تحقيق:غادة عبدالله مع اقتراب امتحانات الثانوية تسيطر علي الأسرة المصرية حالة القلق والرعب خوفا علي مستقبل الابناء, وفيما بين الرغبة في التفوق والتحصيل والالتحاق بالكليات المرموقة. وأزمة أيام الامتحانات تعيش آلاف الأسر حالة من الضغوط والتوترات التي تصل إلي حد الاصابة بالاكتئاب والخوف. بداية تقول الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع ان الثانوية العامة ستظل أزمة كل بيت لديه أبناء في التعليم لانها تمثل نوعا من الرعب يصيب الأبناء والآباء بالقلق تصل إلي حد الاصابة بالمرض النفسي. وقبل25 يناير كانت الثانوية العامة وامتحاناتها صعبة بعضها خارج المنهج وبعضها يتسرب الي بعض الناس فلا يوجد توازن ولا عدالة فالثانوية العامة كانت كارثة, وكانت المناهج الخاصة بها شديدة الصعوبة, وبالتالي كان الآباء لا يعتمدون تقريبا علي المدارس بل علي الدروس الخصوصية وفي السنوات الأخيرة كانت هناك قرارات بضرورة حضور الطالب المدرسة رغم أن المدرسة لاتعطي للطالب أي معلومات, أيضا قام بفصل الكثير منهم لعدم الحضور وهذه السياسة مثلت عبئا آخر علي أعباء الثانوية وبالتالي أصبح الطلبة في ثانية وثالثة ثانوي يشعرون بالاكتئاب والقلق منذ لحظة انتسابهم للثانوية العامة. هذا القلق يؤدي إلي احساس الطالب بفقدان الثقة في النفس فكل ما يذاكره لا يستوعبه نتيجة توتره وخوفه من الثانوية العامة.. كما يصاب بالأرق مما يؤدي إلي مضاعفة الاجهاد. ومن أسوأ ما يشعر به الطالب هو خوفه من المجموع لان المجموع غير مستقر فهو مستقبل مجهول فكلية الهندسة في عام تقبل الحاصليه علي90% وفي عام آخر95% وتضيف الدكتورة عزة كريم ومن شدة خوف طالب الثانوية لا يستطيع التركيز في ا لامتحان فلا يحصل علي النتيجة المرجوة وقد يجعله الخوف يمرض قبل الامتحان كنوع من أنواع الهروب من موقف الامتحان والبعض الاخر من الطلبة يدفعهم الخوف إلي الانتحار. ومن جهته يؤكد الدكتور فتحي يونس أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة أن الطالب علي مدي العام الدراسي يحصل المواد الدراسية شيئا فشيئا وهذا يساعد الذاكرة علي أن ترتب المعلومات وتنظمها تنظيما جيدا ومن المعروف في علم النفس أن التحصيل الموزع علي فترات زمنية منتظمة أفضل بكثير جدا من التحصيل المكثف في زمن ضيق ومحدود.. ومن المعروف أيضا في علم النفس التربوي أن الذاكرة تحتاج لكي تثبت المعلومة فيها إلي المراجعة في فترات زمنية منتظمة ولا يستطيع الطالب بأي حال من الأحوال أن يتفوق ويتميز إذا اعتمد علي الوقت الأخير في نهاية السنة ولذلك ينصح أن تخفف الأسرة الضغوط من حول الطلاب. ويؤكد الدكتور أحمد البحيري استشاري الطب النفسي بالامانة العامة للصحة النفسية أن مشكلة الثانوية العامة تمثل موضعا للضغط علي الطلبة والأسرة, ويبدأ ضغط هذه المرحلة قبلها بعامين فيؤدي ذلك إلي مشاكل في النوم والقلق في توقع النتائج وهو قلق ليس ايجابيا.. ويصاحب ذلك القلق توقع كبير من الأهل اكثر من امكانيات الطالب فقدرات الطالبالعلمية في بعض الأحيان أقل من المتوقع.