اثارت واقعة اغتيال محمود المبحوح في أحد فنادق دبي و حادث اغتيال القائد الشيشاني سليم ياماداييف في دبي العام الماضي اهتمامات الرأي العام. في داخل الامارة وخارجها حيث يتساءل الكثيرون عن مدي استمرار حالة الخصوصية التي تتمتع بها الامارة المنفتحة علي العالم والتي اكتسبت شهرتها من حالة المرونة وجودة الحياة التي قد لاتتوافر في اماكن او دول اخري. هل تتغير دبي اكبر بوابة اقليمية يمر منها البشر وهل تتراجع فيها حركة الافراد او تنحسر بعد ان اصبحت رغم الازمة الاقتصادية الراهنة اكبر بوابة اقليمية يمر منها واليها البشر بعد أن عبر مطاراتها نحو40,9 مليون مسافر خلال العام الماضي2009 ؟ وهل هناك تغيير في اسلوب تأمين تلك الحركة ونمط الحياة في الامارة بسبب تكرار مايسمي بالتصفيات السياسية التي تستغلها اطراف سياسية هل تتضخم اجهزة الامن كمبرر لتأمين الحياة؟ ومامدي تأثر المجتمع الاماراتي بذلك وهل ستشهد الامارة وسائل التضييق التي تجتاح دول العالم وقاراته ولم تنج منها اعتي الدول ديمقراطية.؟ السائد هنا ان تلك المخاوف والتوقعات من ان تؤدي حادثة اغتيال الشهيد' المبحوح' لامكان لها سواء من الناحية النظرية او علي ارض الواقع كما يري رجل الامن الاول في الامارة قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان مبررا ان الامارات وخاصة دبي مازالت تتمتع مقارنة بكافة المدن سواء خليجية او عربية او اقليمية او عالمية بضآلة حجم تلك الاحداث او الاغتيالات فالحديث عن الارهاب لامكان له لاسباب فنية وانسانية واقتصادية وهي عناصر اماراتية في الاساس ولن تختلف اجراءات الامن عما يراه اصحابه لتظل الحياه في نمطها الطبيعي بل بثقة يقر بأن الحياة لم تتأثر لابالازمة الاقتصادية ولابالحادث الاخير للمبحوح فلايوجد طلبات لترخيص حمل السلاح لانه لاضرورة لكي يحمل الناس سلاحا في بلد يسوده الامن. ولاشك ان عملية الاغتيال للقيادي' المبحوح' تعد من العمليات المعقدة وبدا فيها أن الموساد استوعب من درس محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في احد شوارع عمان في سبتمبر1997 من قبل خمسة عملاء للموساد الاسرائيلي تظاهروا بانهم سائحون كنديون بعد حقنه في اذنه بما وصفه بانه' اداة غريبة' اشتبه خالد مشعل بان الامر يتعلق بمحاولة اغتياله من قبل اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ولاحق حراسه الشخصيون منفذي الاعتداء وتمكنوا من القاء القبض علي المنفذين وانقاذ حياته. هذه المرة لم يشأ منفذو الاغتيال الا ان يقوموا بعملية قذرة' نظيفة' بمنطق الجريمة اي انجاح العملية تماما والوصول الي الهدف والتمكن من الهرب و يبدو ان الموساد قد استفاد من تجربة اغتيال مشعل الفاشلة وحرص علي انهاء المهمة واخلاء موقع الجريمة.. فقد تلقي المبحوح صعقة كهربائية ثم اغتيل في غرفته خنقا قبل أن يحقن بمادة دوائية خاصة لتضليل المحققين ويرجح خبراء ان هناك معلومات من داخل حماس هي التي ساعدت المخابرات الإسرائيلية علي تنفيذ الاغتيال واتمام الجريمة وقد كشف الحادث الي اي مدي يؤثر غياب التنسيق الفلسطيني سلبا علي الفلسطينيين فقد شكل احد اهم الثغرات التي ينفذ منها الاختراق كما جسدت عملية الاغتيال مدي عمق هذه الثغرة فقد كشف مسئول فلسطيني طلب عدم الافصاح عن هويته ان المبحوح وجماعته لم يعطوا أية معلومات للمسئولين الفلسطينيين هنا في الامارات عن آية تحركات لاي من رجالها او حتي للتنسيق وهذا يحدث لكل الشخصيات الحمساوية المهمة وغير المهمة وكأنهم يخشون علي انفسهم من اخوانهم اعضاء البعثة الدبلوماسية. واوضح المسئول مااكده خبراء الامن هنا ان القيادي الفلسطيني امعانا في التمويه والسرية وبهدف تأمين حركته وصل الي دبي باسم مستعار وهو ماساعد المنفذين للقيام بعملهم والسير في طريق يخلو من التأمين اللازم لقيادي وضعه الموساد في صدارة قائمته بعد قيامه بادوار ومهام عديدة مؤثرة ومؤلمة للاسرائيليين. واذا كانت هناك تخوفات لدي البعض مما يسمي بظاهرة الارهاب التي تطل برأسها من مكان لآخر فيري مراقبون ان هناك معالجه غير مسبوقه في معالجة هذه الظاهرة حيث لايخفي مشرعو خطط التصدي للارهاب وخبراء الامن خارج الامارات دهشتهم مما يزاوله مسئولون الامن هنا فعندما يعتنق هؤلاء مبدأ الاستئصال والافراط في استخدام القوة واساليب البتر في الخارج نري ان اتباع الحوار الهادئ وتغليب المشاعر الانسانية هو المنطق السائد لدي رجل الامن هنا.. و ان الوقاية ونشر الوعي اكبر حصانة لتحقيق الاستقرار. ويبدو ان الصورة الذهنية بان رجل الشرطة في كل قضية هو الطرف المتسلط الاكثر عنفا يمسك العصا الغليظة فان هذه المفاهيم القديمة لاوجود لها فالامن لايدخل في خصومة دائمة مع المواطن فان التنافر والتشاحن بين الطرفين يتسبب في تآكل الثقة والوطن هو الخاسر في النهاية. و تطبق اجهزة الامن هنا مبدأ ان رجل الشرطة في دبي يتدرب علي كيف واين ولماذا ومتي وبأي وسيلة يكون ويبدأ دوره وطبقا لقاعده تقول ان رجل الشرطة لايتدخل الا للضرورة القصوي لان زيادة وكثافة التدخل والاحتكاك مع الجمهور بلا ضرورة من شأنها ان تعقد الامور وفي الاساس فان رؤية اولي الامر البعيدة النظر هي التي تحقق سلامة الحركة والحياة. وكما لم تتأثر الامارة بالازمة المالية تغير من ثقافتها الحيوية ولن يتغير قاصدوها وهو مايؤكده الشيخ احمد بن سعيد رئيس دائرة الطيران المدني بحكومة دبي مقدرا استمرار نمو حركة المسافرين عبر مطارات الامارة الي نحو46 مليون مسافر العام الحالي2010 ومايؤكد حديثه انه بالرغم من الازمة العالمية الحالية فان مطار دبي الوحيد الذي شهد نموا في حركة المسافرين بنسبة10% مقارنة بالمطارات العالمية.