"البرازيل أصبحت قوة عالمية -وقد لا يدرك البرازيليون ذلك تماما- فقد نمي اقتصادها وأهميتها السياسية وقدرتها علي التأثير علي الصعيد الدولي، وبالتالي آمل أن تواصل المشاركة في الجهود المبذولة من أجل التسوية في الشرق الأوسط". هكذا أكد الإيطالي فيليبو جراندي، المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) في مقابلة مع وكالة إنتر بريس، أضاف فيها أن البرازيل لديها علاقات تقليدية مع الشرق الأوسط بفضل مجتمعاتها العربية. وعن مساعدات البرازيل للاجئين الفلسطنيين، شدد علي أنها اكتسب خبرة هامة في مجال حل مشاكل الأحياء الفقيرة وخاصة المزدحمة في ريو دي جانيرو، ويمكن اقتباس بعض جوانبها في خدمة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. ودعا "جراندي" البرازيل لأن تكون أول دولة أمريكية لاتينية وأول دولة عضو في مجموعة "بريكس" -البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- في الإنضمام إلي لجنة أونروا الاستشارية. ويذكر أن التبرعات البرازيلية السنوية للأونروا قد ارتفعت من أقل من مليون دولار سنويا حتى نهاية العام الماضي، لتصبح اليوم 7,5 مليون دولار؛ مما يجعل من البرازيل أكبر دولة مانحة للأونروا من بين دول أمريكا اللاتينية، والدولة المانحة الأكبر من بين دول مجموعة "بريكس". وأعرب "جراندي" عن الإمتنان لحكومة البرازيل وشعبها "الذين أبدوا سخاء منقطعا في تقديم الدعم للأونروا ولحوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني نقوم على خدمتهم في الشرق الأوسط في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة". وبسؤاله عن مدي تأثر الأزمة المالية العالمية علي ميزانية الأونروا التي تعتمد على التبرعات الدولية، أجاب أن أونروا تنفق حوالي 1،200 مليون دولار سنويا تخصصها لأداء مهامها الأساسية: التعليم، والصحة، والتخفيف من حدة الفقر. وأضاف أن الميزانية الحالية تسجل نقصا في التمويل يتراوح بين10 و 20 في المئة. وأفاد أن المساهمات المالية للوكالة مستقرة عامة، في حين تراجعت مساهمات بعض الجهات المانحة وخاصة كندا وبعض الدول الأوروبية، مقابل نمو غيرها مثل بريطانيا وأستراليا والبرازيل، مما يحفظ التوازن إلي حد كبير.. لكن المشكلة هي أن احتياجات الدول الفقيرة تنمو، في حين لا ترتفع التبرعات بنفس المعدل. كما قال إن عدد اللاجئين (الفلسطينيين) يتزايد بمعدل ثلاثة في المئة سنويا، وأن الكثير من أعمال الوكالة تنطوي علي تكاليف تضخمية. ثم شرح أن أونروا تقوم بإدارة وتشغيل ما يقارب من 700 مدرسة في مختلف مناطق الشرق الأوسط تعمل على توفير التعليم لنصف مليون طفل يوميا، وتكاليف دعم هذه العملية آخذة في الازدياد.. فلدينا 4.8 لاجئ في لبنان وسوريا والأردن والأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل. وذكّر بأن أونروا تقدم خدماتها في تلك المنطقة وحدها، وأن أكبر عدد للاجئين الفلسطنيين يوجد في الأردن بمليوني نسمة، وسوريا بحوالي 500 ألف. وفيما يتعلق بوضع اللاجئين في سوريا، أكد جراندي أن الأمور تزداد سوءا لأن الصراع أصبح كبيرا جدا وواسع النطاق، مما يؤثر على المدنيين سواء المواطنين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين أو العراقيين... لقد فر العديد من السوريين، ونعتقد أن حوالي 3.000 فلسطيني قد ذهبوا أيضا إلى لبنان والأردن. وعن الحالة العامة للفلسطينيين الذين يعيشون في الشرق الأوسط تحت حماية أونروا، قال "ذلك يعتمد على مكان وجودهم". فالحالة "في قطاع غزة صعبة جدا في ظل الحصار الإسرائيلي.. وفي الضفة الغربية هناك مشاكل بسبب توسيع المستوطنات اليهودية.. وفي لبنان هناك مشاكل في مجال حقوق الإنسان، حيث يفتقر بعض الفلسطينيين إلى الحقوق الأساسية للاجئين". "لكن المشكلة الأساسية هي أنهم يظلوا لاجئون ولا يوجد حل سياسي لوضعهم. إنهم اللاجئون الذين فروا في عام 1948 والذين تزايدت أعدادهم بفضل ذريتهم"، وفقا للمفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى. ودعا جراندي البرازيل للإنضمام إلي لجنة أونروا الاستشارية المكونة من 25 دولة عضو وثلاث دول مراقبة. وشرح أن على الحكومة البرازيلية أن تتقدم بطلب للعضوية للجمعية العامة للأمم المتحدة لإقراره. "الممارسة تشير إلى أن تساهم الدولة بمبلغ 15 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات. ولقد ساهمت البرازيل بالفعل 7.5 مليون في العام ونصف العام الماضيين". وأفاد أنه اقترح علي وزير الخارجية البرازيلي أن تتطلع بلاده لعضوية اللجنة الاستشارية لوكالة أونروا، وكان جوابه أن البرازيل مهتمة بذلك ولكن يجب تحليل التبعات المالية.