طالبت حكومة جنوب السودان الخرطوم بالإلتزام بالإتفاقيات الثلاث التي وقعاها مؤخرا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية الوساطة الأفريقية, وهي الإتفاق الإطاري بشأن ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. ونشر قوات دولية في أبيي والحدود, وقال فرمينا مكويت منار ممثل حكومة الجنوب في مصر والجامعة العربية وعضو المفاوضات بأديس أبابا: إن ماتم التوصل إليه بشأن هذه القضايا هو خطوة جيدة لحل المشكلات بشأنها بين شمال السودان وجنوبه الذي سيعلن إستقلاله رسميا في التاسع من يوليو المقبل, وأضاف: إنها خطوة لحقن الدماء بعد التطورات الخطيرة في جنوب كردفان وأبيي, وعلي حكومة الخرطوم الإلتزام بها وليس الإختلاف حولها, وأشار إلي أن المفاوضات بين الجانبين التي توقفت مؤخرا ستستأنف حول باقي القضايا العالقة ومن بينها القضايا الإقتصادية والبترول والمواطنة عقب الإحتفال بإستقلال دولة الجنوب, في الموعد الذي يحدده الوسطاء, مؤكدا أن عدم إلتزام الخرطوم بما تم الإتفاق عليه ستكون عواقبه كارثية, وتؤدي لتهديد السلام والإستقرار بين شمال السودان ودولة الجنوب القادمة. وقال: إن حكومة الجنوب ملتزمة تماما بتعهداتها, وترغب في حل جميع القضايا الخلافية العالقة, وأن تكون عنصر سلام وتعاون في المنطقة, لأن شعب الجنوب تحمل مايكفي من المعاناة والحروب ويتوق إلي بناء دولة مستقرة لها علاقات طيبة وتعاون بناء بجميع جيرانها. ورحب ممثل حكومة الجنوب بالتصريحات المصرية الأخيرة علي لسان وزير خارجية مصر الوزير محمد العرابي التي أكد فيها أن مصر ستكون الدولة الثانية التي تعترف بدولة الجنوب بعد السودان الشمالي, وأكد أن علاقات تعاون بناء بين مصر ودولتي شمال السودان وجنوب السودان ستكون ضمانة للسلام والإستقرار بالمنطقة, وقال المسئول الجنوبي: إن هذا الأمر ليس مستغربا من مصر, وهو إمتداد لمواقفها كشقيقة أكبر في المنطقة, وأشار إلي أن دعم مصر للجنوب بدأ منذ إتفاقية السلام عام2005, فكانت رائدة في تنمية الجنوب ومساعدته, كما كان لتدخلها في مساعدة الشمال والجنوب علي تجاوز خلافاتهما أكبر الأثر في إزالة سوء التفاهم بين الطرفين و تجنيب السودان العودة إلي دائرة الحرب ووصول الفترة الإنتقالية إلي نهايتها بسلام.