مليون و800 ألف طفل خارج المدارس و 3 ملايين بحاجة إلى رعاية ومليونان و200 ألف طفل يعانون سوء التغذية تجنيد 10 آلاف طفل للمشاركة في القتال ومصرع 758 طفلا وإصابة 1953 طفلا عام 2016 فقط
مقتل وإصابة 50 ألف شخص ونزوح 3 ملايين في الداخل وتدمير400 ألف منزل
يتقاتلون في ساحات متعددة للمعارك في تعز وحجة ومأرب ونهم وشبوة وغيرها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، وتحت غبار الصواريخ والغارات، وبين فوارغ الرصاصات والمقذوفات، وعلى وقع حرب شرسة مدمرة تقترب من العامين يقبع ملايين اليمنيين تحت سيف الهلاك والفناء والجوع، أنهكتهم الكارثة وأتعبهم شبح الموت، وهو يحوم حولهم في كل مكان دون أي أمل في الأفق بقرب السلام أو حتى وعد خجول به. المدارس والمستشفيات أغلبها دمر أو أغلق والأحوال المعيشية والخدمات أصبحت ترفا غير ميسور، النساء والأطفال والشيوخ يستيقظون كل يوم على فزع وعلى خواء من الطعام والشراب، ولولا طبيعية اليمنيين التي تأبي الشكوى ولديها مخزون فائق من الصبر والتحمل، لوصلت صرخاتهم إلى أعماق الإنسانية والضمير الغائب استدرارا لعطف العالم وهو يتفرج على المتسلين بالقتال وتجار السلاح والدين والمصالح. القصص الإنسانية لا تحصى عن تردي الأوضاع، فإحدى المعلمات في محافظة إب قامت بجمع ما تبقى من فتات طعام طالبات المدرسة بسرية تامة داخل كيس للذهاب به إلى إلى البيت لإطعام أولادها لأن زوجها مريض، وفي دول كثيرة يواجه طلاب اليمن مصيرا مجهولا نتيجة توقف الدعم وتمويل ابتعاثهم لكن الأخطر ما سيحدث للمقيمين فى أمريكا بعد قرارات رئيسها بعدم منح تأشيرات إقامة لدول بينها اليمن. ويؤكد محمد السعيدي تاجر في صنعاء أن كشوفات الدائنين تكبر كل يوم، المئات لا يملكون أي أموال لشراء المواد الغذائية الضرورية مثل القمح والأرز والسكر، وهناك الكثير ممن باع مدخراته من مجوهرات وسيارات من أجل أن يطعم أطفاله، وتسببت الحرب في تزايد غير مسبوق لظاهرة التسول، وتعج شوارع المدن الرئيسية بالمئات منهم، معظمهم من النساء والأطفال، الإحصاءات والأرقام وحدها تشرح البؤس الذي وصل إليه اليمنيون فقد خلفت الحرب أوضاعاً إنسانية صعبة جعلت معظم السكان بحاجة لمساعدات، فضلاً عن تسببها بمقتل 10 آلاف مواطن وجرح 40 ألفا آخرين، ونزوح قرابة 3 ملايين في الداخل، حسب تقديرات الأممالمتحدة. وتشير تقارير دولية إلى أن أكثر من 80 % من اليمنيين باتوا بحاجة لأنواع من المساعدات، في حين 7 ملايين منهم باتوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة. وتشير التقارير إلى أن مليونا و800 ألف طفل خارج المدارس، وثلاثة ملايين طفل بحاجة إلى رعاية إنسانية وطبية ومليونين و200 ألف طفل يعانون سوء التغذية و19 مليون رجل بحاجة إلى مساعدات إنسانية فورية، في الوقت الذي تتحدث تقارير الأممالمتحدة أن هناك 