كتب - د. عزالدين الدنشاري: تضمنت آيات في سورة الواقعة إيجاد الانسان من العدم, وخلقه من مني يمني, وإنبات الأرض بمختلف الزروع بيد القدرة الالهية المبدعة, وإنزال الماء من السحاب عذبا زلالا طيبا سائغا للشاربين صالحا للزراعة, وإنشاء الشجر الذي يختزن طاقة الشمس التي تشكل كل صور الوقود للانسان. وأذكر أنني قد تعرضت للتسلسل البديع لهذه الآيات التي وردت في سورة الواقعة في كتاب صدر لي في السعودية منذ عدة سنوات, وقلت إن هذا التتابع المعجز هو أبلغ رد علي كل من يدعي أنه يستطيع أن يخلق الانسان أو النبات أو الماء أو الطاقة, فقد ادعي أحد علماء البيولوجي أنه يستطيع خلق الانسان من الماء والهواء والعناصر الكيميائية, فهل هداه تفكيره إلي خالق هذه الأشياء؟ وهل يتوهم أنه سوف يخلق الحيوان من العناصر النباتية, وأنه يصنع النبات من الماء والعناصر الكيميائية؟ كل هذه التساؤلات قد رد عليها القرآن الكريم في أبلغ وأدق تصوير, وفي تتابع بديع منذ أكثر من14 قرنا, حيث يقول جل من قائل أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون الواقعة59,58 لقد علم الانسان إذن أن نشأته من مني يمني, وأن النطفة التي يدعي أن باستطاعته خلقها مازالت لغزا من الالغاز العديدة التي لم يتوصل إلي حلها حتي الآن, وأن ما توصل إليه ليس إلا قطرة في محيط, وربما جاء من يدعي أنه يستطيع خلق نطفة الانسان من العناصر النباتية, فهل تأمل الآيات التي تلت آيات خلق المني؟ أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما....الواقعة63-.65 فهل يظن الانسان بعد ذلك أنه هو الذي يزرع أم أن يد الله هي الزارعة؟ وأن الانسان ليس بمقدوره إلا أن يحرث الزرع, وأن الله هو الذي يجعل ماء البحر الأجاج ماء سائغا للشاربين صالحا لانبات الزرع, حيث يقول سبحانه وتعالي أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون.لو نشاء جعلناه أجاجا...الواقعة68,.69 وإذا كان الانسان يزعم أنه يستطيع أن يحول ماء البحر الأجاج إلي ماء عذب باستخدام الطاقة, فهل فكر في من يمده بهذه الطاقة, وهل تأمل الآيات التي تلت آيات الماء الأجاج ؟ أفرأيتم النار التي تورون0 أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون الواقعة71,.72 وشجرة النار كما ذكر المفسرون هي كل مصادر الطاقة في الأرض. فهل بعد هذه الآيات يتوهم الانسان أنه يستطيع خلق خلية واحدة من بلايين الخلايا التي يتألف منها الجسم البشري؟