أكدت آمنة خميس الناخي مدير عام بحكومة الشارقة أن الشباب الإماراتي يتصدر قمة هرم اهتمامات الدولة، والتي تتضافر جهود مؤسساتها لتولي قضاياه عناية خاصة، لاسيما وأنه يمثل شريحة رئيسية في التنمية والتطور القائم على الاستثمار في الموارد البشرية في المقام الأول. جاء ذلك في الورقة البحثية التي قدمتها آمنة الناخي خلال المؤتمر السنوي الذي تنظمه كلية الآداب جامعة عين شمس بالتعاون مع كلية دار العلوم بجامعة الفيوم بعنوان "الشباب وصناعة المستقبل" لاستعراض تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة تجربتها الرائدة في تمكين شبابها لتولي المناصب القيادية الأولى. وقالت إن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية اعتبر "التعليم القائم على التميز والإبداع والابتكار ضماناً للاستقرار السياسي والإنماء الاقتصادي، والإثراء الأكاديمي والتكنولوجي؛ وبالتالي تعزيز التنمية الاجتماعية المتوازنة والتقدم الثقافي والازدهار الشامل، وأنّ التنمية المستدامة لا تتحقق إلا من خلال الاستثمار في العقول الموهوبة والمبدعة". وأشارت إلي أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، جاءت لتؤكد على أن المستقبل والأمل مرهون بالشباب، حيث قال أثناء اجتماعه مع الطلبة: "الرهان عليكم أنتم؛ فأنتم الأمل و المستقبل، ولدينا إيمان بأن التقدم في هذه الدولة لن يتم الا بكم، فأنتم جيل مهمة، بلادكم تتشرف بكم ونريد أن ننافس بكم العالم". وأضافت أنه انطلاقاً من الرؤية الحكيمة للقيادة والنظرة الواعدة لجيل الشباب اتخذت دولة الإمارات العديد من المبادرات والقرارات التي مكّنت الشباب من الاندماج والتأثير في كافة مراحل اتخاذ القرار، خصوصاً وأن نسبة كبيرة من عدد سكان الإمارات هم من جيل الشباب الذي هو مستقبل الأمة. تمكين المرأة الإماراتية الشابة قالت آمنة الناخي في كلمتها أنه حرصاً من دولة الإمارات على أن تكون سباقة في جميع الميادين فقد بادرت إلى تمكين المرأة ومساندتها وبرهنت على ذلك بالفعل لا بالقول، فمكنتها من تولي مناصب قيادية رفيعة وصلت إلى مستوى وزير وبمجرد نجاح هذه التجربة حرصت الدولة على زيادة عددهنّ ضمن مجلس الوزراء حتى وصل العدد إلى تسع وزيرات، وهذا الرقم من القيادات النسائية يفوق عدد نظيراتهن في البيت الأبيض. وأشارت إلى أن أبرز منابر تمكين جيل الشباب واهتمام الدولة بهم تخصيص وزارة لشؤون الشباب بقيادة أصغر وزير سناً في العالم (شما المزروعي، 22 عاماً حين توليها المنصب في 2017)، وتجلى حرص دولة الإمارات على الفوز بالأولوية، أوجدت وزارة ليس لها مثيل في العالم، من أجل دعم الابتكار والإبداع وتوفير فرص العمل المستقبلي لجيل الشباب ألا وهي وزارة الذكاء الاصطناعي، وكلفت أحد شبابها المتميزين بتولي شؤونها (عمر بن سلطان العلماء، 28 عاماً). أمثلة ونماذج من تمكين الدولة للشباب وذكرت الناخي أنه مع تركيز الدولة على جيل الشباب فإنها لا تنس دعم وتمكين المتميزين منهم؛ علياء المنصوري فتاة إماراتية متعددة المواهب في الخامسة عشر من عمرها، فازت بأول مسابقة لأبحاث الجينات والفضاء التي نظمتها وكالة ناسا الأمريكية وحازت على الجائزة نتيجة لأبحاثها المتعلقة بتأثير انعدام الجاذبية على البروتينات في خلايا جسم الإنسان ونتيجة لجدها واجتهادها حظيت بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حيث حدثته عن رغبتها في أن تكون أول من يذهب إلى المريخ عبر مسبار الأمل ضمن فريق وكالة الإمارات للفضاء، وعلى صعيد آخر، فقد أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن إطلاق قمر الياه سات (الياه 3) يوم الجمعة 26 يناير 2018 والذي كان للمهندسين الإماراتيين دورٌ بارزٌ في الإشراف على تطويره، ويشكل هذا الإطلاق إنجاز إماراتي عالمي يخدم التقدم الحضاري، ومساهمة من دولة الإمارات في تسهيل حياة شعوب العالم وتواصلهم. وأضافت أنه هناك مبادرات تهدف إلى دعم الشباب في شتى مجالات المهارات والابتكارات كما أن هناك وضع إطار تنظيمي لرعاية الشباب من خلال مجالس الشباب والمبادرات الكثيرة التي تهدف إلى انخراط جيل الشباب في تطوير وتنمية البلاد. الشباب والمستقبل وأشارت إلى أن نظرة القيادة الحكيمة بعيدة المدى جعلتها تفكر وتخطط حتى العام 2071 الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، متوقعة أنه بحلول عام 2020 تكون دولة الإمارات قد أنجزت استراتيجية التعليم 2020، واستراتيجية دبي للسياحة 2020، ومشروع مسار 2020. وفي ذلك العام سوف تنتهي الدولة كذلك من بناء برج خور دبي، أطول برج في العالم، وتستضيف معرض أكسبو 2020 كما تعتزم دولة الإمارات بحلول عام 2021 تحقيق رؤية الإمارات 2021، والتي تهدف لأن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد في عام 2021 كما ستحقق الدولة الاستراتيجية الوطنية للإبداع، وخطة دبي 2021، واستراتيجية الصحة في دبي 2021، ورؤية الشارقة السياحية 2021، ورؤية عجمان 2021. وأضافت أن الفترة من 2021 إلي 2030 ستزخر بالعديد من الإنجازات التي تعتزم دولة الإمارات تحقيقها وتشمل هذه الإنجازات رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، والرؤية البيئية 2030 (أبوظبي)، وخطة أبوظبي 2030، واستراتيجية إدارة حركة التنقل لإمارة أبوظبي، وخطة النقل البري الشاملة (أبوظبي)، واستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي الحركة، واستراتيجية دبي الصناعية 2030، واستراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، وأجندة الأممالمتحدة 2030. وأوضحت أنه بنهاية 2117 تكون دولة الإمارات قد حققت بناء مدينة سكنية على كوكب المريخ من خلال "مشروع المريخ 2117"، والذي سيتحقق بحلول عام 2117 وستحقق الدولة بحلول عام 2071 رؤية "مئوية الإمارات 2071 "، والتي تشكل خريطة واضحة للعمل الحكومي الطويل المدى، لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة كما ستحقق الدولة كذلك استراتيجية دبي للطاقة النظيفة، والتي تهدف لإنتاج 75 في المائة من احتياجات دبي من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050 وبحلول عام 2040، تكون دولة الإمارات قد حققت خطة الفجيرة 2040، والتي تركز على تعزيز قطاعات الإسكان والنقل ومرافق البنية التحتية.