ماركات شهيرة الممول الأول للقاعدة فى بلاد المغرب العربى تستخدم نحو 15 منظمة إرهابية فى جميع أنحاء العالم بشكل منتظم عمليات تهريب السجائر لتمويل نفسها مثل حركة طالبان الباكستانية والقاعدة فى المغرب وداعش. وهناك أسباب عديدة شجعت المنظمات الإرهابية لتهريب التبغ لزيادة تمويلها منها، أن السجائر تعتبر من المنتجات سهلة النقل والتخلص منها، وأنه يسهل تزوير الأوراق الخاصة بتهريب السجائر قبيل بيعها، هذا بخلاف الارباح الناتجة عن تهريب السجائر عالية جدا مقارنة بكم المخاطر المحدود جدا الناتج عن هذا التهريب.
وفق الدراسة التى نشرها مركز تحليل الإرهاب الذى يقع مقره الرئيسى فى فرنسا أن الاتجار فى السجائر يمثل أكثر من 20 ٪ من مصادر تمويل المنظمات الإرهابية التى تم تحديدها فى 75 دراسة قانونية دولية بهدف إعلاء الحقائق وكشف مصادر تمويل الإرهاب منذ عام 2001. وتستند هذه النتائج إلى دراسة تفصيلية وبالأسماء للحالات المحددة الواردة فى هذا التقرير الذى تغطى نتائجه التطورات حتى مارس 2015.
فى عام 2004 أدين أحمد عارف وأربعة من شركائه بتهمة غسيل الأموال وتهريب السجائر لتمويل سفر ستة أمريكيين من أصل يمنى من مدينة بافلو بولاية نيويورك إلى معسكرات تدريب القاعدة فى أفغانستان عام 2001. كشفت التحقيقات عن أن عارف قدم 14 ألف دولار إلى الجهاديين الستة، وقد صدر ضده حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات.
مختار بلمختار / القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى / المرابطون منذ مطلع التسعينيات وأسلاف تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى خصوصا الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال، يديرون شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات والسجائر والسيارات وذلك لتمويل أفرادهم وجماعتهم. ومما ساعد على سهولة عمليات التهريب، هو هشاشة الحدود بين كل من الجزائر ومالى وموريتانيا والنيجر. وبشكل تقليدى تسيطر قبائل شمال مالى على عمليات التهريب الواقعة فى منطقة الساحل الإفريقي. وبسبب العلاقات القوية التى تربطهم فى الجزائر بما فى ذلك مخيمات اللاجئين فى مالى طورت هذه القبائل من شبكات تهريب الأسلحة والسجائر منذ السبعينيات.
خالد أبو العباس والملقب بمختار بلمختار.. زعيم جماعة المرابطين، والقائد السابق للقاعدة فى المغرب، وهو المسئول عن عملية احتجاز الرهائن الشهيرة التى وقعت فى أميناس بالجزائر فى يناير ، كما أنه المسئول عن تفجير باماكو يوم 7 مارس عام 2015، وقد اقترب بلمختار فى التسعينيات من التجار العرب فى تلسمان بهدف تطوير شبكة التهريب الخاصة به، كما تزوج العديد من نساء القبائل هناك لضمان بقائه. تدريجيا بدأ السيطرة على المنطقة الرئيسية لعمليات التهريب فى منطقة شمال مالى، وفى عام 2011 شهد أحد أعضاء كتيبته لدى القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى بأنه يسيطر على حركة التهريب الإقليمية، وعندما سئل من قبل القاضى الجزائرى أقر بأن الأرباح الناتجة عن الاتجار بالأسلحة والسجائر والسيارات، بالإضافة إلى التمويل الذى جاء عام 2008 نتيجة الحصول على الأموال لفدية الرهائن سمحت لجماعته بالحصول على المعدات العسكرية ووسائل النقل والاتصالات وكذلك مكونات القنابل والمتفجرات.
أعلنت “داعش” أنها ضد استهلاك التبغ حتى إن المنظمة أخذت تبث العديد من أشرطة الفيديو التى تبين تدمير مخزون السجائر المضبوطة وكذلك تنفيذ الأحكام علنا فى مستهلكيه. غير أن الاتجار بجميع أنواعه يزدهر فى المناطق الخاضعة للسيطرة الجهادية على الحدود التركية السورية، وقد ذكرت المصادر الرسمية أن التهريب زاد مرتين للسجائر منذ بداية الحرب وأربع مرات للنفط وستاً للهواتف النقالة، وبالمثل لوحظ تهريب السجائر عند الحدود بين كردستان والمناطق الواقعة تحت سيطرة داعش فى العراق. وقد أعرب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2199 لعام 2015 بشأن تمويل الإرهاب، الذى صدر فى فبراير 2015 عن قلقه إزاء هشاشة الحدود الإقليمية التى يمكن أن تشجع هذا الاتجار.