“بلح الريس مرسى" يملأ الأسواق المصرية .. فى كل سوق ومحل متخصص فى بيع بلح رمضان تجد لافتة تشير إلى ذلك وقبل أن ترتسم علامة الدهشة على وجهك حول علاقة الرئيس محمد مرسى بالبلح .. تجد البائع يبادر بالتوضيح :" من فرط محبتنا للرجل أطلقنا اسمه على أفخر أنواع البلح لهذا العام، كنوع من التفاؤل ببداية مرحلة جديدة. بلح الريس مرسى الذى يباع الكيلو جرام منه ب 28 جنيها يعد الأغلى سعرا بين 22 صنفا من البلح يتم تداولها فى السوق المصرى يحرص تجار سوق العبور الشهير فى تجارة الخضراوات والفاكهة على الاجتماع سنويا قبيل قدوم شهر رمضان وإطلاق أسماء شخصيات سياسية واجتماعية ورياضية، وكذلك أسماء الأحداث التى اهتم بها المصريون على مدار العام، وذلك على أصناف البلح كنوع من الدعاية وبديل عن الأسماء التقليدية للبلح والتى يصعب على البعض نطقها وتذكرها، وهى الظاهرة التى تعود جذورها لمنتصف السبعينيات من القرن الماضى وينتظرها الشارع المصرى سنويا قبيل قدوم رمضان بنوع من البهجة نظرا لطرافة الأسماء ومناسبتها لما أطلقت علية من أصناف البلح . ويقول أحمد أبوزيد 45 سنة تاجر بأسواق العبور : يأخذ البلح هذا العام أسماء مستمدة من الأحداث السياسية التى تعيشها مصر، فإلى جانب بلح الريس الذى يتميز بلونه المائل إلى البنى المصفر إلى جانب الجودة وحلاوة الطعم هناك بلح الشهداء ب 27 جنيها و الثورة مستمرة 26 جنيها وقصر الرياسة 25 جنيهاً وبلح"ميدان التحرير “ب 24 جنيه و بلح الجيش والشعب إيد واحدة ب 22 جنيهاً ومن بعده أصناف بلح المحكمة الدستورية والبرلمان وحلف اليمين وإخوان وسلفيين والجنزورى وتتراوح أسعار تلك الأصناف من 15-21 جنيها .. لافتا النظر إلى أن أمر إطلاق أسماء جذابة على أصناف البلح لا ياتى عشوائيا أو بصورة منفردة، وإنما يتم من خلال مشاورات تجمع كبار تجار البلح فى السوق ويختارون أسماء وأحداثا قريبة الصلة بالمواطن المصرى وأثارت اهتمامه، ويراعى أن يكون اسمها لافتا ورنانا لجذب عامة الناس مثل «الريس» وهو اسم يرمز له عند النخبة بمن يحكم مصر، وعند العامة تعنى كلمة الريس الأفضل والأجود كما أن لها وقعا مميزا على الأذن، وبالفعل شهدت الأيام الماضية إقبالا جيدا من قبل الزبائن على شراء بلح الريس، ويقول تاجر بلح آخر يدعى جلال السيد - 40 سنة - هناك أصناف أخرى من البلح، هيئتها صغيرة الحجم وجافة ومذاقها أقل فى الحلاوة والطعم ومصابة بالعطب من الداخل، وذلك لسوء التخزين وبقائها من العام الماضى فى المخازن تارة وأخرى لطبيعة النخلة الأم نفسها والأرض التى زرعت فيها وتكون أسعارها أقل كثيرا، ومع ذلك فهى أيضا تباع ولها زبونها من الفقراء الذين لا يستطيعون شراء الأصناف المتميزة، حيث يتراوح الثمن هنا ما بين 3 – 5 جنيهات للكيلوجرام، لذا يحرص التجار على إطلاق أسماء شخصيات وأحداث مسار جدل وسخرية الناس لتكون عنوانا على الحالة التى وصل إليها هؤلاء فى سوق البلح وهذا العام تم إطلاق أسماء مبارك والفلول وطرة والزنزانة والعادلى على تلك الأصناف الرديئة وبدا لافتا خلال جولة بالسوق توقف الزبائن أمام دلالات تلك الأسماء، وهو ما يفتح شهيتهم للكلام وتذكر فساد النظام السابق وكيف أذلهم الله من خلال ثورة 25 يناير فكان مصيرهم السجن بعد سكن القصور.