تحقيق:سيد صالح وسط كل أزمة تلوح في الأفق نقط مضيئة ربما تسهم في تغيير الأحوال فمثلا مشروعات التحسين الوراثي يمكن أن تنمي ثروتنا الحيوانية, وتزيد الانتاج, وبالتالي تقل معدلات الاستيراد من الخارج. وتنخفض الأسعار, إذا تم الاستفادة منها, وتعميمها, ضمن استراتيجية قومية.. والحل يكمن في خلط سلالات أوروبية, بسلالة بلدية, عبر مشروعين للتعاون بين مصر وفرنسا, وإسبانيا, في هذا المجال. نبدأ بالمشروع المصري الفرنسي للتحسين الوراثي في الأبقار البلدية, والذي انطلق بشكل تجريبي كما يقول الدكتور محمد الحسيني مدير عام إدارة التناسليات والتلقيح الصناعي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية, كمرحلة أولي للنظر في النتائج المترتبة علي تلقيح الأبقار البلدية بسائل منوي مستورد من سلالتي الأبندنس و الترنتيز عند المربي الصغير, واختيار السلالتين الأكثر صلابة, والتي تعيش في ظروف صعبة في جبال الألب الفرنسية, وتم استيراد ألفي جرعة من السلالتين, كما تم تلقيح الأبقار البلدية بها. وقد أظهرت النتائج في الجيل الأول حصيلة باهرة من حيث التحسين الوراثي في الشكل العام للنتائج من حيث الزيادة في اللحم, وكذلك إنتاج الألبان, كما أظهرت النتائج أيضا تحسنا ملحوظا في معدل الخصوبة, وكذلك مقاومة الأمراض, وكان الهدف في المرحلة الأولي, هو زيادة إنتاج اللبن, واللحم عند المربي الصغير, والظروف الصعبة عند المربي الذي يملك أقل من خمسة رؤوس. وقد تم تلقيح الأبقار البلدية بسائل581 ألف جرعة في اتجاه واحد, أي أن النتاج من الترنتيز يتم تلقيحه بترنتيز, والنتاج من الابندنس يتم تلقيحه بالابندنس, وقمنا بترقيم كل الأبقار الملقحة في المشروع, وكذلك النتاجات, وكذلك تسجيل كل البيانات من حيث معدلات النمو, والشكل العام, وإنتاج اللبن علي برنامج كمبيوتر خاص وذلك في المحافظات التي تم تطبيق المشروع بها, وهي بني سويف, والفيوم, لأنها من المحافظات الفقيرة, بالمقارنة بمحافظات الدلتا. وقد كانت النتيجة التي تحققت في نهاية المرحلة الأولي مذهلة, من حيث تدافع المربين علي تلقيح حيواناتهم بالسائل المنوي الفرنسي, بعد أن شاهدوا النتاجات عند جيرانهم, خاصة أنها قريبة الشبه من النتاجات البلدية التي تحظي بسعر أعلي في الأسواق وكذلك لقدرتها علي تحمل الأمراض أكثر من نتاجات السلالات الأخري مثل الهولشتين. وكان الهدف من تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع, هو الاستمرار في زيادة التلقيح الصناعي في المحافظات المختارة( بني سويف, والفيوم), وتقليل الاستيراد من السائل المنوي من فرنسا, وذلك بإنتاج سائل منوي من الجيل الثالث من الابندنس والترنتيز في مركز السائل المنوي في بني سويف, حيث تم إنشاء مركز لتنشئة الطلائق من النتاجات المختارة من أحسن الأمهات من الجيل الثاني, واختيار أحسن نتاجات من حيث الشكل العام, ومعدلات النمو, وبعد البلوغ, وكذلك تم اختيار أحسن سائل منوي. بحيث يتم استعماله في التلقيح بعد فحص نتائجه, وقصر استعمال السائل المنوي