400 ألف منزل مدمر منذ بداية النزاع، وبلغت كلفة الأضرار التي تعرضت لها المناطق السكنية في مدن صنعاءوعدن وتعز وزنجبار بعد نحو سبعة أشهر من بداية الصراع 3.6 مليار دولار. الصحة منهارة تتصدر الصحة والمستشفيات اليمنية قائمة القطاعات المنهارة بسبب الحرب، فحسب وزارة الصحة والسكان اليمنية، فإن 900 من بين 3652 منشأة تقدم خدمات التطعيم ضد الأمراض لم تكن تعمل في مطلع 2016. وهو ما تسبب في ترك 2.6 مليون طفل تحت سن 15 عرضة للإصابة بالحصبة وفي تعز ثالث أكبر مدينة يمنية بات النظام الصحي الحكومي على وشك الانهيار، مع تعرض نصف المستشفيات العامة للدمار أو لأضرار يتعذر معها دخولها. ووصف مدير عام مكتب الصحة في محافظة تعز الدكتور عبدالرحيم السامعي الوضع الصحي في تعز ب»المنكوب والمنهار»، مؤكداً أنه لم يعد بإمكانه القيام بأي أعباء طبية حتى المعالجات العادية. ولفت السامعي النظر إلى أن 96 % من مستشفيات تعز البالغ عددها 46 مستشفى ومركزاً صحياً أغلقت تماماً، بعد تعرضها للقصف والاستهداف المتكرر ومنع دخول الأدوية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع عدد الحالات المشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا إلى أكثر من 4100 حالة في 11 محافظة من أصل 22 محافظة، وكان معظمها في محافظتي تعز وعدن، مشيرة إلى أن عدد الحالات التي تأكدت إصابتها مختبريا بوباء الكوليرا وصل إلى 86 حالة، مشيرة إلى أن أكثر من 7,6 مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بهذا المرض، كما أن أكثر من ثلاثة ملايين نازح معرضون لخطر الإصابة بالوباء.
جوع في كل مكان وفقا لمنظمات أممية، فإن 19 مليون يمني باتوا بحاجة لمساعدات إنسانية، 7 ملايين منهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيتناولون الوجبة المقبلة أم لا، وحسب إفادة برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن النزاع في اليمن يسبب خسائر فادحة، وخصوصا للأشخاص الأكثر احتياجاً، لا سيما النساء والأطفال، ويزداد الجوع كل يوم، وقد استنفد الناس كل ما لديهم من إستراتيجيات للبقاء، وهناك الملايين من الناس لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون الحصول على مساعدات خارجية. بينما رصد مكتب منسق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن تسع محافظات يمنية تعيش المستوى الثالث من مستويات الطوارئ في معدلات سوء التغذية، وفي بعض المحافظات، تم تسجيل معدلات مرتفعة للإصابة بسوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة بلغت 31 %.، أي أكثر من ضعف الحد الذي يتم فيه الإعلان عن حالة الطوارئ الذي يبلغ 15 %. وخلال الأسابيع الماضية، كانت محافظة الحديدة أكثر المحافظات اليمنية عُرضة لسوء التغذية الحاد في أوساط سكانها الذين تحوّلت أجسادهم إلى هياكل عظمية.
