للتعبير عن رسالة واضحة وكلمة موحدة للثورة, يحتشد اليوم في ميدان التحرير آلاف المصريين لمليونية الإرادة الشعبية بدعوة من التيار الإسلامي وبمشاركة واسعة من مختلف ألوان الطيف السياسي في مصر. وقد شهد الميدان قبل فاعليات مليونية الإرادة الشعبية ووحدة الصف استعدادات محمومة علي أكثر من صعيد حيث وصلت فرق تأمين الميدان من جماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية والكيانات المنبثقة عنهما, فيما انتشر الإسلاميون في اجتماعات مع المعتصمين للتنسيق حول نجاح اليوم وخروجه بالصورة الأفضل, كان من بينها اجتماع ضم أكثر من من04 حركة وائتلافا بينهم الائتلاف الإسلامي الحر والدعوة السلفية وشباب الإخوان والجماعة الإسلامية ائتلاف النهوض بالإزهر وجبهة ثوار التحرير وحركة شباب6 ابريل وحركة كفاية وحزب الجبهة الديمقراطية واتحاد شباب ماسبيرو والاتحاد المستقل من أجل مصر وجبهة الإنقاذ القومي. وتوافق المجتمعون في بيان مشترك علي أن ميدان التحرير ليس حكرا علي أحد أو حزب أو حركة أو جماعة أو فكر أو دين بل هو مكان كل من يحمل الجنسية المصرية وأراد الحرية والعدالة بجميع مكوناتها, ورحبوا بجميع المصريين من خارج الميدان الذين أرادوا أن ينضموا إلي كوكبة من إخوانهم الثوار نحن ومن في الميدان نمثل جزءا لا يتجزأ من الثورة وليس كل الثورة وكذا إخواننا لا يمثلون إلا جزءا لا يتجزأ من الثورة. وأعرب الجميع عن الأمل في ألا يتم رفع شعارات خلافية وأن نحترم الإرادة الشعبية انطلاقا من مبدأ مصر أولا وأن نحترم في الوقت نفسه رغبة الآخر في التعبير عن رأيه بكل حرية والمطالب بطريقة حضارية وسلمية فلا حق لنا أن نقتل إنجازاتنا بأيدينا وسط تأكيدات بأن ما تحقق من إنجازات يمكن أن يتحول بهذه المليونية إلي خطوات إلي الوراء وسيتحول النصر إلي هزيمة. وسط دعوات لأن يكون الجميع يدا واحدة أن تجمعنا صلاة جمعة واحدة وخطيب واحد وإمام واحد. وتواصلت في السياق ذاته- اجتماعات بين مختلف ألوان الطيف السياسي توافقت حول عدد من الأولويات من بينها ضرورة إدراك الجميع أن الجمعة المقبلة ستكون واجهة لمصر ووحدتها وسماحتها امام العالم وسترتبط في التاريخ بدعوة الجماعات الإسلامية ومن ثم فلا بد أن تصل الصورة الصحيحة للإسلام بتعدديته وقبوله لثقافة الآخر أمام العالم وبالعكس ستسهم أي مصادمات أو استفزازات يمكن أن تقع في إيصال رسائل خاطئة عن سماحة الإسلام للعالم أجمع. وأجمع المشاركون علي ضرورة أن يطمئن المصريون علي وحدتهم وتماسكهم رغم اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية ومن ثم فلا بد من الحرص علي أن تمثل هذه المليونية نموذجا يبهر مصر والعالم باتحاد الثوار وتماسك ثورتهم ن وذلك من خلال سلوكيات. كما توافق المجتمعون بالمركز الإعلامي من ممثلي الأحزاب والقوي السياسية الدينية وغير الدينية علي ضرورة تصدي المعتدلين والعقلاء لأي عناصر متطرفة يمكن أن تخرج عن إطار سلمية الثورة وحرية التعبير بكل ما يحمله هذا المفهوم من مسئولية. وأثارت قضية تناول المواد فوق الدستورية خلافا بين المجتمعين حيث فضل البعض عدم الدعوة لأي شعارات أو أهداف سياسية خاصة, غير أن الخلاف وصل لقناعة مشتركة بأنه لن يمكن السيطرة علي حرية التعبير لأي كيان سياسي ولكن في الإطار السلمي وتحت مظلة المطالب العامة المتوافق حولها. ولاقت البيانات التي نشرها التيار الإسلامي داخل الميدان ترحيبا واسعا بعد أن تضمنت تطمينات بتوحد الشعب حول أسباب النزول للميدان وفي مقدمتها الحفاظ علي إرادة الشعب وتحقيق مطالب الثورة والحفاظ علي هوية مصر بلدا للإسلام والعروبة وقطع الطريق علي لصوص وفلول النظام السابق والمطالبة بالقصاص للشهداء وتحقيق العدالة الاجتماعية المشروعة والتعاون في مواجهة الدعاوي المغرضة للصدام والإشاعات التي يتم ترويجها بين المتظاهرين. ومن ناحية أخري أكد وليد محمود أحد المسئولين عن تنسيق أمن الميدان الاستعدادات جرت علي قدم وساق وعلي درجة من التنظيم خلال الأيام الماضية استعدادا لأي سيناريو محتمل وأي مخالفة أمنية يمكن أن تقع داخل الميدان خلال المليونية بما في ذلك مناوشات أو مشاكل جانبية أو مصادمات. وأضاف أن من بين هذه السيناريوهات امكانية تطور أي خلافات إلي صدام مباشر, مشيرا إلي أن التنسيق مستمر مع كافة القوي المشاركة بالمليونة للتعامل مع مثل هذه التطورات من الناحية الأمنية. كما تم الاتفاق علي تخصيص فريق أمني مصاحب للجماعات المشاركة بشكل منظم كالأفواج المقبلة من المحافظات وغير ذلك للحيلولة دون وقوع أي خلاف حتي ولو في الرأي يمكن أن يخرج عن الاطار السلمي للثورة. كما قامت الجماعة السلفية بنشر أعداد من المتطوعين لحماية أمن الميدان وقامت بتمييزهم لدوافع تنظيمية بسترات فسفورية, في الوقت الذي انتظمت فيه صفوف التأمين من الإخوان المسلمين عبر مداخل الميدان وداخله. وحرصا علي استمرار سلمية الثورة, عبر المعتصمون والمشاركون في المليونية عن عزمهم المشاركة بأسرهم وذويهم لتوفير مناخ إيجابي يحول دون تطور الخلافات في الرأي والتعبير عنه إلي أي حد لا يمكن السيطرة عليه. وسارع الناشطون في الميدان بإقامة عدد كبير من المنصات الفرعية, فيما تم الاتفاق حول منصة رئيسية واحدة سيتم من خلالها ترتيب الكلمات بين كافة الأطياف السياسية تباعا وفقا للنسق الذي كان متبعا خلال الأيام التي سبقت سقوط النظام. فريق الاهرام في الميدان: إسماعيل جمعة عمرو علي الفار - معتز مجدي نادر طمان -علي محمد علي هاني عزت -عادل الألفي نهاد سمير- أحمد هواري