بالأمس الثلاثاء 11 سبتمبر 1609 لم تكن فقط ذكرى أحداث سبتمبر الأليمة التى دمر فيها برجى التجارة فى نيويورك، لكن أيضا إعلان أمر طرد المسلمين من مدينة ضد فالنسيا و بداية طرد جميع بالمسلمين من اسبانيا! منذ عام 1492 حتى عام 1614 شهدنا إنسحاب المسلمين من الأندلس..لكن ذكراه ظلت متجددة دوما..وسعت شبكات التواصل الإجتماعى إلى إعادة تنشيط ذاكرتنا. فهناك مجموعات إسلامية على فيسبوك تضع الصور والكلمات المؤثرة فى وجداننا وتربطها بالثورات، وأعداد المعجبين بها يتدرج من العشرات والمئات إلى الآلاف بل تتعدى المليون فى أحيان، وبمناسبة مرور 520 سنة على ذكرى سقوط غرناطة فى شهر يناير 1492-آخر معاقل الأندلس الاسلامية فى أيدى القشتاليين وبه إكتملت حروب "الإسترداد"-تم ربطه بما يجرى حاليا من تحديات تواجه العرب والمسلمين.تعطى المجموعات نبذة عما مضى وتبث الحماس فى الشباب كى يبقى متيقظا للمؤامرات الغربية! مثل مجموعة "الأندلس"التى تضم أكثر من مائة ألف مشترك وتستخدم شعار بنى الأحمر"لا غالب إلا الله"، وتعرف نفسها قائلة "هذه الصفحة تتدوّن حول الأندلس والتاريخ الإسلامي فقط، لكنها في الأزمات تستحي أن تتكلم إلا عن الثائر والمناضل والشهيد .. نستميحكم عذراً".وتضع فيديوهات وصورا عن الحضارة الإسلامية عموما وعن غرناطة خصوصا. ومجموعة إسمها بالانجليزية "آيام إيه موزلم" أو "أنا مسلم"، التى كتبت خلال شهر أغسطس/آب تعليقا على لوحة زيتية إسمها"المرتدون المسلمون فى غرناطة" للفنان الإنجليزى المحب لأجواء الشرق إدوين لونجسدن تعود لعام 1873، تقول فيه:"أقصى ما تعرض له مسلمو الأندلس.. فرض التنصير عليه وتعميدهم قصراً.. أو الطرد والتنكيل والقتل والتعذيب..لوحة قاسية لمشهد قاسي عرف في الأندلس بعد تسليم غرناطة". كماإختارت فى بداية العام صورة للبروفايل تربط الأندلس بفلسطين مكتوب عليها"من1492 إلى 2012-520عاما ختام ربيعنا العبور إلى العدوة والصلاة تحت قبة الصخرة". وعلى مجموعة أخرى بعنوان"لا لتشويه الإسلاميين إنشرها بقدر كرهك للتدليس والتحريف والإجتزاء"، التى قدمت باقة من التدوينات اتحكى تاريخ الأندلس, وصورة تحمل رسما لمبانى تحمل لمسات العمارة الأندلسية، كتب عليها "الحديث عن الأندلس ليس رفاهية بل إنتماء وحفظ هوية", وصورة فوتوغرافية تصور إحتفالات لبعض الاسبان، مرتدين زى محاكم التفتيش ويحتفلون بذكرى سقوط الأندلس من كل عام!بالإضافة للوحات قديمة تسجل مشاهد من هذه الفترات. ومجموعة"العائلات الأندلسية فى المغرب"، ومجموعة إسمها بالانجليزية"لاتينوس موزلم روتس"أى"اللاتينيون من أصول مسلمة". نتذكر اللوحة المهيبة والشهيرة " الملك بوأبديل: إنفصال عن غرناطة" للفنان ألفريد دياندانك التى رسمها عام 1882والموجودة فى متحف أورسيه بباريس، نرى الملك أبو عبد الله محمد الصغير ممتطيا جواده وهو ينظر خلفه، ونذكر الكلمة الشهيرة التى أنبته بها والدته قائلة"" إبكِ كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال".وهو آخر ملوك الأندلس الذى سلم المدينة للملك فيردناند الخامس ملك آارجون, وزوجته إيزابيلا ملكة قشتالة. وصور الفيلم "غزو الفردوس:1492" للمخرج الانجليزى المتميز ريدلى سكوت هذه اللقطة أيضا، دخول الملكة إيزابيلا لغرناطة وطرد المسلمين وإنهيار حضارة!ثم الاستعداد فى نفس اللحظة لغزو آراض جديدة, عندما إكتشف كريستوفر كولومبوس الشواطىء الأمريكية بدعم من الاسبان، والفظائع التى أرتكبت من أجل الحصول على ذهب السكان الأصليين.وأثناء عرض فيلمه"الذهب الأسود" وتدو أحداثه فى جزيرة العرب، فى الدورة الأخيرة من مهرجان الدوحة فى نوفمبر/آيار الماضى، وفى تصريحات مدوية قال النجم الاسبانى أنطونيو بانديراس:"أنا واثق أنى أحمل دماء عربية"!وأضاف"الثقافة العربية هى إرثى"!