عاطف عبدالواحد شتان الفارق بين محمد ناجي جدو في بطولة الأمم الإفريقية في أنجولا, وجدو في بطولة الدوري, وتحديدا في الدور الثاني من عمر المسابقة. في161 دقيقة فقط مع منتخب مصر في أنجولا دخل جدو التاريخ وانضم لقائمة العظماء.. سجل خمسة أهداف وتربع علي عرش هدافي القارة السمراء, ومنحه الاتحاد الإفريقي الكاف لقب الاحتياطي السوبر. لكن في بطولة الدوري وبعد مرور أكثر من250 دقيقة(75 دقيقة أمام بتروجت و90 دقيقة أمام المقاولون العرب, ومثلها أمام طلائع الجيش) لم يفعل جدو أي شيء مع زعيم الثغر, ولم يظهر لا بنصف مستواه مع الاتحاد السكندري في الدور الأول, ولا حتي بربع مستواه وإيجابيته مع المنتخب في بطولة الأمم الإفريقية, ولم يسجل أي هدف, ولا نذيع سرا إذا قلنا إن جدو طلب من عدد من أصدقائه التدخل لدي الزمالك, وتحديدا لدي حسام وإبراهيم حسن, لحل مشكلته بصورة ودية, حتي يركز مع الفريق في الجزء المتبقي من البطولة, ويثبت أن ما حققه لم يكن من باب المصادفة, وأنه يملك الكثير. ولم يكن جدو الوحيد من نجوم مصر في بطولة الأمم الإفريقية بأنجولا الذي تاه في غابات الدوري وظهر بصورة باهتة, العديد من أبطال إفريقيا اختفوا أو أخفقوا في مباريات الدوري. وائل جمعة المدافع الأفضل في القارة السمراء تعرض للطرد في مباراة الأهلي مع غزل المحلة بعد كارت أحمر مجاني منحه له الحكم فهيم عمر بعد اعتدائه علي عبدالحميد شبانة. واللافت أن خطأ وائل جمعة كان في لعبة بعيدة عن منطقة الجزاء وبجوار خط التماس, أي لم تكن لها خطورة علي المرمي الأحمر, وهو الأمر الذي يوضح أن جمعة لم يكن في كامل تركيزه خلال المباراة. وحرمت الإصابة الأهلي الاستعانة بالثنائي الدولي سيد معوض وعماد متعب في مباراتي المحلة واتحاد الشرطة, وأحمد فتحي لعب مباراة المحلة وغاب أمام الشرطة. ولم يصنع الثلاثي الدولي لإنبي الفارق في مباراة الزمالك, ونتحدث عن أحمد المحمدي وعبدالعزيز توفيق وأحمد رءوف, وأهدر الأول( المحمدي) ضربة جزاء كانت كفيلة بتغيير شكل وسير المباراة, وإن صحح الخطأ في مباراة إنبي مع الجونة وسجل هدف فوز الفريق البترولي. مباراة الزمالك مع إنبي شهدت خطأ مجانيا من عبدالواحد السيد أدي لضربة الجزاء, لكن عبدالواحد تفوق علي نفسه وصحح الخطأ, وبرغم أن هاني سعيد حظي بثقة حسام حسن ودفع به في التشكيل الأساسي للفانلة البيضاء وبالتحديد في خط الوسط, لكنه لم يقدم الصورة التي كان عليها في أنجولا, والأمر نفسه ينطبق علي محمد عبدالشافي الظهير الأيسر للزمالك, وأحمد عيد عبدالملك مهاجم حرس الحدود الذي لم يسخر مهاراته الفردية لمصلحة الفريق, بدليل نتائج الحرس في مباراتي اتحاد الشرطة وطلائع الجيش ووجوده في مركز لا يليق ولا يتناسب مع بطل الكأس وبطل السوبر. وأخذت الاحتفالات الكثير من وقت وجهد أحمد حسن كابتن المنتخب, فتأخر عن الإبداع مع الأهلي كما فعل في الدور الأول, وكانت الصورة مختلفة عند عصام الحضري الذي لم ينضم لتدريبات الإسماعيلي بحجة عدم حصوله علي مستحقاته المتأخرة, ووجود عروض احتراف من أندية برازيلية وبلجيكية, وبالتحديد بالميراس البرازيلي, وليرس البلجيكي. وغاب الحضري عن مباراة الإسماعيلي أمام المنصورة, ولم يسافر معه إلي كينيا للمشاركة في المواجهة الإفريقية. القليل من أبطال إفريقيا تألقوا مع أنديتهم مثل معتصم سالم ومحمود فتح الله, والكثير منهم تاه في غابات الدوري برغم أن الجماهير كانت تنتظرهم بشوق وشغف بعد فصول الإبداع والمتعة الكروية التي قدموها علي الملاعب الأنجولية, فمتي يعودون لمستواهم؟