تصعيد جديد للموقف الأمريكي ضد إيران, وذلك بعد موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي نشر درع صاروخية جديدة في4 دول خليجية هي الكويت والبحرين و الإمارات وقطر. بالإضافة الي سفن مزودة بأنظمة دفاع صاروخي في كل من الخليج العربي, والبحر المتوسط, وأوضحت الإدارة الأمريكية أن هذه الأنظمة الدفاعية, الهدف منها حماية الأهداف والمنشآت الحيوية في دول الخليج من أي هجوم إيراني بواسطة صواريخها الباليستية المختلفة. وقد أكد تقرير صادر عن البنتاجون( وزارة الدفاع الأمريكية), الأسبوع الماضي بشأن مراجعة سياسة الصواريخ الدفاعية بعيدة المدي, أن إيران امتلكت وطورت صواريخ طويلة المدي, قادرة علي ضرب أهداف حيوية في منطقة الشرق الأوسط, وحتي شرق أوروبا, كما زودت قواتها بأعداد متزايدة من المنصات المتحركة, لإطلاق الصواريخ طويلة المدي, كما أن البرنامج الصاروخي الإيراني قد تلقي دعما في الماضي من روسيا والصين وكوريا الشمالية, وأنها لاتزال تعتمد علي مصادر خارجية في توفير كثير من مكونات وأجزاء الصواريخ. واذا نظرنا في البداية الي نظام الدفاع الصاروخي القومي في السياسة الدفاعية الأمريكية, فسنجد أنه يهدف الي نشر أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية, ويمكنها حماية أكبر عدد من الدول والأقاليم الموالية للولايات المتحدةالأمريكية من هجمات الصواريخ الباليستية طويلة المدي, ومصادر التهديد المحتملة, والتي تقوم عليها استراتيجية بعض الدول, وهي إيران, وكوريا الشمالية والعراق قبل احتلاله. واذا نظرنا الي المرحلة الثانية, من نظام الدرع الصاروخية التي تنفذ في دول الخليج, حيث إن المرحلة الأولي سيتم الانتهاء من معظمها عام2012 في أوروبا ودول أعضاء في حلف الناتو, فسنجد أن إيران في الواقع لا تمثل تهديدا حقيقيا لدول مجلس التعاون الخليجي, فكل دولة علي حدة وبرغم الاختلافات الأيديولوجية مع إيران فإن العلاقات قوية جدا فيما بينهما, خاصة الاقتصادية منها, فيما يربط الخليج العربي بأهم مصالح مشتركة بين دول المجلس وإيران, وهو البترول, ومضيق هرمز الممر الملاحي الوحيد للخليج العربي لتصدير البترول والغاز الطبيعي. View منطقة الخليج in a larger map إذن, فمن الواضح هنا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية, تقوم بنشر الدرع الصاروخية في منطقة الخليج محاولة منها لحماية أمن إسرائيل, حيث إن إيران تمتلك صواريخ باليستية قادرة علي الوصول الي العمق الإسرائيلي, وهنا ترغب الولاياتالمتحدة في طمأنة إسرائيل بأنه لن يكون هناك هجوم إيراني علي أراضيها لأنه سيتم تدمير هذه الصواريخ في الجو بعد انطلاقها من قواعدها في إيران. ويؤكد العديد من المحللين الاستراتيجيين, أن نشر الأنظمة الدفاعية الجديدة في دول الخليج يتضمن تركيب8 بطاريات من صواريخ باتريوت المطورة,( بطاريتين في كل دولة), وهي قادرة علي اسقاط صواريخ إيرانية قصيرة المدي, هذا بالإضافة الي خط الدفاع الأول, والذي يتكون من سفن حربية أمريكية من طراز( ايجيز), تقوم بأعمال الدورية في الخليج علي مدي الساعة, وهي مزودة بأجهزة رادار متطورة, وأنظمة صاروخية مضادة للصواريخ, مصممة لاعتراض الصواريخ متوسطة المدي. ولكن النقطة المهمة هنا هي أن حلف شمال الأطلنطي( الناتو), يضطلع بدور أمني في البرنامج الأمريكي الجديد من خلال نشر سفن حربية استطلاعية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر, في محاولة للسيطرة علي أي حدث قبل حدوثه, الأمر الذي يؤكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتمد بشكل كبير وأساسي علي الحلف في تنفيذ مخططاتها, وأهدافها, كما أن ما يحدث الآن هو ترجمة لقرارات قمة اسطنبول للحلف في عام2004, والتي أقر فيها مشروع الشرق الأوسط الموسع, حيث يلعب فيه الحلف دورا أمنيا لحماية الدول الأعضاء به من أي هجوم محتمل, أو اضرار بمصالح تلك الدول, خاصة الاقتصادية منها وعلي رأسها البترول, لذا فإننا نجد قوات لحلف الناتو موجودة في البحر الأحمر وبحر العرب, لحماية السفن من القرصنة الصومالية, بجانب وجود قوات كبيرة في أفغانستان, وكذلك العراق, وأخيرا في النظام الأمني الجديد الذي تحاول أن تصيغه الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة. والمتوقع أن توجد الانعكاسات المترتبة علي هذه المرحلة من الدرع الصاروخية ردود فعل ليس من الجانب الإيراني فقط, انما أيضا علي المستوي العالمي, خاصة روسيا, حيث إن هذا النظام, يعمل علي الإخلال بالتوازن الاستراتيجي مع روسيا.