اخلع نعلك واخفض رأسك واخشع.. هذا ميدان التحرير وقدس الأقداس وحبة عين القلب ومنطلق الصبوات ومعتنق الأنفاس في صهد اللحظات المؤتلقة تصعد أرواح نشوي منطلقة.. تتماوج في هسهسة اللحن وفي إيقاع نشيد الحلم وفي هتفات الوطن المتكئ علي كتفي نهر غاضب تخرج أنبل ما تحويه صدور زمان صاخب وغرام شباب يملأ وجه الكون ويصبغه بدهان يقين وثقة اخلع نعلك واخفض رأسك واخشع.. ثم ارفع صوتك حتي يرتج الملكوت واقرأ في آيات صلاتك وتأمل إصحاح نجاتك هذا يوم يشرق فيه الفجر وتصدح كل الأجراس! .......................... اخلع نعلك وادخل في عبق الميدان تأمل في كل رصيف وحجر وجه عزيز غاب ووجه نهار يشرق في إثر نهار والكون ضفاف, وهتاف, وشرر وتأمل: هذا نقش حفرته صبية بأظافر حب مصرية ترسم وجه صبي كان, وأصبح طيفا من أطياف الحرية وتأمل: في كل مكان طوفان بشر مليون, مليونات, امتلأ الميدان وجاش, وفاض ونشيد بلادي منهمر وعد رعد وغناء, ومطر وفؤاد منفطر هذي أم ثكلي تستودع أرض الميدان خشاشتها.. تتعوذ باسم الله وتقسم لن تتحرك حتي يأتي يوم الثأر ويسقط تحت الأقدام عدو الله وطاغوت الأزمان المنصرمة وسواد ليالينا الجهمة يرجمه كل منا بحجر! وتأمل: في الركن الأقصي من قلب الميدان ينشد شاعر وتغني كوكبة ذابت في وقد الإحساس أنشودة نبل, وحماس هذا وقت للأرواح العطشي, والأفئدة الثكلي والأحلام المنطفئة تغرورق بالفرح الأسني وقت لجميع الناس! .......................... اخلع نعلك وتأمل: حين تمر غدا أو بعد غد ميدانا كنت تمر به آلاف المرات لا تنتبه ولا تتلفت وتشمم عطر زمان آخر جاء الدنيا اختلفت من حولك هذي أرض غير الأرض, وفوقك وجه سماء أخري تزدحم بأرواح الشهداء تصعد في معراج الحب, تبارك شمسا أخري, تشرق في كامل رونقها وقلوبا طارت مثل عصافير الأوطان تتهدل فوق الأغصان كعناقيد الحب الريان وتزقزق ملء الأحضان يا أبناء الشمس ويا عقدا ذهبيا تسطع فيه حبات الماس لا تخشوا بعض صفيح الأرض حين يريد مكانا في الصورة ينتقض, يعربد مقهورا ينسي أن مكان السفلة تحت الأقدام رؤوسهمو في الأرض مداس! في أيديكم أنتم ضبط الإيقاع, وتوزيع الأنغام, وتلوين الأيام, وقصة حب كبري الوطن الغالي يملكها والشعب الحر هو الحراس! المزيد من مقالات فاروق شوشة
