هناك أزمة يشهدها التحكيم في الكرة المصرية, هذه حقيقة لاجدال فيها رغم تأكيد البعض ان الحكام المصريين بخير. هناك أزمة ثقة بين الحكام والأندية ساعدت علي تدهور مستوي التحكيم سواء كان بقصد أو بدون قصد, وشهدت مباريات عديدة هذا الموسم أخطاء فادحة لايقع فيها حكم مبتدئ وبعض هذه الاخطاء كان مؤثرا علي نتائج المباريات. مشكلة التحكيم المصري ليست وليدة اليوم أو الأمس ولكنها مشكلة مزمنة ولدت منذ سنوات طويلة, فهي ليست نتيجة سوء سياسات من لجنة عصام صيام أو اللجان السابقة ولكنها أزمة نشأت في مناخ غير صحي غاب عنه الحب والاخلاص وايضا الاحترام مما أدي الي وصول الحال الي ما هو عليه الآن.. صراعات ومؤامرات يتساوي فيها الجميع كبيرا وصغيرا دون استثناء. وساعدت جميع الاطراف الاخري في زيادة حجم المشكلة وبدلا من أن يقوم اتحاد الكرة بمساندة الحاكم وتدعيمهم تدخل في اعمال اللجنة وقام العديد من أعضاء مجلس ادارة اتحاد الكرة الحاليين والسابقين بتعيين حكام معينين لمباريات معينة ولاندية معينة, وبالطبع في ظل وجود اندية أقوي من اتحاد الكرة الخاضع قامت هذه الاندية بتعيين حكامها ورفض حكام معينين لإدارة مبارياتها وعادت ظاهرة الحكم الملاكي.. هذا الحكم يحكم للنادي الفلاني وهذا مرفوض. لذلك خرج العديد من المدربين عن صمتهم وانتقدوا الحكام بشدة, بل ان حسام حسن المدير الفني للزمالك شن هجوما عنيفا علي الحكام واعتبرهم هم الذين اهدروا حق الزمالك في الفوز بالدرع بعد أن كان الفريق الاقرب للبطولة. وهنا يفرض السؤال نفسه هل كان للحكام دور في صراع القمة والقاع هذا الموسم؟ وللإجابة علي السؤال يجب ان نفرق بين خطأ متعمد وخطأ غير مقصود, فقد شهدت مباريات كثيرة أخطاء تحكيمية فاضحة تنم عن قلة خبرة وسوء اختيار وبعضها يؤكد عدم صلاحية هذا الحكم لممارسة التحكيم وبعضها يؤكد عدم صلاحية هذا الحكم لممارسة التحكيم من أساسه, ولكن علينا ان نعترف بان كل الاندية التي استفادت من أخطاء التحكيم وقع عليها الضرر ايضا. فالزمالك الذي يندب حظه ويتهم الحكام صراحة بسوء الخاتمة قد استفاد من هذه الاخطاء في مباريات عديدة, فإذا كان قد وقع عليه ظلم في مباراة المقاصة فقد فاز علي المقاولون بهدف مشكوك في صحته, والأهلي وان كان البعض يتهمه بمجاملة الحكام له فقد تعرض لظلم تحكيمي في مباريات عديدة والغاء اهداف صحيحة مثلما حدث في لقاء وادي دجلة. من الظلم أن تتهم لجنة عصام صيام بانها هي المسئولة عن كل هذه الأزمات التحكيمية ولكن من العدل ان تشمل الاتهامات كل اللجان السابقة محمد حسام وجمال الغندور ومحمد حافظ واحمد بدوي ومصطفي البطران, لأن كل هؤلاء مسئولون عن الحالة التي وصل اليها التحكيم وساهموا فيها. داخل اسرة التحكيم الكل يلقي بالمسئولية علي الآخرين دون ان يفكر احد في مستقبل التحكيم والنهوض به. الحكم الدولي السابق عصام عبد الفتاح حدد الداء وطرق العلاج منه حتي يستطيع التحكيم ان يقف علي قدميه مرة أخري, قال عصام عبد الفتاح ان هناك لوما يقع علي لجنة الحكام خاصة في تغيير أطقم المباريات لان في ذلك اهانة بالغة لكل الحكام. وأضاف أن تدخل اتحاد الكرة في عمل اللجنة زاد من حجم المشكلة الي جانب قيام مجلس الادارة بإقالة لجنة وتعيين أخري بناء علي طلب بعض الحكام مما أدي الي وصول الحال الي ما هو عليه الآن من سوء أخلاق وعدم احترام. واعترف عصام عبد الفتاح بأن اخطاء التحكيم كان لها دور مؤثر في صراع القمة والقاع. مؤكداان توقيت هذه الاخطاء كان له تأثير علي مستوي المنافسة. وأكد عصام عبد الفتاح أن الحل يكون في وجود لجنة حكام مستقلة تماما في اتحاد الكرة يتمتع بالمصداقية والثقة ولا يستطيع احد أن يخترق نظامها خاصة في التعيينات. وأشار الي ان الاخطاء موجودة في كل دوريات العالم.