في استجابة فورية للحملة التي قادتها "الأهرام العربي" لإنقاذ الشركة الشرقية للدخان، تقدم النائب محمد أحمد فؤاد بطلب إحاطة عاجل من حزب الوفد إلى لجنة الصناعة بمجلس النواب، لإحاطة رئيس مجلس الوزراء ووزير قطاع الأعمال علماً بخصوص الجمعية العمومية غير العادية للشركة الشرقية للدخان (ايسترن كومباني)، والمقرر عقدها في 28 فبراير الجاري.
وسيتم خلالها مناقشة قرارات وإقرارات واتفاقيات بالغة الخطورة من شأنها "تركيع" الشركة وإضعاف واحدة من كبرى الشركات المدرة للربح في قطاع الأعمال المصري ألا وهي الشركة الشرقية للدخان (ايسترن كومباني).
فلا يخفى على أحد أن الشركة الشرقية للدخان تدر الكثير من الأرباح لقطاع الأعمال المصري عن طريق إنتاج وصناعة التبغ لحساب الغير، ومن المألوف أن يتم تحصيل نظير ذلك الإنتاج بالدولار الأمريكي، إلا أن إحدى الشركات المتعاقدة مع الشركة الشرقية للدخان وهي شركة فيليب موريس الأمريكية قد بدأت بالدفع بالجنيه المصري.
ومن ثم قامت الشركة الشرقية للدخان في اجتماع مجلس إدارتها المنعقد بتاريخ ديسمبر 2015 بإلزام الشركة الأمريكية بالدفع بالدولار، إلا أن هذا الوضع لم يستمر إلا ثلاثة أشهر فقط، حتى اضطرت الشركة الشرقية للرضوخ لهذا الأمر الواقع من أجل إغلاق قوائمها المالية في شهر يونيو 2016.
ودخلت الشركة الأمريكية بعد ذلك في مفاوضات لإرغام الشركة على قبول الدفع بالجنيه المصري، وفي يناير 2017 اقترحت الشركة الشرقية للدخان حل لهذه الأزمة مكوناً من 5 نقاط أبرزها: تخفيض سعر الشريحة الإنتاجية، وكذلك قبول الدفع بنسبة 60% بالدولار الأمريكي و40% بالجنيه لمصري.
إلا أن الجمعية العمومية التي سوف تعقدها الشركة يوم 28 فبراير الجاري سيتم فيها التصويت فقط على قبول الدفع بنسبة 100% بالجنيه وبما أن الشركة الشرقية للدخان مملوكة بنسبة 55% للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، فإنه من المتوقع أن يتم تمرير هذه الشروط المجحفة والتي هي بمثابة شروط "إذعان" على الشركة الشرقية للدخان.
حيث أن الشركة الأمريكية تهدد بالخروج من السوق المصري حال رفض شروطها ولسبب ما غير مفهوم توافق الشركة القابضة للصناعات الكيماوية على كافة شروط الشركة الأمريكية، دون الأخذ في الاعتبار بأي من النقاط التي طرحتها الشركة الشرقية للدخان.
وبناءً عليه وجب التنويه أن الشركة الشرقية للدخان يستلزم عليها استيراد ما قيمته 300 مليون دولار سنوياً، وتعتمد الشركة بشكل أساسي على الحصيلة الدولارية التي تتلقاها من التصنيع لحساب الغير لتدبير هذه السيولة الدولارية، وفي حال إقرار هذه الشروط وتطبيق نظام الدفع بالعمة المحلية (الجنيه المصري)، فإنه من المتوقع أن تمر الشركة الشرقية للدخان بظروف مالية عصيبة قد تؤدي بها إلى خسائر فادحة في غضون أشهر قليلة.
كما نوه إلى أن "الشرقية للدخان" تقوم بتصنيع العلامات التجارية العالمية لنحو 4 شركات أجنبية هي فيليب مةريس، وبريتش أمريكان توباكو، وأمبريال، وj.T.I اليابانية، وتجدد العقود سنوياً.
وتنتج الشرقية لفيليب موريس أصناف مارلبورو وإل.إم، ولم تشترط أي من الشركات الأخرى أياً من الشروط السابقة سوى الشركة الأمريكية المذكورة.
والجدير بالذكر أيضاً أن مستحقات الشركة الشرقية للدخان لدى شركة فيليب موريس الأمريكية تبلغ 78.218 مليون دولار مقابل عمليات التصنيع عن الشهور الثلاثة الأولى من العام المالي الحالي (يوليو وأغسطس وسبتمبر)، إضافة إلى 33.479 مليون جنيه ضريبة مبيعات مستحقة عن النصف الأول من العام المالي (يوليو – ديسمبر).
وقد سددت الشرقية للدخان الضرائب المستحقة نيابة عن فيليب موريس، ولم تقم بفرض وتحصيل الغرامات المستحقة على الشركة الأمريكية نتيجة عدم قيامها بالسداد وهو ما يخالف شروط التعاقد.