المستورد علي أمهات الطلائق فقط. ومن المعروف كما يقول الدكتور الحسيني أن البقرة البلدية عند المربي التقليدي فقيرة من حيث الحجم, والشكل العام, كما أن إنتاجها قليل من اللحم واللبن, مع أن صغار المربين يملكون أكثر من09% من إجمالي الثروة الحيوانية في مصر, لذا كان علينا الاهتمام بهذه الفئة, وتلقيح هذه الأبقار بسلالة أخري تناسبهم أكثر من الهولولشتين الذي أثبت فشله عند صغار المربين, والنجاح الكبير في المزارع الكبيرة, وكان اختيار الترنتيز والابندنس اختيارا موفقا, فقد تم تلقيح062 ألف بقرة بسائل منوي مجمد من سلالتي الترنتيز و الابندنس وكانت ايجابية الحمل96%, وهي نسبة عالية جدا, وتمت متابعة وتسجيل302 آلاف حالة ولادة مستخدمين برنامج الكمبيوتر الخاص بالمشروع المصري الفرنسي, وبعد الترقيم الفعلي للولادات بأرقام تعيش مع العجول طيلة فترة عمره, وكذلك يتم متابعة معدلات النمو في الذكور, وإنتاج اللبن, وقد سجلنا زيادة كبيرة في كمية اللحم, والألبان في هذه النتاجات عند المربي الصغير. شاروليه الفرنسية ولا تزال نجاحات المشروع مستمرة, بالرغم من انتهاء إشراف الجانب الفرنسي علي المشروع, والذي اعتبره الخبراء الفرنسيون مثلا يحتذي به أمام الدول الافريقية, والآسيوية, بل وبعض الدول الأوروبية مثل ألبانيا, بسبب النتائج الايجابية التي تحققت في مصر. سلالة أسبانية واستكمالا لفكرة التوسع في التلقيح الصناعي, والكلام للدكتور محمد مصطفي الجارحي رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية تم تنفيذ المشروع المصري الأسباني للتلقيح الصناعي, في6 محافظات( المنياأسيوطسوهاجقناالأقصرأسوان), حيث كان نشاط التلقيح الصناعي في هذه المحافظات منخفضا ولذلك كان العمل بها يحتاج إلي مجهود كبير, لإقناع المربين بفكرة التلقيح الصناعي, حيث تم تجهيز27 نقطة بمعدات التلقيح الصناعي, لا سيما أن المشروع يعتمد علي النقاط الثابتة وليس خطوط السير, كما تم استيراد00031 جرعة من إسبانيا من سلالة البراون سويس لاستخدامها في تلقيح الأبقار البلدية, وتحسين إنتاجها من اللحم واللبن في نتاجاتها, فضلا عن شراء8 طلائق من سلالة البراون سويس نقية من مزارع مصرية, لإنتاج سائل منوي مجمد وتقليل استيراد السائل المنوي من الخارج, وتلقيح عدد074.01 أبقار محلية ومتابعة596.97 وبلغت نسبة الايجابي منها887.05 حالة, كما تم إنشاء معمل بيطري ببني سويف, وتجهيزه بأحدث المعدات اللازمة لفحص الأمراض للطلائق, والأبقار, وإمداد المحافظات المشتركة في المشروع بأجهزة كمبيوتر لتسجيل التلقيحات, ومتابعة الحمل, والولادات, وتدريب27 طبيبا بيطريا من العاملين بالمشروع بإسبانيا, لزيادة الوعي البيطري, والاطلاع علي أحدث الأساليب الاسبانية في التلقيحات, والمتابعة, والتعامل مع المربين, إلي جانب استيراد ماكينة النيتروجين السائل بمحافظة سوهاج, لتزويد محافظات المشروع بالنيتروجين السائل, وتم إقامة مهرجانات لاختيار أفضل الحيوانات المهجنة بكل المحافظات, لتشجيع المربين علي الاحتفاظ بحيواناتهم.