لم تعرف السينما المصرية طوال تاريخها- الذي يعود إلي أول فيلم بالإسكندرية بمقهي' زواني' في يناير1896 ثم فى 28 الشهر ذاته من نفس العام بسينما سانتي القاهرة- ما يسمي بالمصطلحات. ومن أبرز هذه المصطلحات بل مثار جدل واسع مصطلح السينما النظيفة الذي يعتبر البعض طرح فيلم' اسماعيلية رايح جاي' صيف1997 للنجم محمد فؤاد و الصاعد وقتها محمد هنيدي هو الشرارة التي أشعلته بل وجعلته الأبرز طوال الحقبة الماضية. اثنا عشر عاما وما يزيد بشهور وهذا المصطلح يحكم سوق السينما المصرية ومن يخالف ذلك يكون النقد اللاذع جزاءه والعواصف الشديدة بانتظاره وهناك من لم يحتملها فقلعت جذوره الهشة وأبعدته تماما عن الشاشة الكبيرة واستمر في عناده من كان فنه الهادف هو غايته ومبلغه, مع نهايات العام الماضي وبدايات2010 انتهي مصطلح السينما النظيفة وقتلت سينما الوجوه الجديدة هذا المسمي وطرحته أرضا بالضربة القاضية وهو ما أثار دهشة وحيرة كبيرة ما بين رافض للتغيير ورافض للمصطلح نفسه, المنتج والسينارست ممدوح الليثي نقيب السينمائيين الحالي يري أن المصطلحات ليس لها وجود في قاموس السينما بل ويرفض وجود ما يسمي السينما النظيفة من الأساس ويقول لا اعرف من ادخلها إلي عالم الشاشة الكبيرة فنحن نعرف ما هو مبرر دراميا وما هو مختلق لجذب الجماهير, ويضيف كذلك لا يوجد شيء اسمه سينما الوجوه الجديدة ومعظم الأفلام الحديثة هي دمج لعناصر الخبرة مع عناصر شابة واعدة ومن الظلم تحميل الشباب مسئولية مناقشة فيلم لقضية تمس جوانب اغلبها نرفض التعرض له, ويشير المخرج علي بدرخان إلي أن أسباب الاستعانة بوجوه جديدة تعود إلي محاولة جهات الإنتاج ترشيد النفقات في ظل أزمة عاصفة تضرب السينما بشدة ويقول السينما النظيفة مجرد مصطلح فقط قالوه منذ عشر سنوات ولا يوجد فيلم لا يوجد به مشاهد إغراء وأنا أريد من أي شخص أن يوضح لي معني كلمة سينما نظيفة وهل كنا نقدم سينما غير نظيفة في الماضي, نحن مع الوجوه الشابة ولا نحملها فوق طاقتهم من أخطاء غيرهم ونتفق معهم إذا ارداوا سينما من النوع الراقي فكريا وليس الفجاجة غير المبررة, بينما يري المنتج والمؤلف هاني جرجس أن اتهام الوجوه الجديدة بقتل مصطلح السينما النظيفة بعيد عن الحقيقة, فهناك أفلام كلمني شكرا وأحاسيس إبطالها نجوم مثل غادة عبد الرازق وعلا غانم ومروي وغيرهم ولذلك فاننا بذلك نظلم وجوها شابه تنتظر فرصه لان الموجه الحالية تتجه إلي تلك النوعية بغض النظر عن أبطالها, ويشير إلي أن أفلام الوجوه الجديدة غير موجودة حاليا وعليها رقابه شديدة بعدما أصدر النقيب اشرف زكي منذ ما يزيد علي ثلاث سنوات قرارا بأن تكون الوجوه الجديدة من خريجي معهد الفنون المسرحية ولذلك لم نجد إلا فيلم' ولد وبنت' وهو قرار يحمل ظلم شديد لان معظم نجوم ونجمات الجيل الحالي ليس خريجي المعهد مثل غادة عادل ومنة شلبي ومني زكي, ويقول الناقد محمد السيد عيد أن مصطلح السينما النظيفة مصطلح نسبي يختلف من شخص لآخر وأنا أتصور أن السينما النظيفة ليس معناها عدم وجود مشاهد جنسيه ولكن يجب توظيفها دراميا وهو ما لا اعترض عليه والوجوه الجديدة الباحثة عن الفرصة ليس لها ذنب وان كان هناك جاني يكون المنتج والمخرج والمؤلف لأنهم يحاولون إقحام الجنس في الأعمال الفنية أما الممثلون فهم مجرد أدوات وإذا رفضت الممثلة فهناك غيرها الآلاف, فيما رفض السينارست بلال فضل التعليق مكتفيا بقوله إننا في مجتمع غير ديمقراطي والكل يغضب من الحقيقة ولذلك أنا لا أتحدث إلا فيما يخص اعمالي, وذهب الناقد طارق الشناوي إلي أن الوجوه الجديدة لا تعرف ماهية السينما النظيفة ويحلمون بفرصه للعمل ولكن الأمر يخص صناع الفيلم الذين قادهم تقلص الميزانيات نتيجة الازمة العالمية إلي الهروب من الأجور الكبيرة للنجوم والاستعانة بوجوه شابه وان كان تلك النوعية من الأفلام التي قتلت مصطلح السينما النظيفة الذي ارفضه لن تكون موجة قادمة ستعم السينما مثل موجه الكوميديا التي كانت السمة ألرئيسيه السنوات الماضية لأن إيرادات الأفلام الحالية لا تشجع المنتج علي تكرار التجربة, أنا لست ضد سينما الوجوه الشابة أو السينما التي تقدم الإغراء الموظف دراميا ولكن أنا اكره العري المجاني.