الفن الشعبي والاسلامي.. واستغلال الخامات الطبيعية في الفن كانا مضمون المعرضين الذين افتتحهما قطاع الفنون التشكيلية بمركز محمود مختار الثقافي بمتحف مختار لكل من الفنان نجاتي حسني والفنان احمد رفعت, ويستمران حتي24 رمضان. استلهم الفنان نجاتي بقاعة نهضة مصر الموتيفات الشعبية الموروثة والعناصر الزخرفية الإسلامية في44 لوحة منفذة بألوان الاكريلك, ليعود بنا الي الهوية المصرية التي افتقدها كثير من الفنانين, نلمح فيهم حصان وعروسة المولد وقلة السبوع والإكسسوارات المختلفة والبساط المزركش وغيره من العناصر الفطرية الشعبية, المجدولة مع المفردات الإسلامية ذات الثراء الشديد مثل القباب والمآذن وما تضمنه من زخارف نباتية, هندسية أو خطية مع استخدام إيقاعات لونية قوية و ومتوهجة, ليخرج في النهاية مجموعة من الأعمال ذات تناغم وانسجام لوني وزخرفي, تبرهن علي ثقافة فنان استطاع بمهارة وحس مرهف إعادة بناء العناصر الشعبية والإسلامية بشكل جديد مع الاحتفاظ بأصالة التراث وللفنان العديد من المقتنيات الخاصة في عدد كبير من الدول منها ألمانيا, انجلترا, فرنسا, كندا, أمريكا. وفي قاعة ايزيس يقدم الفنان احمد رفعت أستاذ التصميم والجرافيك المساعد بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان في معرضه البحث عن الخلاص- سبق عرضه في بينالي فينسيا العام الماضي- تجربة متفردة ومتميزة عبارة عن مجموعة مجلدات من الورق المصنع يدويا من ألوان وأعشاب طبيعية وألياف نباتية علي شكل كتب بصفحات ملونة, مصبوغة, محفورة وغائرة تتفاوت أبعادها بين5535 سم و7545 سم ومعروضة علي حوامل متفاوتة الارتفاعات حسب طبيعة حركة فتح كل كتاب. الأوراق من وجهة نظر الفنان تنفجر وتنفرج لتشكل هموم الإنسانية وأفراحها, وتنصهر لتسجل بطولات وانتفاضات شعوب الأرض,تنطوي وتنفتح لترسم ابتسامات وفرحة الأطفال بالعيد, فهي صور الخلاص المتعددة, والفنان هنا تعامل مع الخامة بوعي شديد فأصبح الورق جزء من التكوين الجمالي للعمل الفني ليتحول مفهوم خامة الورق إلي منتج جمالي يطلق عليه مصطلح تشكيلي معاصر يسمي الورق الفني