ظواهر لاتطمئن المشهد السياسي في مصر لاينم عن التشاؤم, ولكنه لاينم عن الاطمئنان! قد يري البعض ان التظاهر السلمي حق مشروع, وان تعطش الشعب للحرية يدفعه نحو التعبير عن مطالبه بطرق ربما تكون في بعض الأحوال غير مشروعة وتضر بالصالح العام, ولكن البلطجة وقطع الطرق, واحتجاز الركاب في القطارات وعربات المترو, والنوم علي الاسفلت, والاعتداء علي مذيعة في ميدان التحرير, ومحاولة اقتحام مراكز الشرطة, والاعتداء المتكرر علي ضباطها, كلها ظواهر مخيفة لاتطمئن, وجرائم في حق الوطن ينبغي عدم السكوت عليها, أو التعامل معها برفق. وهذا الانفلات الأمني ألحق ضررا بالغا بالاقتصاد وبعجلة الإنتاج في كل القطاعات, فضلا عن هروب السياح, وتعطل مصالح الناس بسبب الزحام, والفوضي المرورية في الشوارع, واحتلال الباعة الجائلين الشوارع وإغلاقها في وجه المارة. والسلطة السياسية والتنفيذية منذ الحادي عشر من فبراير الماضي وحتي الآن لم تتمكن من إعادة الاستقرار للشارع المصري, ولم تستطع القضاء علي الفوضي, وحالة عدم الأمن والأمان التي يعيشها الناس. والضرورة تقتضي علي كل محب لهذا الوطن الذي ننتمي إليه جميعا تطبيق القانون بكل حزم وحسم. ويجب أيضا عدم الانتظار أكثر من ذلك في معاقبة المجرمين والفاسدين, حتي لايتحول المجتمع إلي غابة, وحتي نجنب وطننا العزيز مخاطر التمزق والانفلات. ولن تعود الحياة الجادة في المجتمع مرة أخري إلا بالعمل الجاد, والتعاون مع فئات الشعب المختلفة, ونبذ الخلافات والمنازعات التي سقطت علينا بهدف هدم ما حققناه من نجاحات حتي الآن, والعودة مجددا إلي طبيعة النسيج المصري الاصيل. فمتي نترك أسوأ ما فينا ونرتقي إلي مستوي ثورة25 يناير؟ المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد