لحظة اختبار للديمقراطية! من المؤكد أننا أمام فرصة تاريخية باتجاه تعميق الديمقراطية وتسريع وتيرة الحركة علي طريقها وذلك يتطلب أول ما يتطلب ارتفاع كافة القوي السياسية في مصر إلي مستوي الحلم والطموح الذي فجرته الثورة. أريد أن أقول بوضوح إن هذه لحظة اختبار حقيقية لمصداقية كافة القوي السياسية ومدي قدرتها علي إثبات وجودها في الشارع من خلال طرح الحلول والمبادرات الواقعية التي تلامس هموم الوطن والمواطنين بدلا من استمرار هروب أغلب هذه القوي والفصائل السياسية نحو قضايا جدلية تستهدف فقط مجرد دغدغة المشاعر الوطنية أو الدينية. لقد آن الأوان لكي تبادر كافة القوي السياسية- في مقدمتها الأحزاب- بإعطاء إشارات تؤكد احترامها للديمقراطية داخل أطرها باتجاه تجديد الفكر وتجديد الرموز وبما يتفق واستحقاقات وتحديات المرحلة الجديدة! وإذا سئلت- والسؤال واجب و ضروري- حول الإطار الأمثل لديمقراطية حقيقية تتسع لكل القوي السياسية لقلت علي الفور أنه إطار المصارحة والمكاشفة الذي يستبعد أي نوع من استعلاء أي فصيل سياسي علي غيره مع ضرورة التوقف عن سياسات المزايدة وطرح المستحيلات حتي يمكن التوافق علي برنامج سياسي تراعي فيه متطلبات المواءمة الضرورية بين إمكانات الوطن وطموحات المواطنين علي ضؤ معطيات المرحلة الانتقالية. وفي اعتقادي أننا إذا تحركنا علي هذا الطريق بمزيج من السرعة والحكمة فإن بإمكاننا أن نراهن في المنظور القريب علي انتعاش الحياة السياسية في مصر بأحزاب حقيقية تثري الحياة الديمقراطية..! وفي اعتقادي- أيضا- أنه قد آن الأوان لكي تقدم كافة القوي السياسية نفسها للرأي العام بصورة جديدة كنموذج يحتذي به في الفهم والإدراك لمعني وغاية الديمقراطية التي ترتكز إلي الحوار وحسن الاستماع للرأي الآخر واحترامه وليس مجرد تسجيل المواقف من خلال مساجلات هزيلة تغلب عليها لغة الصراخ والتشاؤم وتستخدم فيها مفردات التصغير والتحقير ولا تعكس سوي ترسيخ نزعات التعصب والجمود الفكري التي تؤدي إلي التشكيك وفقدان الثقة بأكثر مما تؤدي إلي حشد وتجييش الرأي العام في الاتجاه الصحيح! خير الكلام: بعض الشائعات أشد فتكا من طلقات الرصاص! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله