كان مولده صلوات الله وسلامه عليه عام570 م أي أن1440 سنة تمر علي مولده الشريف ونحن نحيي ذكراه هذه الأيام. أما تبليغه للرسالة في مكة فتمر عليه1400 سنة, حيث بدأ ذلك عام610 م, كما يقول المؤرخون. وأظن أن مناسبة ذكراه الشريفة هذا العام تتطلب احتفالا ساهرا ضخما يتناسب مع الرقمين شديدي الخصوصية اللذين بدأت بذكرهما. وليست هناك كالليالي المحمدية التي بدأت الاذاعة في إقامتها أيام أن كان يرأسها فهمي عمر, استجابة لفكرة تقدم له بها زميله الراحل علي عيسي الذي كان له برامج إذاعية مبتكرة منها قل ولا تقل. فقد كانت الإذاعة تحيي هذا الحفل علي مسرح الجمهورية وتنضم لنقله علي الهواء إذاعات صوت العرب والشرق الأوسط مع إذاعة البرنامج العام. ثم بدءا من العام التالي أصبح التليفزيون ينقله أيضا علي الهواء مع الراديو, وقد كانت تلك الليالي الساهرة والمنقولة علي الهواء نبعا لروحانية رفيعة تسيطر علي مستمعي تلك الحفلات, كما اثرت فنون الغناء والانشاد الديني بالكثير من القصائد والألحان والأغنيات, وأذكر من رصيد الليالي المحمدية رائعة شادية[ خد بإيدي] التي كانت آخر ماشدت به قبل أن تعتزل وهي من كلمات علية الجعار وألحان عبدالمنعم البارودي. وفي سنة تالية غنت ياسمين الخيام[ يا رسول الله يا محمد] وكل الحفلات الأولي لليالي المحمدية كانت تقدم أصواتا شابة جميلة وملحنين جددا. ومن تلك الحفلات أيضا, الحفل الذي صاغه السيناريست وحيد حامد وأخرجه سمير العصفور وكان الإرهاب وجرائمه اللذان ترفضهما الشريعة الغراء وتتنافي مع ما دعا إليه نبي الرحمة هي موضوع تلك الليلة المحمدية. وقد امتاز هذا الحفل بالتماسك والترابط من خلال خيط درامي فبدا وكأنه عرض موسيقي غنائي له بداية ووسط ونهاية. وكان من أجمل ما تضمنه أغنية الشاب ذي الصوت الساحر أحمد إبراهيم ومازلت أذكرها رغم مرور سنين عديدة وهي[ يا مسلمين توحدوا] التي كتبها الشاعر كمال عمار ولحنها عبدالعظيم محمد, كما تضمن هذا الحفل أغنية هدي زايد[ عدلك يا رسول الله] شعر كمال بدر وألحان الراحل سيد مكاوي, كما تضمن ألحانا جديدة لفاروق الشرنوبي وإبراهيم رأفت غناها واداها كابتهالات محمد رشدي وسوزان عطية ووردة. وكان الإعلامي وجدي الحكيم ابن اذاعة صوت العرب هو المسئول عن هذا الحفل وكان لعدة سنين مسئولا عن الحفلات الغنائية الساهرة التي كانت تقام تحت اسم[ أضواء المدينة] البرنامج الذي ابتدعه جلال معوض أحد رواد الإذاعة الكبار. أيضا من أهم حفلات الليالي المحمدية, الحفل الذي ندد فيه الإعلام المصري بالاكتساح العراقي للكويت وتشريد أهلها من خلال ما كتبه الشاعر عبدالرحمن الابنودي وهو الحفل الذي ابكي الأمة العربية لما حدث لشعب الكويت وأحد المطربين من ابنائها يغني باكيا ما صاغه الشاعر المصري. في الذكري التي نعيشها الآن ما أحوجنا إلي ليلة محمدية ترسي قيم الإيمان الحقيقي وصحيح الدين وأخلاقياته ومثالياته مع استصراخ الدنيا لما يحدث للعرب والمسلمين في مناطق عديدة من بطش وعدوان. ما أحوجنا إلي ليلة محمدية ساهرة تنعي فيه فنون الغناء والانشاد المظالم التي يتعرض لها الإنسان مع توضيح الوجه الحقيقي للإسلام وهي فرصة جيدة للإعلامية إنتصار شلبي رئيسة الإذاعة التي تسعي لاكتشاف وتقديم مواهب جديدة في مجال الأصوات الغنائية بتشجيع من رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون المهندس أسامة الشيخ. إننا بحاجة ماسة إلي العودة لاحياء ليال غنائية ذات قيمة لتبديد الكثير من الكآبة التي اصبحت تسيطر علي المناخ العام. وليس هناك افضل من انتهاز فرصة المولد النبوي الشريف. والفرصة لاتزال متاحة ففي سنين عديدة كانت الليالي المحمدية تقام بعد يوم الذكري بإسبوعين أو ثلاثة. المزيد من مقالات محمد صالح