10 ملايين ورقة أجابة.. هي الحصيلة التقريبية للأوراق التي سوف تدخل الي كنترول الثانوية العامة في مصر في قطاعات التصحيح الاربعة الموزعة في شتي مدن ومحافظات مصر. عشرة ملايين ورقة تحمل بين طياتها مستقبل نحو750ألف طالب مابين القسمين العلمي والادبي.. مصيرهم أصبح مهددا منذ لحظة الخروج من المدرسة أو لجنة الامتحان وحتي وصولها الي الكنترول الذي أصبح الخطر الأكبر.. بعد الحرائق المتتالية في كنترولات الاعدادية والثانوية الصناعية في أسيوط.. والذي حصد المئات من أوراق الإجابات الخاصة بالطلاب تلاه حريق آخر في معهد أزهري في محافظة القليوبية حيث تم حرق أكثر من258ورقة إجابة للصف الاول الاعدادي والاول الثانوي الازهري والذي اعتبرها أصحاب الخبرة مجرد بروفة لحرق كنترولات الثانوية العامة. تدق ناقوس الخطر.. وتقرع الاجراس لكي ينتبه الجميع الي أن الخطر ليس فقط في تأمين وصول أوراق الأسئلة لكن في الكنترول أيضا. يقول عادل محفوظ وكيل وزارة التربية والتعليم السابق ان ماحدث في امتحانات الاعدادية في محافظة المنيا ماهو الا بروفة اولية للثانوية العامة فقبل الحديث من الكنترول يجب أن نلتفت الي مابعد تأمين وصول أوراق الاسئلة والاجابات الي اللجان الانتخابية خاصة في القري والنجوع والاماكن الشعبية في مصر مثل المرج والهرم والتبين وحلوان والمناطق العشوائية فأن هناك أولا وسائل غش غير تقليدية فبمجرد تسليم أوراق الأسئلة ستجد أنه بقدرة قادر تم تسريب الأسئلة أولا العربات التي تحمل الميكروفونات تقف أمام المدارس وتذيع الاجابات وهي تجربة غشها أكثر من مرة في اوقات سابقة كان الأمن فيها قويا وبعد خروج الاسئلة سوف يحدث السيناريو التالي أما أن يتم تتبع عربات نقل أوراق الاجابات والتخلص منها مثلما كان يحدث في الانتخابات بالاستعانة بالبلطجية المتخصصين في حرق صناديق الانتخاب.. أو انه سوف يتم حرق الكنترول نفسه وهو أصبح من السهل جدا الآن فزجاجات المولوتوف أصبحت محلية الصنع وسهلة الاشتعال ونتيجتها مضمونة. كنترول مجهول والحل من وجهة نظر الدكتور محمد السيد عبدالله الاستاذ المتفرغ والخبير في نظم التعليم أن يتم تأمين نقل الصناديق من اللجان الي مقر وزارة التربية والتعليم.. وبعدها ينقل إلي كنترول سري والافضل أن يتم عمل كنترول كبير داخل مديريات الأمن الخاصة بكل محافظة فهذه منطقة آمنة أكثر من مديريات التربية والتعليم وأماكن التصحيح داخل المدارس والمجمعات. مرحلة حرجة ويري وائل محمد النحاس مدرس اعدادي وشارك في العديد من كنترولات تصحيح الثانوية العامة. أن أوراق الامتحان ستصل بسهولة الي اللجان.. لكن من الصعب أن تصل الي الكنترول بنفس السهولة خاصة في الاماكن الشعبية وبعض المراكز في الصعيد مثل مركز جهينة والمراغة في سوهاج والغش في بني سويف وبني مزار في المنيا.. فهذه بعض البؤر في الصعيد التي أعلم انها تستعد من الآن للثانوية العامة بالاضافة الي عشوائيات القاهرة مثل المرج.. وفيصل ومنشأة ناصر واعتقد انه بمجرد أن يصرخ الطلاب كالعادة من وجود سؤال صعب أو مادة بها بعض العراقيل سوف تظهر جيوش من البلطجة التي ستحاول بكل الطرق بداية من أرهاب المراقبين في اللجان بالسماح للطلاب بالغش ونهاية بسرقة أوراق الاجابات. ويضيف محمد حامد مدرس ابتدائي أن هناك1485 لجنة علي مستوي الجمهورية.. يراقب فيها90الف مدرس.. وهناك ايضا60الف مدرس علي ذمة تصحيح الاوراق في شتي بقاع مصر.. استعدت بها الوزارة.. وهناك أماكن للمبيت.. وبدلات.. ومكافأة إمتحانات.. كل هذا شيء جميل.. لكن لم تتحدث الوزارة حتي الآن عن تأمين اللجان.. وتأمين المراقبين خاصة الذين ترحل بهم القرعة الي القري والنجوع حيث لاتوجد مقر إقامة للمدرس أما السماح بالغش.. أو القتل.. فأنا في العصر البائد كنت في قرية نائية ليس بها مواصلات الي المركز.. وكان أهالي القرية يرفضون أن يبيعوا لنا الطعام أما هذا العام فأكيد تحت الضغوط سوف يضطر البعض الي التهاون الشديد. هذا بالنسبة للمراقبين أما للكنترول فأنه في حال وصول الاوراق اليه سوف يتعرض أما للجري أو لضياع بعض الأوراق التي يضل طريقها بفعل فاعل.. تغيير القانون والحل من وجهة نظر محمد حامد والذي سيرغم الأهالي علي حماية أوراق الاجابة.. والكنترول ايضا.. هو أن يتم تغيير القانون بحيث لاتحتسب الدرجات النهائية للطلاب الذين فقدت أوراقهم خاصة الجماعية نتيجة الحريق, لكن درجة النجاح فقط. كما تعلن الوزارة أن الكنترول سوف يشطب الاجابات التي يشك فيها انها غش جماعي. وبهذه الطريقة سوف يقوم الأهالي أنفسهم بحماية الكنترولات وتأمين اللجان من الداخل والخارج لمنع الغش الجماعي. وسوف يسهر الأهالي علي حماية الكنترول من الخارج حفاظا علي مستقبل أولادهم.