طفولة مذبوحة في اليمن الأطفال وقود الحرب فهم لا يتوقفون عن الدراسة فحسب أو تصيبهم الأمراض أو ضحايا أعمال عسكرية ، بل هم مقاتلون جندتهم بعض الأطراف ودفعت بهم إلى ساحات القتال. وأعلنت الأممالمتحدة أن 6 أطفال يموتون كل ساعة بسبب الأمراض المختلفة وفي العام المنصرم 2016، قالت تقارير حقوقية يمنية إن جماعة الحوثي وحدها جندت ما يقارب 10 آلاف طفل في سابقة خطيرة تنتهك كل المواثيق والأعراف الدولية. ويرجع أكاديميون وحقوقيون يمنيون ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن، إلي أنه لا تترتب عليه أعباء والتزامات مالية كبيرة فضلا عن حصول أهالي وأسر الأطفال على المال مقابل تجنيد أبنائها بسبب الأوضاع الاقتصادية، ورصدت منظمة «سياج» لحماية الطفولة في اليمن وجود زيادة بنسبة 200 % في ظاهرة تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة في اليمن، وبلغ عدد الأطفال الذين قتلوا أو شوهوا، في عام 2016 فقط 758 طفلا وأكثر من 1953 طفلا مصابا. وشهدت محافظة ذمار وحدها تجنيد 670 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما، وقد تم إدخالهم في المعسكرات وشحنهم بخطاب الكراهية وتعزيز ثقافة الموت، كما تم تخصيص مقابر خاصة للأطفال. وتفيد أدبيات منظمة الأممالمتحدة للطفولة « اليونيسيف « بقتل نحو 1400 طفل في النزاع المسلح في اليمن منذ بدايته قبل نحو عامين، وإصابة أكثر من 2140 بجروح ، مشيرة إلى أن هذا العدد قد يكون في الحقيقة أكبر بكثير، لافتة النظر إلى تجنيد 1363 طفلا، أن 1.7 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون سوء التغذية المتوسط، فيما يعاني 462 ألف طفل آخر سوء التغذية الحاد الوخيم. وذكرت أن 4.7 مليون طفل يحتاجون إلى رعاية صحية، في ظل نظام صحي أصبح على حافة الانهيار، وفي ظل تعذر حصول 14.4 مليون يمني على مياه شرب آمنة ولا يعاني الأطفال في اليمن الجوع والقتل والحرمان من التعليم فقط، بل إن آثار النزاع تنسحب على أوضاعهم النفسية أيضا. وتلقى أكثر من 487 ألف طفل دعما نفسيا واجتماعيا.
تعليم منهار وأظهر مسح أجرته وزارة التعليم اليمنية أن 1671 مدرسة في 20 محافظة تعرضت لأضرار منها 287 مدرسة تحتاج لعمليات بناء رئيسية وتستغل 544 مدرسة أخرى كمراكز إيواء للنازحين، بينما تحتل جماعات مسلحة 33 مدرسة، وبناء على عينة مؤلفة من 143 مدرسة فإن التكلفة التقديرية للأضرار تبلغ 269 مليون دولار. وتشير تقديرات المنظمات الدولية إلى أن الخسائر الناجمة عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والخسائر الاقتصادية في الحرب الأهلية تتجاوز 14 مليار دولار حتى الآن. وكان محافظ حجة اللواء عبدالكريم السنيني، أعلن المحافظة منطقة منكوبة بسبب تردي الوضع الإنساني ونسبة النزوح العالية التي تناهز 25 ٪ من سكان المحافظة. وأضاف السنيني وبلغ عدد من يحتاجون إلى المساعدات العاجلة 80 % من سكان المحافظة، حيث بلغ عدد النازحين في محافظة حجة 485388 غالبيتهم يعيشون ظروف إنسانية في غاية الصعوبة وأسهم عدم دفع الرواتب لعدة أشهر بتصاعد الأزمة الإنسانية في اليمن، والتي بلغت مستوى غير مسبوق، اضطر معه موظفون إلى بيع جانب من الأثاث المنزلي، وآخرون لترك وظائهم والبحث عن مهن توفر أدنى مقومات الاستمرار على قيد الحياة. كما تحولت الأزمة إلى إضرابات كما حصل في جامعة صنعاء وعدد من الجامعات الحكومية، وسط حالة من الجمود تعيشها المؤسسات الحكومية بسبب تغيب جزء من الموظفين. وحاول وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية والإغاثة والطوارئ، ستيفن أوبراين من خلال زيارته إلى عدنوصنعاء وبعض المدن اليمنية إنقاذ ما يمكن إنقاذه على المستوى الإنساني، محذرا من تفاقم الأوضاع الكارثية في اليمن مع تصاعد المواجهات في الساحل الغربي، وهو ما أثّر على وصول الشحنات التجارية إلى ميناء الحديدة غربي البلاد. وقال إن «أكثر من 17 مليون شخص غير قادرين حالياً على إطعام أنفسهم بشكل كافٍ، وأصبحوا مجبرين بشكل متكرر على اختصار الوجبات الغذائية الضرورية»، فيما «يوجد 7 ملايين يمني لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية وهم أقرب إلى المجاعة من أي وقت مضى.