التحلي بالروح الرياضية ونبذ التعصب والعنف بين الجماهير مطلب شعبي على كافة مستويات وطوائف المجتمع المصري، خاصة في اللقاء المرتقب بين فريقي الأهلي والزمالك الذي يقام مساء الأربعاء المقبل على إستاد القاهرة الدولي ضمن الأسبوع السابع والعشرون من الدوري الممتاز لكرة القدم. وتكتسب المباراة أهمية كبري لأن نتيجتها ستحدد إذا ما كانت المنافسة على البطولة مازالت في الملعب أم لا سواء كان ذلك في حالة هزيمة الأهلى وفوز الزمالك والعكس، خاصة بعد اتساع الفارق بين الفريقين إلى خمس نقاط. للأسف لقد ظهر في ملاعبنا خلال الآونة الأخيرة في مباريات الدوري عدد من الظواهر السلبية التي شوهت صورة مصر أمام العالم، وجعلت الدوري سيء السمعة بسبب حالة الانفلات الأمني والأخلاقي الغير مبرر أهمها مباراة الاتحاد السكندري ووادي دجلة التي كانت ضمن الأسبوع الرابع والعشرين من الدوري العام المصري، عندما قامت بعض من جماهير نادي الاتحاد باقتحام الملعب والاعتداء على رجال الشرطة وطاقم التحكيم النمساوي الذي كان يدير المباراة بالإضافة إلى تحطيم مقاعد مدرجات استاد اسكندرية بعد تسجيل وادي دجلة هدف الفوز في الوقت بدل الضائع. هذا الاعتداء السافر على طاقم التحكيم النمساوي والذي شاهده العالم عبر شاشات التلفاز اثر بالسلب على مشاركة الحكام الأجانب، وظهر ذلك جليا في القرار الذي أصدره الاتحاد النمساوي بتعليق ذهاب أي الحكام النمساويين إلى مصر، وكان سببا في تخوف الاتحادات الأجنبية من إرسال حكامها للمشاركة في تحكيم المباريات المتبقية من عمر الدوري. ومن هنا نتساءل متي نرى في ملاعبنا عدم الفصل بين الجماهير مثلما يحدث في الدوريات الأوروبية ومتي يتعلم الجمهور ثقافة الروح الرياضة التي نراها في الملاعب الأوروبية من خلال تقبل الجماهير والإداريين والأجهزة الفنية واللاعبين للهزيمة بصدر رحب. لابد أن يتحلي جماهير الناديين والأجهزة الفنية واللاعبين في الفريقين بضبط النفس والالتزام بالروح الرياضية، ويجب على الجماهير عدم توجيه سباب جماعي ضد اللاعبين واستفزازهم، حتى لا ينعكس ذلك على سير المباراة، ولكي تخرج بصورة مشرفة تظهر أن مصر بعد الثورة مازالت هي بلد الأمن والأمان خاصة أن الضوء مسلط حاليا على الدوري المصري بعد انتهاء الدوريات في معظم أنحاء العالم. المزيد من مقالات عماد الدين صابر