أكد اللواء الركن خالد الفضالة خبير الأمن البحريني خلال مؤتمر "العالم ينتفض: متحدون في مواجهة التطرف"، والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 17 إلى 19 يناير 2017 أن التطرف جزء من منظومة فكرية، وأن الانغلاق والتعصب سمتها، والشعارات الهدامة أدواتها، وتدمير كل أوجه الحضارة الإسلامية هدفها. وأشار إلى أن الأمن القومي لم يعد يقتصر على الأبعاد العسكرية بل أيضًا الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن التطرف أهم تحد يواجه دولنا، فالتطرف يتغذى على الصراعات الطائفية، خاصة المجتمعات التي يوجد بها مذاهب متعددة، كما أن الجماعات الإرهابية أصبح لها مصادر تمويل وبقع جغرافية تمثل تحد هائل لدولنا وتسعى لتأسيس كيانات عابرة للقارات. ولفت إلى أن استمرار التطرف يعني استنزاف كافة موارد الدول مما يتطلب مواجهة شاملة مستمرة، كما أن خطر تلك الظاهرة لم يعد يقتصر على أمننا القومي بل علاقتنا بالدول الكبرى التي تصر على إلصاق التطرف بالإسلام. وأضاف أن غالبية عناصر الجماعات المتطرفة هي من الشباب الذي يعد العمود الفقري لدولنا. وعن آليات مواجهة التطرف في دول مجلس التعاون الخليجي، لفت إلى أن كافة قطاعات المجتمع معنية بمواجهة التطرف، سواء الرسمية وغير الرسمية، حيث تدعو للاعتدال وإعلاء قيمة الحوار وقبول الأخر، كما أن هناك حاجة ماسة لتعديل التشريعات القائمة واستحداث تشريعات جديدة، وإيلاء قطاع الشباب أهمية خاصة، وتجديد الخطاب الديني والعمل مع الدعاة على ربط الأمور الفقهية بمستجدات العصر، وصياغة استراتيجيات وطنية لمكافحة التطرف والإرهاب. من جانبه، تحدث العميد مختار بن نصر عن الجهود التونسية في مكافحة التطرف، والتي تمثلت في إصدار قانون مكافحة الإرهاب، واستراتيجية مكافحة الإرهاب ومنع غسيل الأموال، والتي تركز على جانب الوقاية والتصدي لمخاطر الاستقطاب، وبناء ثقافة الحوار، والمنع القانوني للتحريض، وإعطاء أمل للشباب وتعميق دور المجتمع المدني وتشجيع الأسرة للقيام بدورها في التعليم والتربية وعدم تغليب الحل السياسي.