثيق بين البلدين فى قطاع الطاقة، حيث تم توقيع مذكرات تفاهم لإنشاء شركة متخصصة تعمل فى مجال الغاز الطبيعى، كما أننا نستفيد من الخبرات المصرية فى مشروع توصيل الغاز للمنازل بالمدن والقرى الأردنية، فضلا عن وجود مشروع ضخم لزيادة قدرات الربط الكهربائى، ويجرى إعداد دراسات جدوى لزيادة قدرات خط الربط الكهربائى الأول بين مصر والأردن، ودراسة إنشاء خط ربط جديد بين البلدين، كذلك نتعاون فى مجال تحسين كفاءة الطاقة، ومجال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. وبصفة عامة يعد مجال الطاقة من أنجح صور التعاون بين البلدين، وعلى الصعيد العربى، وهو مجال يلمسه المواطن مباشرة، فالمواطن الأردنى الذى يضىء منزله بكهرباء مصرية، ويشعل موقده بغاز مصرى، يستشعر فورا وفى كل لحظة أهمية هذا التكامل، ومن هنا أعتقد أن البدء بقطاع الطاقة يمكن أن يكون أرضية عربية مشتركة وناجحة لتكامل اقتصادى شامل فى بقية المجالات.

وماذا عن مجال السياحة والنقل؟

هو مجال آخر واعد للتعاون بين البلدين، وكان هناك مشروع للربط بين المغطس، وهو مكان تعميد السيد المسيح بالأردن، ومسار رحلة العائلة المقدسة مصر، فى برنامج واحد متكامل لتنشيط السياحة الدينية، وعموما فى زيارتى الأخيرة إلى الأقصر أسعدنى جدا هذا الثراء الأثرى الكبير، ومصر تمتلك أكثر من نصف آثار العالم ولديها منتج سياحى متنوع، أيضا لدينا فى الأردن أكثر من ثلاثة آلاف موقع أثرى ومزار سياحى، فضلا عن التميز فى مجالات السياحة الدينية والعلاجية، وكلها تمثل فرصة كبرى لزيادة مدخلات السياحة بين البلدين، خصوصا فى ظل التقارب الثقافى واللغوى والجغرافى بين الشعبين.

على صعيد النقل، فمنذ تأسيس شركة الجسر العربى بين مصر والأردن والعراق، وحركة التنقل بين مصر والأردن مستمرة يوميا، وبشكل أسهم فى دفع التنمية وتسهيل حركة العمالة، ونأمل فى المستقبل تطوير مجال النقل بحريا وجويا وبريا، والذى يصب فى مصلحة التطور الاقتصادى للبلدين.

هناك أكثر من مليون مصرى يعملون فى الأردن، ويحظون بكل الرعاية، لكن ماذا عن قوانين توفيق العمالة وما تثيره أحيانا من مشاكل؟

بالفعل لدينا نحو مليون و300 ألف مصرى يعملون فى مختلف المجالات، ونحن نعاملهم فى الأردن باعتبارهم مواطنين، ونذلل أية عقبات تواجههم، كما نقدم لهم كل أشكال الدعم والمساندة، ومصر حاضرة فى تفاصيل الحياة اليومية للمواطن الأردنى منذ استيقاظه صباحا على صوت مشاهير قراء القرآن الكريم، أو استماعه فى ساعات يومه بأشهر الأغنيات المصرية، أو مشاهدته للمسلسلات والأفلام، فضلا عن أنه يتعامل فى المزارع والسوبر ماركت والمدارس وعيادات الأطباء مع مصريين، لذا فالمصريون ليسوا مجرد عمالة، ولكنهم أشقاء، وفيما يخص توفيق الأوضاع فالعامل المصرى يخضع لذات القانون الذى يخضع له الأردنى، لا فرق بينهما، والذى يحكمها قانون عمل واحد.

كيف استطاعت المملكة الأردنية الطفو فوق الأزمات وسط محيط شديد الالتهاب والمخاطر؟

السر يكمن فى العلاقة التاريخية بين القيادة والشعب، تلك العلاقة التى تأصلت منذ القدم على الانتماء للأردن قبل أى شىء، والحرص على مقدراته من كل الأطراف والفئات مهما كانت الاختلافات، وعلينا أن نتذكر أن بناء الدولة الأردنية هو بناء إصلاحى فى الأساس، وهذا النهج الإصلاحى هو الذى أسفر عن تغيير نحو 30 ٪ من مواد الدستور بأمر الملك عبدالله، فقطعنا الطريق على أية مزايدات من هنا أو هناك، وفى المظاهرات القليلة التى حدثت بعد ما يسمى «الربيع العربى» لم تسفك نقطة دماء أردنية واحدة، بل إن الشرطة الأردنية استقبلت المتظاهرين بالعصير والورود بدلا من الرصاص، وفوتت أية فرصة للاستفزاز، مما جعل أغلبية المتظاهرين لا يقبلون المساس ببلدهم.

يوصف الأردن بأنه دولة بلا موارد وبلا مشاكل كيف؟

نحن لسنا دولة نفطية مثلا، ومواردنا الطبيعية محدودة، لكننا ركزنا على الاستثمار فى أغلى مورد وهو الإنسان الأردنى، الذى اشتغل على تطوير نفسه، فضلا عن أن العقل الجمعى الأردنى يتشابه مع نظيره المصرى فى التركيز على تعليم الأبناء مهما كانت التكلفة باعتباره الاستثمار الأوحد فى المستقبل.

ما فلسفة التعليم بالأردن؟

قمنا بزيادة المدارس والجامعات على المستوى الجغرافى، لكن اخترنا تعليما يرتبط باحتياجات الناس ومواكبة تحديات العصر، مع إيمان عميق من كل الأطراف بأنه لا تطور للأردن إلا بالتعليم، وكانت البداية بوضع تصور شامل لتخصصات التعليم الجامعى المطلوبة بالفعل بعيدا عن سياسة الكم، كما استفدنا من عدة تجارب تعليمية ناجحة دوليا، انتقينا منها ما يناسب المجتمع الأردنى، وقد انعكس هذا على معدل دخل الفرد الأردنى والمؤشر الاقتصادى، حيث انخفض معدل البطالة، كذلك لا توجد لدينا أمية تقريبا، وزادت فرص الشباب الأردنى للعمل فى الخارج، يضاف إلى هذا عامل مهم هو، أننا أجدنا تأهيل المعلم والاهتمام به وتكريمه، باعتباره أساس نجاح أية عملية تعليمية.

ماذا تعلمت من جلالة الملك عبد الله الثانى؟

كما قلت فإن العلاقة بين جلالة الملك عبد الله الثانى وشعبه تاريخية وممتدة، وقد تعلمت من جلالة الملك كيف تعمل لبلدك، وتحافظ على مصالحها دون أن تنتظر شيئاً.
عملت نائبا للسفير بواشنطن وسفيرا للأردن لدى إسرائيل، ثم سفيرا للمملكة فى القاهرة.. ماذا استفدت من كل هذه التجارب؟
هذه الدوائر الثلاث فى غاية الأهمية كل فى محيطه على صعيد اتخاذ القرار.. وقد استفدت منها معرفة كيف تدار الأمور خارج بلادى الأردن، وكيف أستطيع المحافظة على مصالح بلدى الأردن ووطنى العربى.

وماذا تحب من تفاصيل الحياة اليومية بها؟

أحب فى أوقات فراغى التجوال داخل القاهرة الخديوية، لأستمتع بالطراز المعمارى الرائع بفنونها الخلابة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.