جاء رد فعل جامعة الدول العربية للضربة العسكرية التى وجهتها الولاياتالمتحدةالأمريكية أخيرا لمطار الشعيرات السورى، ليؤكد عجز الجامعة عن لعب أى دور فى قضايا المنطقة قولا وفعلا. واكتفت الجامعة فى رد فعلها بتصريحات لأمينها العام د. أحمد أبو الغيط حذر فيها من «التصعيد الخطير» الذى تشهده سوريا بعد الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات فى سوريا، وقال: إن «الجامعة العربية ترفض أن تسعى قوى إقليمية ودولية للتموضع السياسى على جثث أبناء سوريا أو على حساب سيادتها ووحدة أراضيها.. رد فعل جامعة الدول العربية يؤكد عجزها التام عن إدارة شئون قضايا المنطقة أو حتى اتخاذ أى تحرك ولو فى حدود.... فحدث كهذا هو بمعايير القانون الدولى عدوان أمريكى على سيادة دولة عربية – مع تأكيدنا على رفض أى اعتداء على المدنيين والأبرياء مهما كان وأيا كانت الجهة التى تقف وراءه - لم يأت تحت أى غطاء للشرعية الدولية، وكان يستدعى اجتماعا طارئا لمجلس الجامعة سواء على مستوى وزراء الخارجية العرب أم حتى على مستوى المندوبين الدائمين ... بل إن ردود فعل الدول العربية جاءت متناقضة فيما بينها، ففيما أيدت دول عربية الضربة جاء رد الفعل المصرى متوازنا، إذ أكد أهمية تجنيب سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة حفاظا على سلامة شعوبها، ورأت مصر ضرورة سرعة العمل على إنهاء الصراع العسكرى فى سوريا حفاظا على أرواح الشعب السورى الشقيق ومقدراته، وذلك من خلال التزام جميع الأطراف السورية بالوقف الفورى لإطلاق النار، والعودة إلى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة. ودعت مصر، كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا الاتحادية، إلى التحرك الفاعل على أساس مقررات الشرعية الدولية، وما تتحلى به الدولتان من قدرات، لاحتواء أوجه الصراع والتوصل إلى حل شامل ونهائى للأزمة السورية التى تفاقمت على مدار السنوات الست الماضية، وتكلفتها الباهظة فى الأرواح، وتشريد المواطنين السوريين واتساع رقعة التدمير. أيمن الصفدي، وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني، الذى ترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية، أكد أن الأزمة السورية دولت بشكل بات من المستحيل حلها من دون حوار أمريكى - روسي، لافتا النظر إلى أن هناك لقاء قريبا ما بين وزيرى خارجية البلدين فى موسكو. وأوضح أنه “منذ بدء الأزمة لم نرد أن تصبح سوريا ساحة لصراعات الأجندات والمصالح، وأن تدول الأزمة السورية بحيث يصبح أصحاب الأجندات يتحاربون داخلها والضحية الأكبر هى الشعب السوري”. وحول الضربة الأمريكية على المنشأة العسكرية فى سوريا، قال وزير الخارجية الأردنى إن المملكة تعاملت معها من منظور أنها رد محدود مرتبط بالهجوم الكيميائي، وهى رسالة واضحة... وأكد الصفدى أنه لا حل عسكرى للأزمة، وأن ما يأمله الأردن الآن، هو أن تتكاتف كل الجهود باتجاه انخراط حقيقى وجاد فى عملية سياسية توقف الاقتتال! إلى ذلك فإن الموقف العربى وتحديدا موقف الجامعة العربية، أظهر أداء عجز عن دفع جهود التسوية السياسية للأزمة السورية، بل إن بعض الدول العربية أيدت القرار خلافا لقرار قمة الأردن نهاية الشهر الماضى . بل إنه فتح المجال لتطورات سلبية عسكرياً وسياسيا، داخل سوريا، وفى جوارها العربي، تحت مظلة صراع روسى - أمريكي، وهذه التطورات سوف تمتد إلى إيران وحزب الله. وربما تتغير قواعد الحرب فى سوريا قد تفضى إلى “تصعيد خطير”... يضع سوريا على أعتاب العد التنازلى لتحويلها إلى قطر عربى آخر تدمر مقدراته وتقسم أراضيه ويشتت شعبه، لتتحول إلى دولة أخرى مصيرها الصراع اللامتناهى والفوضى المتواصلة كما حدث فى العراق وليبيا أو ربما أسوأ من ذلك؟! ويبدو أن المخاوف عالية من سيناريو جديد يذكرنا بالدولة التى غزت العراق عام 2013، وهو الغزو الذى كان بداية لتفتيت المنطقة بإسقاط العراق.. بنفس الحجج الواهية... كما هى ذريعة واشنطن اليوم التى استندت على اتهام لم يبدأ حتى التحقيق الدولى حوله.